الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 07:53 صـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

 أسامة أيوب يكتب : السودان فوق بركان (4)

الأموال

لاشك أن قرار الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى

الانتقالى السودانى الذى أعلنه خلال بيانه عبر شاشة التليفزيون الرسمى فى

الواحدة من فجر الخميس الماضى ـ وقت كتابة هذه السطور ـ بوقف التفاوض مع

قوى الحرية والتغيير لمدة 72 ساعة.. لاشك أنه يثير مخاوف حقيقية من عودة

المشهد السودانى إلى المربع رقم (1) قبل شهر من إسقاط نظام البشير.

قرار رئيس المجلس العسكرى جاء بعد ساعات من إعلان قوى الحرية والتغيير

أنها أوقفت المفاوضات مع المجلس لأجل غير مسمى وذلك بعد تكرار إطلاق

الرصاص على المعتصمين للمرة الثانية وبعد يومين مما وصفتها بمذبحة يوم

الاثنين الماضى.

أما الفريق البرهان فقد ربط بين وقف المفاوضات وبين ضرورة فتح الطرق

والسكك الحديدية ورفع المتاريس التى أقامها المعتصمون بعيدًا عن مقر

الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش والتزام المعتصمين بالاعتصام في

هذا المقر فقط.

الأهم فى بيان رئيس المجلس العسكرى هو ما وصفه بالانفلات الأمنى وتوسيع

دائرة الاعتصام وعلي النحو الذى سمح بتسلل عناصر مسلحة إلى مقر الاعتصام

والذى أرجعه إلى ما وصفه أيضًا بخطاب التحريض والاستفزاز من جانب قوي

الحرية والتغيير وعلى نحو من شأنه أن ينفى عن الثورة سلميتها!

< < <

اللافت والمثير أن إعلان البرهان عن وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير

جاء غداة الإعلان خلال المؤتمر الصحفى المشترك مساء الأربعاء الماضى عن

التوصل إلى اتفاق حول (90٪) من ترتيبات نقل السلطة، حيث تم الاتفاق على

أن تكون مدة المرحلة الانتقالية ثلاث سنوات وهو حل وسط بين مطلب المجلس

بأن تكون سنتين ومطلب قوى الحرية والتغيير بأن تكون أربع سنوات، على أن

تخصص الستة أشهر الأولى لتوقيع اتفاقيات سلام مع الحركات المسلحة في

دارفور وجبال الندبة وجنوب كردفان وغيرها.

الاتفاق تضمن أيضًا تشكيل المجلس التشريعى من (300) عضو.. منهم (67٪)

لقوى الحرية والتغيير، (33٪) لأعضاء آخرين يتم التشاور بشأن اختيارهم،

وهكذا لم يتبق من الاتفاق النهائى سوى ما يتعلق بالمجلس السيادى ونسب

التمثيل بين العسكريين والمدنيين ومجلس الوزراء التنفيذى الذى تختار قوى

الحرية والتغيير أعضاءه.

< < <

ولذا فإن قرار المجلس العسكرى بوقف المفاوضات لمدة 72 ساعة يتناقض تمامًا

مع ما تم الاتفاق عليه فى اليوم السابق وتم إعلانه في المؤتمر الصحفي

المشترك، وأن الاتفاق النهائى سيتم التوصل إليه في الجولة الأخيرة من

المفاوضات والتى كان مقررًا عقدها يوم الخميس الماضى وجاء قرار المجلس

بوقف المفاوضات فى نفس اليوم ليرجئ الحل النهائى في اللحظات الأخيرة!

< < <

وقف المفاوضات أثار مخاوف قوى الحرية والتغيير والشارع السودانى من

احتمال كبير لتراجع المجلس العسكرى عما تم الاتفاق عليه ومن ثم بدء

التفاوض من جديد ومن نقطة الصفر وهو ما قد يعنى توسيع المشاركة في

المفاوضات لتضم قوى وأحزاباً سياسية أخرى خاصة بعد اعتراف الأحزاب والقوى

من خارج قوى الحرية والتغيير على الاتفاق المعلن، حيث تعتبر هذه الأحزاب

أن هذا الاتفاق يعنى احتكار قوى الحرية والتغيير للسلطة خلال المرحلة

الانتقالية وبما تعتبره تهديدًا للاستقرار والسلم الاجتماعى فى السودان.

< < <

أما اتهام المجلس العسكرى لقوى الحرية والتغيير بالترويج لخطاب تحريضى ضد

المجلس وعلى النحو الذى تسبب في تسلل عناصر مسلحة أطلقت الرصاص على

المعتصمين وقتلت (6) شهداء وأصابت أكثر من مائة معتصم، فإنه لم يلق قبولا

فى الشارع السودانى ولدى المعتصمين وقوى الحرية والتغيير التي تتهم قوات

الدعم السريع وفقًا لشهادة شهود عيان بأنها من أطلقت الرصاص وأن اتهام

عناصر مسلحة متسللة فى إشارة إلى شباب الحركات المسلحة الموجودين فى مقر

الاعتصام (لا يحملون سلاحًا) مردود عليه بأن قوات الدعم السريع الموجودة

فى محيط الاعتصام هى المسئولة فى كل الأحوال سواء بإطلاقها الرصاص أو

بتقاعسها عن حماية المعتصمين.

> > >

ما جرى ويجري في المشهد السوداني حتى صباح الخميس الماضي- وقت كتابة هذه

السطور- يشي بأن ثمة ضغوطاً يتعرض لها المجلس العسكري سواء من الداخل من

جانب قوى وأحدزاب سياسية، في مقدمتها أحزاب تيار الإسلام السياسي أو من

جانب أطراف إقليمية تتهمها قوى الحرية والتغيير بأنها لا ترضي عن قيام

حكم مدني ديمقراطي في السودان.

وفي نفس الوقت فإن قوى الحرية والتغيير تشير بأصابع الاتهام إلى أصحاب

المصالح من فلول النظام السابق وميليشياتها ومن بينها ميليشيات قوات

الدعم السريع بقيادة الفريق أول حمدتى نائب رئيس المجلس العسكرى وغيرها

من ميليشيات بعض الأحزاب السياسية.. باعتبار أنها تريد إفشال المفاوضات

لنقل السلطة  إلى سلطة مدنية.

< < <

الأمر الآخر هو أن هناك احتمالاً كبيراً لوجود خلافات وتباينات فى الرؤى

داخل المجلس العسكرى ذاته بشأن تسليم السلطة إلى سلطة مدنية، حيث يشير

البعض إلى أن الفريق حمدتى هو من يعارض نقل السلطة ويريد استمرار المجلس

العسكرى في ممارسة سلطة المجلس السيادى بدون مشاركة مدنية أو بنسبة تمثيل

طفيفة.

< < <

إذا صح هذا التوجه فإنه يعنى التنصل من اتفاق المجلس مع قوى الحرية

والتغيير بشأن ترتيبات المرحلة الانتقالية، وهو ما يعنى أيضًا وبالضرورة

صحة المخاوف من أنه استمرار للنظام السابق أو أنه يتجه لإعادة إنتاجه مرة

أخرى من خلال الالتفاف على الثورة ومكتسباتها وأنه في سبيل ذلك سوف يسعى

لإشعال الصراع بين قوى الحرية والتغيير وبقية الأحزاب التى كانت مشاركة

فى النظام السابق.

< < <

كما أن المجلس العسكرى بذلك يريد تهميش وإضعاف قوى الحرية والتغيير والتى

تعد الممثل الشرعى للثورة والتى قادت وتقود الحراك الشعبى حتى الآن والتي

أقر المجلس بأنها الشريك الوحيد فى مفاوضات نقل السلطة، وهو الأمر الذى

من شأنه إثارة البلبلة السياسية وعلى النحو الذى يدفع الأزمة نحو تصعيد

خطير من جانب المعتصمين الذى بدا واضحًا فى الآونة الأخيرة أنهم هم الذين

يقودون قوى الحرية والتغيير وليس العكس.

< < <

يبقي أنه مما يُعد مدعاة للتساؤل والدهشة وربما الريبة هو قرار المجلس

العسكرى بوقف المفاوضات والتى كانت قاربت على التوصل إلى آخر نقطة في

ترتيبات نقل السلطة، وهو القرار الذى استبق الجولة الأخيرة التى كان

مقررًا انعقادها قبيل وقف المفاوضات، باشتراط فتح الطرق وإزالة المتاريس،

إذ كان اتمام الاتفاق النهائى من شأنه حل الأزمة وفتح الطرق، مع ملاحظة

أن توسيع دائرة الاعتصام جاء في أعقاب مذبحة يوم الاثنين الماضى والمتهم

بارتكابها قوات الدعم السريع.

< < <

خلاصة القول.. إن أجواء تصعيد خطير تخيّم على المشهد السودانى، وهو تصعيد

يُنذر باحتمالات حرب أهلية تلوح بوادرها فى الأفق وسط حالة السيولة

السياسية التى تسود المشهد، خاصة ظهور الحركات المسلحة في المشهد والتى

لديها ثأر كبير مع نظام البشير وقوات الدعم السريع، وهو الأمر الذى يعنى

أن السودان لايزال فوق بركان.

 

 

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE