الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 05:36 صـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

شريف حسن يكتب  : نبيل شكرى.. منجم معلومات الصاعقة

الأموال

 أنشئت فى عام ١٩٥٥ بــ«أبوعجيلة» بشرق سيناء الحبيبة قوات الصاعقة، وأساس اختيار ضباطها «الكفاءة القتالية واللياقة البدنية، والتفرد والتمايز في استخدام الأسلحة الخفيفة والمقدرة علي تحمل المشاق»، والعلم والخبرة لهما دور أساسى متمثلان فى البعثات العسكرية للحصول علي دورات تدريبية، فقد ضمت «الصاعقة» العديد من الضباط منهم «النقيب نبيل شكرى» بعد بعثته للولايات المتحدة وحصوله على هذه الدورة المهمة، وبعد ١٨ عاما من حرب الاستنزاف يتولي قيادة هذه القوات..

وقد استعرض المؤرخ العسكرى والكاتب الصحفى القدير محمد علي السيد فى كتابه «حكايات من حرب أكتوبر» بعض العمليات قامت بها «الصاعقة المصرية» كمعركة رأس العش ومنع دخول العدو بور فؤاد ـ قبل أن يمضى شهر على الهزيمة ـ وتدمير تشوينات الأسلحة التى تركتها قواتنا المنسحبة من سيناء بالألغام حتى لا يستغلها العدو ضدنا، والعديد من الإغارات علي لسان بور توفيق، وأسر الضابط «أدموند» أول أسير إسرائيلى عام ١٩٦٩، وعملية السبت الحزين بكمين نهارى عند الكيلو ٩٣ وتدمير «قول متحرك»، فسمى هذا اليوم «السبت الحزين» وكان عبورنا للنصر يوم «سبت حزين» فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣...

أما عملية شدوان ـ حسبما كتب المؤرخ العسكرى محمد علي السيد فى كتابه ـ فقد نجحت «الصاعقة» فى صد هجوم العدو عليها.. وفي حرب أكتوبر امتد عملها إلى المحاور الرئيسية فى سيناء منها «فى القطاع الشمالى وقف العدو في منطقة رمانة، وتعديل لواء مدرع على الساحل لمدة ١٥ ساعة، فى قتال متصل طوال الليل لتتمكن الفرقة الثانية من تركيب الكباري لعبور المدرعات، أما فى الأوسط إيقاف لواء مدرع فى (الطاسة)، وفى (الجنوبى) استطاعوا الصمود لأكثر من ٧٢ ساعة كاملة وقفل ممر سدر الحيوى ومنع العدو من استخدامه (طوال الحرب بعد ذلك)، ليتمكن الجيش الثالث من تركيب الكبارى، وفى (الجنوب) امتد عمل القوات من (رأس سدر) وحتى (الطور جنوبا)، واستطاعت القوات تدمير أوتوبيس للعدو به ٥٠فردًا من القوات الجوية الاسرائيلية، وإسقاط طائرة هليوكوبتر معادية. واستعدادًا لنصر أكتوبر تطورت (الصاعقة) تطورا هاما، وتضاعف عددها واتُخذت أحدث الوسائل والسبل والأسلحة فى التدريب والقتال والفداء فى الأداء، وخطة عبور أكتوبر (عبور ٥ فرق مشاة تبقي وحيدة من ٦ إلى ١٥ ساعة ليتم تركيب الكبارى وعبور المدرعات والمركبات والأسلحة الثقيلة)، وأن جبهة الصاعقة بلغت ٣٢٠ كم من بورسعيد شمالا وحتى الطور جنوبًا، وفي العمق حتى ٥٠كم، و(الثغرة) كانت العمل الرئيسى للصاعقة بمشاركة ٣ مجموعات من (الدفرسوار) وحتى الأدبية وعتاقة.. و(الدفرسوار) سماها الرئيس أنور السادات (وادى الموت)، حيث تكبد العدو خسائر جسيمة واستشهد من الصاعقة كثير من رجالها..

أما معركة (قرية أبوعطوة) فيروى المؤرخ العسكرى محمد على السيد أنها كانت حاسمة فى إيقاف العدو عن الإسماعيلية، واستمر عمل الصاعقة منذ بدء القتال حتى وقف إطلاق النار وانسحاب قوات العدو بعد مباحثات الكيلو ١٠١ يوم ٢٥ يناير ٧٤.. وبعد ٣ أشهر من انتهاء الحرب عادت إلى قواعدها آخر مجموعات الصاعقة بعد نجاحهم فى تنفيذ المهام في عمق العدو وتعايشوا مع البدو ثم عادوا سيرًا على الأقدام»..

واستضافت قناة النيل للأخبار بالتليفزيون المصرى اللواء نبيل فى برنامج «شهادة للتاريخ» ليحكى عن قوات الصاعقة الباسلة بعد حرب الاستنزاف وفترة الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة قائلا: مهمة سلاح الصاعقة «الجيش الثانى والثالث» إعاقة وصد وتعرقل وقتال احتياطيات العدو القريب، ثم احتياطيات القيادة العامة أُبرت جوا على عمق ٣٠ إلى ٥٠ كيلو من القناة لكى تقاتل احتياطات العدو البعيدة وتعطلها لأطول فترة ممكنة، وهذه كانت الفكرة لاستخدام الصاعقة، ولإتاحة أطول فترة ممكنة لتشكيلات القوات البرية لبناء رؤوس الكبارى وفتح الثغرات بواسطة المهندسين في الساتر الترابى وعبور أسلحة الدعم الثقيلة لتثبيت الاتزان الدفاعى لهذه التشكيلات..

وعن شهادته.. قال: رغم الهزيمة كانت قوات الصاعقة متماسكة، الحمد لله، ولكن عبرت هذه الهزيمة واشتبكت مع العدو فى الاستنزاف، وقويت عزيمته، وازدادت صلابة، واستغلينا فترة الإعداد لزيادة الكفاءة القتالية..

أما عن أبرز النتائج لعملية رأس العش فقال: «عسكريا حققت الهدف وألغت حلم العدو الوصول إلى بور فؤاد شمالا، وبور توفيق جنوبا، ورغم صغر هذه العملية إلا أن لها آثار معنوية كبيرة»، و«معارك شدوان وبقية العمليات كان لها آثارها ولا يمكن تمييز معركة عن أخرى، ولكن كلها عمليات مضيئة فى تاريخ الصاعقة»..

وفى ١٦ يوليو الماضى غاب عن دنيانا اللواء نبيل شكرى ــ منجم معلومات الصاعقة ــ ابن المهندس الزراعى مصطفي شكرى والحاجة نجية عبدالرحمن زكى، وحفيد الأميرالاى عبدالرحمن بك زكى حكمدار الجيزة الأسبق وأحمد الصياد سلامة «عمدة المرسى الأسبق»، وهو أحد مؤسسى قوات الصاعقة المصرية وقائد قوات الصاعقة خلال الاستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣ ومساعد وزير الدفاع الأسبق وعيّنه الرئيسي السادات مديرا للكلية الحربية بعد عملية «مطار لارنكا الدولي بقبرص»، وكان قائد المجموعة المرسلة للقبض على قتلة يوسف السباعى، وقد حصل علي «نجمة الشرف العسكرية» و«وسام الجمهورية» من الطبقة الأولى والعديد من الأوسمة والنياشين من مصر والدول الصديقة.

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE