محمد عبد المنصف يكتب : شنطة مصر.... والتسويق الاقتصادي والاجتماعي؟!
نجحت إيطاليا في استغلال البيتزا في الترويج لصناعتها ومزارتها السياحية وأصبحت شعوب العالم تعرف البيتزا أكثر مما تعرف المدن الرئيسية في ايطاليا، فيما تميزت بريطانيا بالشيكولاتة التي يحرص زوارها علي شرائها لتقديمها كهدية لأهلهم عند عودتهم لبلادهم، فيما لا نجد تذكارا واضحا لمصر يحرص الزائر علي اقتنائه بعيدا عما تقدمه البازارات من تماثيل فرعونية، فهل ننجح في استثمار منتجات الصحاري للترويج لمزاراتنا السياحية ومنتجاتنا الصناعية،وصادراتنا الزراعية.
فقد سبق وأن قدم معهد بحوث تكنولوجيا الصناعات الغذائية نموذجا لـ»شنطة مصر»، التي يمكن تقديمها للسائح كتذكار تتضمن زجاجة زيت زيتون وكيس من التمور المحشية بالمكسرات أو الشيكولاتة أو الفول السوداني، وكيس ملوخية جافة وآخر للنعناع،لا يتعدي اجمالي وزنها كيلو جرام واحد وتشغل اقل حيز ممكن ولا يزيد ثمنها على 10 دولارات، وقت أن كانت قيمة الدولار ستة جنيهات.
لتباع في المناطق الأثرية، وللمشاركين في المؤتمرات العلمية كتذكار جميل من مصر التي تنتج أجود أنواع زيت زيتون في العالم، ولديها صناعة تمور علي مستوي عالمي، كما تمتلك أجود أنواع الملوخية والنعناع في العالم، فضلا عن قدرتها علي تصنيع عسل التمر أو «دبس التمر»،ومخلل التمر، وكلها مواد جميلة المذاق عالية القيمة الغذائية، ومنتجه بصورة عضوية خالية من المبيدات والكيماويات .
أذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية حين نظمت أولميبياد عام 1984 في لوس أنجلوس عاصمة ولاية كاليفورنيا حققت أرباحا بلغت 215 مليون دولار،نتيجة استثمارها للجماهير المشاركة في البطولة في بيع كل شيء،لدرجة أنها باعت زجاجات فارغة كتذكار عن هواء المدينة،ووجدت من يشتريها، فيما لم نستثمر نحن بطولة كاس الأمم الأفريقية للترويج لمثل هذ الفكرة علما بأنها واحدة من أكبر الأحداث الرياضية في العالم فهي ثالث بطولة كروية بعد كأس العالم وكأس أوروبا.
كان يجب استغلال الوفود الإعلامية المصاحبة لفرق بلادها في الترويج لمصر من خلال تنظيم رحلات ترفيهية لهم لزيارة معالم الواحات المصرية المنتجة للتمور ولزيت الزيتون وللطفرة التي شهدتها بلادنا خلال السنوات الأخيرة في البنية الأساسية وبخاصة الطرق السريعة التي تعد المقياس الاول علي مدي تقدم الشعوب، وتظل الفكرة قابلة للتطبيق في كل وقت وحين كي نشجع العالم علي الاستثمار في بلادنا.
