الأموال
الخميس، 28 مارس 2024 10:39 مـ
  • hdb
18 رمضان 1445
28 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : أين العرب من مؤتمر دعم اللاجئين السوريين

الأموال

وسط تجاهل- أو شبه تجاهل- إعلامى عربى ينعقد في العاصمة البلجيكية (بروكسل) المؤتمر الثالث لوزراء خارجية الدول الداعمة للاجئين والنازحين السوريين، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحضور ممثلى أكثر من ستين دولة.. وهو مؤتمر كان ينبغى أن تستضيفه إحدى العواصم العربية الكبرى، أو ربما لم يكن هناك داع لانعقاده أصلاً ــ ولا للحرب على سوريا ــ لو لم يكن العرب سادرين فى غيبوبتهم التاريخية.. لكن لو تفتح عمل الشيطان!
مشكلة اللاجئين (أكثر من ٧ ملايين) والنازحين (أكثر من ٦ ملايين) السوريين واحدة من أكبر المشكلات المشابهة وأكثرها تعقيدًا فى القرن الـ٢١ وفي تاريخ الحروب عموماً.. ويكفي أن نشير إلى أن عددهم فى مجموعه (١٣مليوناً) أكبر من نصف تعداد الشعب السورى كله (٢٥ مليونا).
وقد اضطر هؤلاء اللاجئون والنازحون إلى ترك ديارهم نتيجة للحرب الوحشية التى شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها وعملاؤها الدوليون والإقليميون على سوريا، واستقدموا لشنها أكبر من مائة ألف إرهابى من مختلف أنحاء العالم، وجندوا معهم نفرًا من الإرهابيين والمرتزقة من أبناء البلد والبلدان المجاورة، في واحدة من أكثر الحروب وحشية وضراوة فى التاريخ، لا يمكن مقارنتها إلا بحروب التتار.. وحسب اعترافات وزير خارجية قطر السابق (حمد بن جاسم) فإن ما أنفق على هذه الحرب بلغ ١٣٧ مليار دولار حتى نحو سنتين مضتا، يضاف إليها طبعًا ما يجرى إنفاقه حتى الآن. وهى أموال لو تم إنفاقها على تطوير الاقتصاد السورى، لكانت سوريا قد أصبحت قطعة من الجنة. وهى التى كان اقتصادها مزدهرًا أصلاً حينما بدأت هذه الحرب الإجرامية عام ٢٠١١.
وقد أصدرت الأمم المتحدة عشية مؤتمر بروكسل (الثالث) بياناً ذكرت فيه أن تلبية الحد الأدنى من احتياجات اللاجئين والنازحين السوريين تقتضى جمع ٩ مليارات دولار من المانحين، عدا أشكال الدعم المختلفة الأخرى، التى تقدمها بعض الدول فى إطار برامجها الخاصة للدعم.
وذكر البيان أن أكثر من ١٢ مليونا من المواطنين السوريين ـ داخل البلاد ـ يحتاجون إلى مساعدات لا تقل عن ٣.٣ مليار دولار بصورة عاجلة لدعم الحد الأدنى من احتياجاتهم من الطعام ومياه الشرب والمأوى والرعاية الصحية.. أى الاحتياجات الإنسانية الأكثر أساسية.. ولا نتحدث هنا عن احتياج أساسى آخر كالتعليم.. حيث انقطع عن الدراسة تمامًا أكثر من مليونى (٢ مليون) طفل سورى من النازحين واللاجئين لعجز أهلهم عن الإنفاق عليهم، أو اضطرارهم لتشغيلهم للمساعدة فى تدبير نفقات المعيشة أو بسبب تدمير مدارسهم أو استيلاء الإرهابيين عليها فى مناطق سيطرتهم واستغلالها فى أغراضهم العسكرية.
وبتعبير آخر فإن سوريا ـ أحد أعرق مراكز الحضارة العالمية ـ تستقبل العقد الثالث من القرن الـ٢١ بجيل من الأميين!
وذكرت تقارير الأمم المتحدة أن ٨٣٪ من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعيش ٧٠٪ من اللاجئين تحت خط الفقر، ويضطرون لتشغيل أطفالهم أو اختصار عدد وجباتهم.
وأشارت التقارير إلى أنه كان مطلوباً من الدول المشاركة فى المؤتمر الثانى لدعم اللاجئين والنازحين السوريين (٢٠١٨) توفير مبلغ مماثل لما هو مطلوب هذا العام (٩ مليارات دولار)، لكن ما تم الحصول عليه فعلا كان ٦٢٪ فقط للبرامج داخل سوريا و٦٥٪ من المبلغ المطلوب لمساعدة اللاجئين خارجها.. وحثت الدول المانحة على التصرف بسخاء أكبر (للمزيد من المعلومات راجع تقارير مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية/ والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين/ مواقع إلكترونية ووكالات ــ ١٣ مارس ٢٠١٩).
غير أن من الضرورى هنا الإشارة إلى أنه حتى هذه المبالغ ـ على قلتها ـ لا يجرى توزيعها بصورة عادلة.. فالمناطق الواقعة تحت سيطرة تركيا وعملائها في الشمال السورى (الجيش الحر وما على شاكلته) أو تحت سيطرة الأكراد، تحصل على النصيب الأكبر من هذه المساعدات، ولا يذهب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة إلا أقل القليل، برغم أن عدد النازحين فى هذه المناطق أكبر من عددهم فى مناطق الأكراد والأتراك والجيش الحر.. إلخ.. وبرغم أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة تبلغ مساحتها حوالى ٧٠٪ من مساحة البلاد.
وتحصل تركيا علي نصيب الأسد من المساعدات الدولية المخصصة للاجئين السوريين (٣ ملايين لاجئ) بالإضافة إلى ٣ مليارات دولار كمساعدة خاصة من الاتحاد الأوروبى (تحت تهديد من أردوغان بإطلاق موجات من المهاجرين إلي أوروبا!).. بينما يحصل كل من لبنان والأردن على مبالغ لا تتناسب إطلاقاً مع عدد اللاجئين السوريين فيهما (١.٣ مليون لكل منهما) بالرغم من فقر البلدين وضعف اقتصاديهما..
هنا نجد أثر (التسييس) واضحًا فى مواقف الاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية.. إذ تم فرض الشروط على دمشق تحت ذريعة ما يسمى بـ«التقدم فى العملية السياسية» علمًا بأن احتياجات البشر الواقعين تحت معاناة رهيبة، لا علاقة لها بسلوك الحكومة.. والأهم من ذلك أن دمشق ليست طرفًا وحيدًا فى هذه «العملية السياسية».. وليست الطرف المسئول عن تعثر «العملية» بالضرورة.. ومهما يكن رأيك أو رأيى فى حكم الرئيس الأسد.. وعلى سبيل المثال فإن تعثر تشكيل (لجنة الدستور) يعود أساسًا إلى أن حفنة من المرتزقة ــ الذين يعيشون فى فنادق الـ٥ نجوم فى استانبول والدوحة وغيرها، وليس لديهم دعم شعبى يستحق الذكر داخل البلاد ــ تريد أن تحصل على غالبية الأصوات فى «لجنة الدستور» بدعم من العواصم الغربية الكبرى، ومبعوث الأمم المتحدة السابق دى ميستورا!! بحيث تكون لهم اليد العليا فى وضع مشروع دستور البلاد!! (تشكيل اللجنة: ثلث للنظام، وثلث للمعارضة، وثلث لمنظمات المجتمع المدنى.. ويحاول هؤلاء فرض أغلبية لهم فى الثلث الأخير، غير مكتفية بأن لهم نصيبًا يعادل نصيب الحكومة السورية!!).
كما تجد أن (مسار آستانة) وقرار مجلس الأمن الدولى (٢٢٥٤) ــ اللذين يحظيان بقبول دولي عام ــ لا يحظيان برضا (المعارضة الخارجية ـ المرتزقة).. فهم فى كل مناسبة، وبدون مناسبة، يتحدثون عن بيان (جنيف -١) الذى تجاوزته الأحداث وعلاقات القوى منذ سنوات، والذى يشير إلى مرحلة انتقالية للحكم بدون وجود لنظام الأسد!! ويعطى (للمعارضة) المشار إليها وزنًا يعادل وزن النظام.. وهى أوضاع تجاوزها القرار (٢٢٥٤) بكل وضوح.. كما تجاوزها مسار آستانة، بل والمجتمع الدولي فى عمومه.. فالحكومة السورية تتمتع بالشرعية فى الأمم المتحدة.. وباعتراف القوى الدولية الكبرى (باستثناء أمريكا، التى لا تكف عن محاولة التلاعب في هذا الموضوع).. وكذلك باعتراف أغلب القوى الإقليمية (لاحظ مثلا افتتاح سفارة الإمارات فى دمشق مؤخرًا).
وبديهى أن تحسين أوضاع النازحين، وعودة اللاجئين، أمران يرتبطان عضويًا بقضية إعادة الإعمار.. بما يعنيه من توافر السكن والخدمات وفرص العمل لملايين البشر.. وبديهى أيضًا أن الحكومة السورية تقوم بما تستطيعه من جهد لإعادة الإعمار دون انتظار لموافقة أحد.. لكن إعادة الإعمار تحتاج إلى ٤٠٠ مليار دولار حسب بيانات الأمم المتحدة.. ونسبة الدمار التي أحدثتها داعش في البلدات والمدن التى احتلتها تتراوح بين ٧٠٪ و٩٠٪!!.. وباختصار فإن حل مشكلة ــ وبالأحرى مأساة ــ اللاجئين والنازحين تحتاج إلى إعادة الإعمار.. بينما تشترط أمريكا لذلك التقدم في جهود التسوية السياسية بالطريقة التى ترضيها وترضى (المعارضةالخارجية ــ المرتزقة).. وباختصار: العودة بجهود التسوية إلى المربع (رقم ١)!! بل وتهدد بفرض عقوبات على الدول التى تشترك فى عملية إعادة الإعمار..
<< وهكذا تظل مأساة اللاجئين والنازحين تدور في حلقة مفرغة.. ولا ينزعج دعاة حقوق الإنسان المزعومون بسبب الأطفال السوريين الذين يتجمدون من البرد فى المخيمات فى الشتاء.. والذين يموتون على مدار العام بسبب الجوع والمرض.
والغريب أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تتعثر، بالرغم من كونها إحدى الدول المؤسسة للجامعة ومن وجودها في الأمم المتحدة (مناط الشرعية في النظام الدولى)!! وهنا أيضًا نجد ضغوط أمريكا ومواقفها الشريرة.. كما نجد مواقف بعض الدول العربية التى قادت عملية تجميد عضوية سوريا في الجامعة فى حينه.. علمًا بأن عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة ستفتح الباب لتدفق مساعدات عربية ــ مهما تكن محدودة ــ في مجال إعادة الإعمار، ودعم النازحين وعودة اللاجئين.. كما ستفتح الباب بصورة أفضل لتدفق الدعم الدولى فى هذه المجالات..
وما لا يلاحظه أصحاب هذا الموقف هو أن استمرار هذه الأوضاع في سوريا يفتح الباب لتزايد الأطماع التوسعية التركية والإسرائيلية في سوريا، وتزايد عمليات «التتريك» فى الشمال السورى، ومحاولات العدو الصهيونى لضم الجولان.. وانتشار الفوضى والمحاولات الكردية الانفصالية فى منطقة شرق الفرات.. وكل هذه أوضاع سيدفع العالم العربى كله (وخاصة المشرق العربى) ثمنها غاليًا..
وإذا كان أصحاب هذا الرأى يتصورون أنهم ــ بهذه الطريقة ـ يواجهون الوجود الإيرانى فى سوريا، فالواقع أن احتضان سوريا وشعبها، وعودتها بأسرع ما يمكن إلى الجامعة العربية، وعودة سفرائها إلى البلاد العربية والسفراء العرب إلى دمشق، هو الطريق الأمثل لحماية عروبة سوريا، ومساعدتها على التخلص من كل مظاهر النفوذ الأجنبى.. وكل تأخير فى هذا الصدد يضر ولا يفيد..
وعودة إلى بداية حديثنا نقول إن مؤتمر بروكسل فى دورته الثالثة سيقدم بعض المساعدات للاجئين والنازحين السوريين.. وستدفع الدول المانحة نصف التزاماتها أو أكثر قليلاً ـ كما يحدث عادة في المؤتمرات المشابهة ــ لكن هذا كله يظل أقل من القليل.. وكان الأولى بنا أن تحتضن هذا المؤتمر إحدى العواصم العربية الكبرى.. ونتمنى أن يحدث هذا في الدورة القادمة للمؤتمر.. فقد خسر العرب جميعًا بما حدث فى سوريا على مدى السنوات الماضية.. ويخسرون أكثر وأكثر بكل يوم تستمر فيه هذه الأوضاع.

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE