الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 03:04 مـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : السوريون في مصر.. أهل وأصحاب بيت.. وليسوا لاجئين

الأموال

فجأة.. وبدون مقدمات.. اندلع جدال حام وواسع النطاق خلال الأيام الأخيرة حول قضية اللاجئين السوريين في مصر.. والذين كان الترحيب بوجودهم محل إجماع عام منذ بدء توافدهم علي البلاد عام 2011، باعتبار أن السوريين هم تاريخيا من أقرب الشعوب العربية إلى المصريين، إن لم يكونوا أقربهم على الإطلاق..
المحامى سمير صبرى، المعروف بإثارته للقضايا الشائكة تقدم ببلاغ إلى النائب العام طالب فيه بفرض رقابة أمنية دقيقة على اللاجئين السوريين في مصر، وعلي أنشطتهم المالية.. وتحدث عن أنماط استهلاكية مبالغ فيها بينهم، وعن استثمارات تبلغ 23 مليار دولار ليست معروفة المصدر بوضوح، ويمكن استخدامها بطريقة تسىء إلى مصر وأمنها.
وتلاه الكاتب نبيل نعيم ـ الذى كان أحد مؤسسى تنظيم الجهاد، ثم انشق عنه وأصبح معاديا للتيارات الدينية المتطرفة ــ اتهم اللاجئين السوريين بأن كثيرين منهم ينتمون إلى «الإخوان» وأنهم جاءوا إلى مصر بترتيب وتمويل من التنظيم الدولى «للإخوان المسلمين» وأنهم ينشطون في مصر بتنسيق وثيق مع «الإخوان» المصريين.. وأن أموالهم يمكن أن تموِّل أنشطة إرهابية، وأن مشروعاتهم الاقتصادية يمكن أن تشمل غسيل أموال للتنظيم الدولى، ومن ثم للإرهاب.
أقوال المحامى والكاتب المشار إليهما اتسمت بقدر كبير من التعميم والمبالغة يمكن اعتباره تحريضا ضد إخوتنا السوريين، وإساءة لأغلبيتهم الساحقة ـ الشريفة والمحترمة ـ بجريرة أقلية ضئيلة منحرفة يمكن أن توجد فى أى مجتمع، بما في ذلك مجتمعنا المصرى نفسه.
لذلك اندلعت في مواجهة هذه الأقوال على الفور، موجة جارفة من التعليقات علي وسائل التواصل الاجتماعى، ترفض المساس بإخوتنا وأهلنا من اللاجئين السوريين، وتؤكد على الروابط التاريخية المتينة بين الشعبين والبلدين، وتشكك في دوافع المحامى والكاتب المشار إليهما، وكل من يتبني أقوالهما..
وتؤكد نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي قوة هذه الموجة الجارفة، المدافعة عن أهلنا وإخوتنا من اللاجئين السوريين، والتى تؤكد ترحيب الشعب المصري بهم كأهل وإخوة، وهو ما اهتمت بإبرازه وسائل إعلام دولية كبري مثل (الـ«بى بى سى» البريطانية وDW» التليفزيون الألمانى ـ 11 يونيو 2019 علي اليوتيوب) في تغطيات مطولة نقلت أيضا اتهامات المحامي والكاتب المشار إليهما.
والحقيقة أن هذه الموجة الجماهيرية الجارفة المدافعة عن أشقائنا السوريين هى تعبير عن حس سياسى سليم، وعن مشاعر وطنية وعروبية متجذرة لدي الشعب المصري، تبرز دائما في الوقت المناسب، وحيث لا يتوقع أولئك الذين لا يعرفون الشعب المصري علي حقيقته.
> > وغني عن البيان أن الاعتبارات الأمنية هى أمر لا يمكن التساهل بشأنه أيًا ما كان مصدر التهديد لأمن مصر، وسواء جاء هذا التهديد من جانب شخصى مصرى أو عربي أو أجنبى أو من جانب منظمة أيًا ما كانت جنسيتها. وبديهي أن المطلوب من أجهزة الأمن المصرية ـ أمس واليوم وغدا وبعد غد ـ أن تراقب بكل يقظة أى مصدر لتهديد أمن البلاد، وأن تبتر هذا التهديد بكل حسم، ومعروف أن جماعة «الإخوان» وتنظيمها الدولي وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الدولية والمحلية هى مصدر الخطر الأساسى علي أمننا القومى في هذه المرحلة من تاريخ بلادنا.
ومعروف كذلك أن سوريا كان بها حركة واسعة «للإخوان» وأن بعض اللاجئين يمكن أن يكونوا منتمين إلي هذه الحركة، والأكثر من ذلك أننا لا ننسي أن بعض هؤلاء شاركوا في مظاهرات الإخوان بعد الإطاحة بمحمد مرسي وحكم الجماعة الإرهابية عام 2013.. لكن هؤلاء يظلون أقلية ضئيلة يجب أن تظل أعين أجهزة الأمن مفتوحة عليهم هم والكتلة الكبيرة من الإخوان المصريين، كما يمكن محاكمتهم وسجنهم، أو إبعادهم عن البلاد إذا قامت دلائل جدية علي تهديدهم للأمن، بل ويمكن حتى إبعاد غير المصريين عن البلاد إذا قامت (شكوك قوية) علي ضلوعهم في أنشطة تهدد أمن البلاد.
غير أن هذه البديهات ـ التي لا يختلف عليها عاقل وحريص علي أمن البلاد، هي أمر يختلف تماما عن التعميم غير المسئول، والمبالغة الممجوجة، وعلي سبيل المثال فإن المحامى سمير صبري يتحدث عن استثمارات للاجئين السوريين من إخوان وغير إخوان تبلغ 23 مليار دولار، وهو رقم مستحيل لأنه يفترض تدفقا سنويا يبلغ (3 مليارات دولار) بما فى ذلك سنوات عدم الاستقرار (2011 ـ 2013 أو حتى 2014) حينما كان تدفق الاستثمارات الأجنبية يتراوح بين 6 و7 مليارات دولار وأقل، ثم ارتفع ليبلغ 7.5 مليار دولار عام 2016/2017.. (وهو ما يرتبط بظاهرة عالمية لتراجع الاستثمارات الخارجية) فهل كانت استثمارات «الإخوان السوريين وحدهم» تتدفق بمعدل 3 مليارات دولار سنويا؟؟!! وإذا كانت مصر تهدف لاستقطاب 11 مليار دولار هذا العام.. فهل أكثر من ربعها من «إخوان سوريا»؟! والباقى من نصيب كل الدول الكبري والدول البترولية العربية؟؟!!
وإذن فإن الرقم الذى يذكره السيد المحامي هو رقم لا أساس له.. ويستحيل العثور عليه فى أى مصدر موثوق.. وقد بحثنا عنه طويلا فلم نجد له أثرًا.. بينما تقول أرقام الأمم المتحدة إن إجمالي الأموال السورية المستثمرة في مصر منذ عام 2011 تبلغ نحو 800 مليون دولار من خلال حوالي 30 ألف مستثمر صغير ومتوسط.. (بي. بي. سي ـ 11 يونيو 2019).. وبفرض أن الإحصاء غير شامل، أو حتى لم يشمل غير نصف الاستثمارات (وهذا فرض جدلي فقط) فستكون هذه الاستثمارات في حدود (1.5مليار دولار) مثلا أو أقل قليلا.. ولكن ليس 23 مليار دولار، وقد ذكرنا مصدرنا.. ولا نعرف من أين أتى الأستاذ سمير صبري برقمه غير المعقول؟! علمًا بأن المستثمرين السوريين في مصر إذا كان من بينهم إخوان، فالمنطقى أن نتوقع أن من بينهم رجال أعمال عاديين وعلمانيين وحتى مسيحيين.
وقد تعمدنا أن نقف طويلا أمام الرقم، لأن المبالغة الشديدة هنا تحل دلالة التحامل والرغبة في تصوير المجموعة محل الهجوم (المستثمرين السوريين) بقولة ليست لها، ويمكن أن تمثل تهديدا للاقتصاد القومى في حالة سحبها أو تملك إمكانية للتلاعب به ـ من خلال حجمها الهائل ـ في حالة وجودها وكل هذا غير صحيح.
والصحيح أن اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم حوالى نصف مليون أو 550 ألفا علي أقصي تقدير (حديث للسفير محمد البدرى/مساعد وزير الخارجية المصرى للشئون العربية ـ التليفزيون الألمانىDWبتاريخ 11 يونيو 2019) منهم (135 ألفا) مسجلون في المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.. الصحيح أن هؤلاء اللاجئين الأشقاء يمثلون عنصرًا إيجابيًا مضافًا للاقتصاد المصرى، سواء بجهدهم وخبرتهم ومهاراتهم، أو باستثمارات الميسورين منهم.
ومعروف أن الأشقاء السوريين الموجودين في مصر يعملون بصفة أساسية في مجالات المطاعم وصناعة الحلويات والصناعات الغذائية، وصناعةالملابس الجاهزة والمنسوجات والمفروشات (السجاد والستائر وغيرها).. وكذلك في عديد من الحِرف اليدوية (السباكة والنجارة، والكهرباء، وصناعة التحف التقليدية، وصياغة الذهب والفضة..الخ).. وهم في كل هذه المجالات يقدمون نماذج محترمة للنجاح والتفوق المشهود به من حيث إتقان العمل، والجدية، والمعاملة المهذبة البشوشة، والقبول بهامش ربح أقل سعيًا لاجتذاب الزبائن (والنظافة الشديدة في كل ما يتصل بالأغذية والمشروبات).
ونتيجة لهذه الصفات الإيجابية المهمة فقد اكتسبوا ميزات تنافسية كبيرة في مواجهة إخوتهم المصريين.. وأصبحوا يحققون نجاحًا واضحًا وسريعًا في كل مجال يعملون به، مما يثير ضدهم في بعض الأحيان مشاعر غير صحية، وخاصة من جانب بعض رجال الأعمال والتجار، الذين يريدون احتكار السوق، وتحقيق هوامش ربح عالية بصورة غير مبررة، مقابل سلع أقل تنافسية (وخاصة في مجال الملابس والمنسوجات والمفروشات وصناعة الحلويات والأغذية).
وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لأن هؤلاء الفاشلين في المنافسة (وأنصارهم) يحاولون إثارة مشاعر سلبية تجاه أشقائنا السوريين، ويتلقفون الأحاديث التحريضية والمبالغات ذات الطابع الأمنى أو (الوطنى.. المتعصب المنغلق) محاولين الترويج لها.. لكن الشعب المصري المتحضر العظيم يبرهن دائمًا علي أصالته وتحضره وحسّه العروبي العميق في موقفه تجاه أشقائه الذين يلجأون إليه ويحتمون به، وخاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها أوطانهم الشقيقة.. لهذا رأينا أن أكثر من خمسة ملايين لاجئ أغلبهم من السودانيين، واليمنيين والعراقيين والفلسطينيين وغيرهم من الأشقاء يعيشون دائما في الأحياء السكنية، بين إخوانهم المصريين، ولم تعرف مصر ظاهرة مخيمات اللاجئين والنازحين التي تعرفها بلدان كثيرة، حتي في توفير المأوى لأبناء البلد أنفسهم.
وقد كان إخواننا السوريون محل ترحيب خاص في مصر بسبب الروابط التاريخية العميقة وصلات النسب والمصاهرة من جهة (كثير من الأسر في سوريا والشام الكبير تحمل اسم المصرى مثلا، بينما تحمل كثير من الأسر المصرية اسم الشامى أو الحلبى مثلا) ونتيجة للظروف المأساوية التي اضطرت إخوتنا السوريين لمغادرة بلادهم من جهة أخرى.. فقد تعرضت سوريا منذ عام 2011 لحرب مدمرة ضروس شنتها جحافل الإرهابيين الظلاميين المدعومين من جانب القوي الاستعمارية العالمية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) والقوي الرجعية الإقليمية (تركيا وإسرائيل وغيرها) وهى حرب أكلت الأخضر واليابس في سوريا.. ويكفي أن نذكر أن أكثر من مائة ألف إرهابي تدفقوا علي سوريا يقتلون ويسبون النساء ويحرقون ويدمرون بوحشية زادت عن وحشية التتار.. وكانت نتيجة هذه الحرب الاستعمارية ـ الإرهابية القذرة نزوح أكثر من 7 ملايين نسمة داخل سوريا نفسها، ولجوء أكثر من 6 ملايين إلى دول الجوار ومختلف دول العالم، هربًا من الحرب الوحشية المدمرة والقتل والجوع والأسر.
وفي مثل هذه الظروف لم يكن أمام مصر إلا أن تفتح ذراعيها لأشقائها.. وإذا كانت الدولة المصرية قد رفضت تدمير الدولة الوطنية ومؤسساتها، ووقفت ضد التدخل الخارجى في سوريا، وضد العدوان الإرهابى ـ الاستعمارى عليها، فقد كان طبيعيا أن يجد السوريون في مصر كل مساعدة تسمح بها ظروف الدولة من ناحية.. والأهم من ذلك كل ترحيب من جانب الشعب المصرى بأشقائه السوريين.
لقد كانت سوريا علي مدي التاريخ خط الدفاع الأول عن مصر.. منذ أن كانت جزءًا من إمبراطورية تحتمس الثالث التي وصلت إلي هضبة الأناضول وشمالي العراق (منذ 350سنة) إلى المعارك المشتركة ضد الصليبيين والتتار الغزاة في القرون الوسطى (معركة عين جالوت ومعركة حطين).. إلي مواجهة الغزو العثمانى علي الأرض السورية (موقعة مرج دابق بالقرب من حلب 1516).. وحينما انهزم جيش السلطان قنصوة الغورى في مرج دابق، افتتح الطريق أمام العثمانيين لغزو مصر.. وفي عدوان 1956 قطع العمال السوريون خطوط نقل البترول (التابلاين) ليمنعوا البترول عن المعتدين علي مصر.. وامتزج الدم المصري بالدم السورى في معركة البرلس البحرية، حينما قام الضابط البحرى السورى البطل جول جمال بهجوم انتحارى أعطب أهم بوارج الأسطول الفرنسى.. ثم في 1967 و1973 كان القتال ضد العدو الإسرائيلى يجمعنا.
وكان طبيعيًا أن تعتبر مصر هزيمة سوريا للإرهاب علي أرضها انتصارًا لنا.. فلو قدَّر للإرهاب أن ينتصر في سوريا لكانت كارثة لمصر وللمنطقة.. تمامًا كما أن الإطاحة بحكم «الإخوان» الفاشى كانت انتصارًا كبيرًا لسوريا في حربها ضد الإرهاب الظلامى..
ويمكن أن نقول الكثير عن الدور الثقافي التنويرى الذى قام به المثقفون التنويريون السوريون واللبنانيون في مصر.. وعن دولة الوحدة (1958 ـ 1961).
لذلك كله نقول إنه إذا كانت الأغلبية الساحقة من اللاجئين السوريين في مصر إخوة محترمين شرفاء احتموا بإخوتهم وأهلهم في مصر فى ظروف تاريخية بالغة القسوة، وإذا كان هؤلاء الأشقاء يعملون بشرف على أرض بلادنا، ويلعبون دورًا إيجابيًا في تنمية اقتصادنا كتفًا إلي كتف مع أشقائهم المصريين، فإن التحريض ضدهم بلا سند ولا أساس، ومحاولة إثارة الهيستيريا ضدهم بناء علي معلومات خاطئة وتعميمات ومبالغات ما أنزل الله بها من سلطان، ليس إساءة بالغة للعروبة فحسب، بل إساءة لمصر نفسها ولقيم شعبنا المضياف المتحضر العظيم.. ونحمد الله أن الشعب المصرى قد رفض هذه الإساءات بحسم.. في حملة شعبية جارفة وضعت الأمور في نصابها..
>> ارفعوا أيديكم عن إخوتنا السوريين
>> وأهلا وسهلا ومرحبا بهم.. فى وطنهم.. مصر وبين أهلهم وإخوتهم.

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE