شريف عبد الفهيم يكتب : مهرجان الجونة
للعام الثالث على التوالي يثبت فنانو مصر أنهم يرفعون شعارات وهمية فيما يخص الانتماء والولاء وهذه الشعارات التي تخرج من أفواههم دون أن تتطابق أفعالهم.
فها هو مهرجان الجونة يشهد أكبر تجمع من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، وهو تجمع لم يحظ به مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ سنوات كثيرة وأظن أنه لن يحظ بلك التجمع أبداً. فاختيار القائمين على المهرجان توقيت إقامته قبل مهرجان القاهرة بشهرين، وقبل بداية المدارس ونهاية فصل الصيف- فالجونة تعتبر من الأماكن الشتوية لا الصيفية وبالتالي اختيار نصف سبتمبر لإقامة المهرجان يعتبر نوعاً من الترويج للقرية في المقام الأول.
وبالطبع كل الذين دعوا لحضور المهرجان لن يذهبوا على نفقتهم الخاصة ولن يعودوا خاوين الوفاض فالمهرجان يعتبر مهرجاناً خاصاً لا يمثل مصر أمام المحافل العالمية السينمائية مثل القاهرة أو الإسكندرية، الي اقترب موعد افتتاحه وسوف نرى وقتها انتماء وولاء الفنانين هل هو لمصر فعلاً أم لشيء آخر.
وأتذكر منذ عدة أعوام في أول دورة لمهرجان دبي السينمائي وكان يسبقه مهرجان القاهرة بأيام قليلة تغيب الكثير من النجوم عن حضور فعاليات مهرجان القاهرة بينما امتلأ حفل مهرجان دبي بالفنانين المصريين الذين اعتذروا عن عدم حضور مهرجان القاهرة لانشغالهم أو لمرضهم أو لأي عذر آخر، وفجأة ركب كل هؤلاء الطائرات متجهين إلى دبي التي تبعد عن القاهرة بالطيران مسافة ثلاث ساعات أو تزيد، وليس نصف ساعة بالسيارة. وبالطبع كان واضحاً السبب الرئيسي لتهافت نجوم الفن على حضور مهرجان الجونة فالمكوث لمدة أسبوع في أفخم قرية سياحية بمصر وعلى شاطئ البحر الأحمر مجاناً وبدون أي تكلفة شيء يستحق هذا غير التنقل في مدينة الجونة نفسها بالسيارات الليموزين الفاخرة هذا غير ما يمكن أن يناله كل منهم مقابل قبوله حضور المهرجان. سوف يقال إنني أتجنى على نجوم مصر وأنهم يمثلون فعلاً عنصري الانتماء والولاء لمصر لكن سوف نرى هل أنا مخطئ أم لا فبعد أيام سوف يفتتح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وبعده بشهر تقريبا سوف يكون افتتاح شقيقه الأكبر مهرجان القاهرة الدولي وسوف نرى هل سيتهافت نجوم مصر على حضور افتتاح أي منهما أم أن الإرهاق بسبب مهرجان الجونة سوف يمنعهم عن الحضور. إنا لمنتظرون!
