محمد عبد المنصف يكتب : قش الأرز .. ثروة قومية.. آثم من يحرقها !!
أكد التصوير الجوي للمساحات التي تمت زراعتها أرز هذا العام أنها بلغت 1.8 مليون فدان يتوقع أن تنتج نحو 3.6 مليون طن قش أرز، وهي ثروة لم ينتبه اليها المصريون إلا بعدما تعرضت البلاد لظاهرة السحابة السوداء عام 1999 ، وثبت أنها نتجت عن حرق الفلاحين قش الأرز، فبدأت مصر في التفكير الجدي لاستغلال تلك الثروة المنسية. الغريب ان علماءنا عندما اقترحوا تدوير القش فكروا في تحويله لعلف حيواني، من خلال دمجه مع البرسيم نظرا لأن الأخير يحتوي علي نسبة مياه مرتفعة تؤدي الي إصابة الحيوان بالاسهال كما تؤدي إلي انخفاض انتاجية الحيوان من اللبن، وبإضافة قش الأرز تقل هذه النسبة الي الحد المسموح به، و اهتموا بإضافة اليوريا للقش كي يتحول لغذاء حيواني يحتوي علي نسبة عالية من البروتين. ونسوا أو تناسو أنه يحتوي علي أنقي أنواع السيليكون علي الاطلاق حيث يفوق في نقاوته رمال الصحراء، لذلك يمكن استخدامه في انتاج ارقي انواع العدسات البصرية ومكونات الكمبيوتر والزجاج المقاوم للحرارة ، كما يمكن استخدام مادة «السيلكا جيل»، في تصنيع اشباه الموصلات وكذلك الاسلاك الكهربائية المستخدةم في تشغيل الاجهزة الكهربائية والشاشات الحديثة . ويعد قش الأرز مصدرا جيدا لإنتاج لب الورق الذي يكلف مصر 15 مليار جنيه سنويا لاستيراده ، كما يمكن انتاج الخشب الحبيبي منه ، بعد تفتيته الي تبن ثم كبسه داخل مكابس كبيرة وإضافة مادة لاصقة عليه لانتاج الخشب الحبيبي ومن ثم انتاج الواح الخشب الكونتر . والأهم هو استخدامه في معالجة مياه الصرف الصحي حيث يتميز بقدرته الفائقة علي التفاعل مع المواد الكيماوية الضارة الموجودة بالمياه، لدرجة انه قادر وفقا للدراسات العلمية أن يتخلص من 98% من المعادن الثقيلة ، و99% من الملوثات الدقيقة و100% من البكتيريا القولونية، مما يجعل المياه المعالجة صالحة للزراعة الآمنة، وتقدر فترة صلاحيته بنحو عام كامل. وتؤكد بعض الدراسات العلمية قدرة قش الارز علي فصل الزيوت عن المياه، وتنقية مياه الصرف الصناعي من الأصباغ والمعادن الثقيلة ، كما يمكن استخدامه في انتاج بليت الفحم، من خلال تحويله إلي مصبعات لإنتاج وقود حيوي يكون بديلا عن الوقود الاحفورى (الفحم? المازوت? السولار? الغاز) حيث ينتج قيمة حرارية تعادل ثلثى قيمة الفحم وثلث قيمة البترول من خلال ماكينة صغيرة جدا ، تستطيع عمل ذلك في خطوة واحدة بدون أى تعقيدات صناعية او أى سابق خبرة، ويضاعف من اهميتها امتلاك مصر نحو 22مصنعا للاسمنت تبحث عن وقود صديق للبيئة. غير ان الفلاح لا يعرف كيف يسوق ذلك القش فتكلفة جمع مخلفات الفدان الواحد من قش الأرز لا تقل عن 600 جنيه بين أجر العامل الذي يقوم بجمعه وقيمة الحبال التي تُستخدم في تربيطه، ولا بديل عنها سوى استخدام البلاستيك، والذي يمثل استخدامه خطورةً كبيرة على المواشي في حالة تحويل القش الي علف حيواني، والأهم انه لا يعرف الي اين يذهب بمحصوله في ظل تجميد عمل الجمعيات التعاونية الزراعية التي تنتظر تعديل قانون العمل بها منذ اكثر من ثلاثين عاما كي تتمتع بالمرونة اللازمة لتجميع المحاصيل من الفلاحين والتعاقد بصورة مجمعة مع الشركات والمصانع بما يحقق زيادة في العائد الاقتصادي للفلاح ويسمح بإنتاج صناعات طال انتظارها.
