شريف حسن يكتب : الممر

يوجد بسيناء الحبيبة عدة ممرات منها «ممر متلا» و«الحيطان» و«الختمية» و«الجدى»، و«متلا» احتله اللواء ٢٠٢ مظلات الإسرائيلى عام ١٩٦٧، وتم حصار عدد من الجنود إبان الهزيمة «قتل وأسر»، ويبعد «متلا» ــ أشهر الممرات التى تحوطه فى الشمال «مرتفعات جبل أم خشيب» وفى الجنوب «جبل الراحة»  ــ عن القناة بحوالي ٤٠ كيلو مترا ويمتد متعرجا شرقا بعمق ٣٥كم وكان لابد من غلق المخرج الغربى له بأى وسيلة، وتم غلق الممر لمدة ٢٦ ساعة متصلة بعد قتال عنيف من أول ضوء فى صباح ١٤ أكتوبر وحتى آخر ضوء من يوم ١٥ أكتوبر وتقدمنا بذلك لـ٢٧ كيلو مترا من أبعد نقطة في رأس كوبري الفرقة ١٩ مشاة، فى شرق القناة وكانت خسائرنا بسيطة بالنسبة للتقديرات السابقة ولحجم قواتنا وشراسة الاشتباكات وذلك بفضل الله والروح المعنوية العالية جدا لقواتنا والتى هى أساس نصر أكتوبر.. فالمهمة كانت صعبة ولكن مهمة.

فيحكى المؤرخ العسكرى محمد على السيد: بعد ثمانية أيام من قتال أكتوبر كانت قواتنا قد استقرت في رؤوس الكباري شرق القناة، وتحطمت أسطورة خط بارليف، ولم تستطع قوات العدو اختراق دفاعاتنا فى الشرق حتى ذلك الوقت، وركز العدو دفاعته فى الخط الدفاعى الثانى السابق تجهيزه علي الممرات الجبلية الثلاثة بسيناء، ومن خلالها يدفع احتياطياته للهجوم علي قواتنا.

كما أن مهمة اللواء المدرع تدمير العدو على ممر «متلا» ـ أخطر الممرات وأهمها ـ وحرمان العدو من استخدامه، وكان اللواء يعمل ضمن تشكيلة الفرق الرابعة المدرعة التي تعمل كاحتياطى تعبوى للجيش الثالث الميدانى في نطاق منطقة السويس، وقد صدرت الأوامر يوم ١٣ وعبرنا في آخر ضوء تحت ضغط نيران العدو وكانت القذائف التى تسقط فى مياه القناة تتسبب في ارتفاع المياه علي جانبى الكوبرى لحوالى ٤ أمتار..

مع أول ضوء من صباح ١٤ تحركنا من منطقة جبل الممر وكان أمامنا ٣٠ كم من أرض صعبة وغرز، عبر وادى الممر (أصبح اسمه بعد الحرب «جبل الفاتح» نسبة للواء محمد الفاتح كريم الذى حرره في حرب أكتوبر)، فقد كان العدو علي القمم الجبلية علي الجانب الأيسر للواء، أما الجانب الأيمن فكان أرضا مفتوحة حتى خليج السويس، متحركين فى تشكيل قتالى كتيبتين في المقدمة وكتيبة في الخلف، كنت رئيسا لأركان اللواء بينما قائد اللواء في المقدمة.

كان اللواء قد نجح في الوصول واحتلال خط بعمق ٢٧ كم ـ كما يروي لنا المؤرخ العسكرى