شريف عبد الفهيم يكتب: فضيحة

لا أظن أنه يوجد مصري واحد لم يفرح بالإنجاز التاريخي الذي حققه لاعبو

كرة اليد الناشئون بالفوز بكأس العالم في سابقة لم يسبقه إليها أي فريق

من خارج القارة الأوربية طوال فترة إقامة هذه البطولة، فالمصريون جميعاً

سعدوا بهذا الفوز الكبير الذي لم يتحقق من قبل على مستوى أي لعبة جماعية.

لكن، وآهٍ من لكن تلك، نكد علينا السادة الجهابذة الذين لابد أن يوجودوا

على رأس أي اتحاد يحقق إنجازات لكي يتفننوا في التنكيد على الشعب بعد كل

إنجاز.

خرج أحد هؤلاء الجهابذة بعد الفوز التاريخي بكأس العالم ليقول بملء فيه:

«كل لاعب له مكافأة 1500 جنيه» يا نهار أسود.. ألف وخمسمائة جنيه مكافأة

الفوز بكأس العالم، وملايين أهدرت على مجموعة من الفاشلين حطموا الروح

المعنوية العالية للمصريين جميعا بعد فضائحهم في كأس العالم لكرة القدم

التي أقيمت بروسيا وخرجوا بعد الفضيحة المدوية حيث أصبح ثاني فريقين لا

يحقق أي انتصار في البطولة ويحتل بجدارة المركز قبل الأخير، ثم بعدها

بعام واحد فقط يخرجون بفضيحة أخرى في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي

أقيمت على أرض مصر وبين جمهورها وكل المصريين علقوا الأمل على أن تكون

البطولة الثامنة في دولاب الفراعنة ليصدموا بالواقع الأليم ويخرج الفريق

بفضيحة أخرى أمام فريق مصنف ضمن التصنيف الرابع في القارة ووصل ضمن ملاحق

الثوالث في البطولة.

ورغم ذلك حصل كل واحد منهم على آلاف الجنيهات مكافأة لهم على الفشل

والفضيحة، وعندما يأتي مجموعة من الشباب الذين عشقوا مصر حقاً وأعطوها كل

جهدهم ليحصلوا على أكبر بطولة في اللعبة على مستوى العالم نحطم طموحهم

ونكسر إرادتهم بتصريح أحد الجهلاء بأن مكافأة الحصول على كأس العالم لكرة

اليد للناشئين 1500 جنيه.

لا أريد أن أخرج من وقاري لأسب هذا الجاهل لكن أطالب بمحاكمته محاكمة

علنية أمام المصريين الذين أحبطهم بتصريحه هذا، وما زاد الطين بلة أنه

قال بعد ذلك إن إمكانيات الاتحاد لا تحتمل أكثر من ذلك، أما كان من

الأولى أن يضع لسانه في فمه ويسأل رؤساءه قبل أن ينطق بكلمة ماذا سنفعل؟،

ربما وقتها ساعدته الدولة في أن يحفظ للاعبين كرامتهم التي بعثرها

بتصريحه الأهوج هذا، صحيح أن المبلغ تغير بعد ذلك لأضعاف ما أعلن ولكن

الصدمة الأولى وقعها دائماً سيئ.