محمد عبد المنصف يكتب : طريق الحرير ..من الصين ... لحوض النيل!!

 

 

جاء قرار الصين بإنشاء طريق الحرير البحري لربط موانيها علي المحيط

الهندي  بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، مفتاح خير لمصر ليس فقط

لمساهمتها في اقامة المنطقة الصناعية «اتيدا»، علي مساحة 7.3 كيلو متر

مربع ، توفر فرص عمل 40 ألف فرصة عمل باستثمارات قدرها 6.6 مليار جنيه.

وإنما الأهم أنها ستقوم بفتح خطوط ملاحية مع شرق إفريقيا الصين  تتحكم في

20% من إجمالي الديون الأفريقية، وتتطلع لإقامة مشروعات قومية في شرق

أفريقيا لتنشيط  الطريق الجديد، فقد بلغت القروض الصينية لأثيوبيا علي

مدي عقدين نحو 12 مليار دولار، لعبت دورا كبيرا في تطوير خط السكة الحديد

بين العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وميناء دوراليه في جيبوتي علي البحر

الأحمر ، وهو الميناء الذي تعتمد أثيوبيا عليه بصفة أساسية في تصدير

واستيراد السلع مع العالم، وقامت الصين بمد فترة سداد القرض من 10 إلي 30

سنة لتنشيط التجارة الأثيوبية.

كما دعمت كينيا خلال العقد الأخير 6.3 مليار دولار قروضا ، مما جعلها

تستحوذ علي 57% من الديون الخارجية لكينيا التي وصلت إلي 4.5مليار

دولارمما اضطرها إلي رهن أكبر وأهم موانيها وهو  «ميناء مومباسا» للحكومة

الصينية، مما يضع كينيا ضمن الدول الأكثر عرضة لفقدان الأصول

الاستراتيجية لصالح بكين.

وتخشى كينيا من مخاطر تهدد هذا الميناء إذا ما تخلفت عن سداد قرض بقيمة

227 مليار شلن كيني (حوالي 2.3 مليار دولار) إلى بنك التصدير والاستيراد

الصيني، وهو  القرض الذي  استخدمته كينيا في تحديث خطوط السكة الحديد بين

مومباسا والعاصمة نيروبي والذي دخل الخدمة العام الماضي ، مقابل استخدام

إيرادات هيئة الموانئ الكينية كضمان للدين الحكومي.

وبالتوازي فقد أقرضت الصين جيبوتي 1.4مليار دولار  خلال عامي 2016و2017،

حيث  أنشأت الصين منطقة التجارة الحرة الجديدة في ميناء دوراليه والعديد

من المشاريع الأخرى عبر قروض ميسرة. ونتيجة هذه القروض المستحقة لبنك

«إكسيم» الصيني، قفز الدين العام الخارجي من 50% إلى 85% من إجمالي

الناتج المحلي في غضون عامين، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

كما يجري العمل على إنشاء خط سكة حديد يبلغ طوله 472 كيلومترا، بتكلفة

تصل إلى 3.2 مليار دولار أمريكي، يربط بين مدينة مومباسا الساحلية في

كينيا وعاصمتها نيروبي، وعند اكتماله خلال فترة الـ25 سنة المقبلة سوف

يمتد أكبر مشروع للبنية التحتية في كينيا منذ الاستقلال إلى بلدان جنوب

السودان ورواندا وبوروندي وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتشمل قائمة خطط البنية التحتية أيضاً بناء «موانئ عملاقة» في كل من

باجامويو، تنزانيا، والذي يتوقع أن يصبح من أكبر موانئ القارة الأفريقية،

وكذلك ميناء  لامو، بكينيا، كما ستنشئ طريقا سريعا مكونا من 6 مسارات في

أوغندا لربطها بطريق الحرير الجديد.

الامر الذي يجب ان تستثمره مصر بإقامة خطوط نقل ملاحية منتظمة بين السويس

وموانئ جيبوتي التي تستحوذ علي 100% من صادرات أثيوبيا ، وميناء مومباسا

في كينيا ودار السلام بتنزانيا، حيث كان النقل يمثل العائق الأساسي

للتبادل التجاري مع هذه الدول، باعتبار أن أمنا القومي يبدأ من تلك الدول

.

فهناك تجارة الشاي والبن اللذان يوجدان بتلك الدول، والأسماك وخاصة السمك

الفيليه، والمعادن، وفي المقابل يمكن تصدير الاثاث المصري ذي السمعة

العالمية، والادوية ، والتبغ، والصناعات المعدنية خاصة الآلات الزراعية،

الأمر الذي يتطلب انشاء خطوط ملاحية صغيرة الحمولة لضمان انتظام حركة

النقل بين مصر وهذه الدول .

.