نبيه صدقى يكتب : ”حب عذري أم غريزة جنسية”
الخالق ,سبحانه , خلق النفس البشرية ووضع فيها غريزة من أهم الغرائز وهى الغريزة الجنسية وهذه الغريزة تثار عندما تجد مقومات ما يثيرها ولهذا أغلق الخالق _سبحانه _كل منافذها لأنها المنفذ الذي ينفذ منه الشيطان والمصيدة التي يصيد بها ابن آدم وهذه الغريزة دائما يخلط بينها وبين الحب العذري والنزوة وخصوصا في سن المراهقة حيث تكون الغريزة الجنسية في أشد عنفوانها مع قلة العقل والادراك والخبرة فبنت حواء مجرد يأتيها فتي زاعما الحب متقولا كلاما معسولا معبراعبارات منمقة مظهر أحاسيسا كاذبة ممثلا دور قيس بن الملوح مع ليلي العامرية عندها تنجرف وراءه مبادلة له نفس المشاعر الرقيقة والأحاسيس الجياشة معلقة عليه آمالها لأنه فتي أحلامها ولأن الحب أعمى وأصم فلا تفكر بعقل ولاتفرق بين الحب الحقيقي والميل للغريزة الجنسية و بين الاحاسيس الصادقة و الأحاسيس الكاذبة ونسيت ان الحب يبقي ويزيد ويكون طريقه كما رسمه الخالق _سبحانه _لاكما رسمه الشيطان.
أما الغريزة الجنسية إنما تبقي فترة قصيرة ثم تنقضي حتي تجد مثيرا آخر لتشبع نهمها فهى كالسراب لاتروي ظمأ وكالكلب الجائع المتلصص علي عظمة لعله يستطيع خطفها واليك يا بنت حواء موقفان يبين لك الفرق بين الحب والغريزة الجنسية فأما الموقف الأول هو موقف قيس مع ليلي العامرية لم يرض بأحد سواها ومات بحبها كما هي ماتت بحبه واما الموقف الثاني كثير مع عزة زعم الحب بها حتي قال : ماكنت ادري قبل عزة ماالبكا. ولاموجعات القلب حتي نزلت. ومع ذلك تزوج واحب بعدها ام الحويرث فلا يغرك يابنت حواء الكلام المعسول ولا العبارات الساحرة إنما الصياد يضع الطعم ليصتاد فكل ماترينه من عبارات ساحرة وأحاسيسا جياشة ودموعا تسيل طعما ليصتادك ثم بعد اصتيادك يأكلك وبعد الاكل المصممة وبعد المصممة الرمي كقطعة القماش البالية فإذا كان الامرهكذا فالتزام العفة والحياء وكونى كالجوهرة كلما بعدت عن يد لامسيها ازدات غلوا وجمالا لا يوزنها ميزان لان ثمنها غال عليها يتسارع طالبيها باذلين كل نفس ونفيس واجعل اباك وامك سرك ومحل مشورتك واحفظى كرامتهما وارفعى رأسهما وتذكرى دائما قول الخالق :{واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى *فإن الجنة هي المأوى} سورة النازعات :(41:40) وتذكرى قول الرسول _صلي الله عليه وسلم _ (الحياءخيركله) وتذكرى قول امير الشعراء : خدعوها بقولهم حسناء. والغواني يغرين الثناء اللهم احفظ بلادنا واحفظ جيشنا العظيم واحفظ امنها وأرحم والدينا وكل المؤمنين والمؤمنات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
