الأموال
الخميس، 28 مارس 2024 03:49 مـ
  • hdb
18 رمضان 1445
28 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

 أسامة أيوب يكتب : السودان فوق بركان

الأموال


قراءة المشهد السودانى الراهن وبعد نحو أسبوعين من استيلاء الجيش على

السلطة وحتى كتابة هذه السطور تؤكد أن الأوضاع تدور في حلقة مفرغة وأن

السودان بات في مفترق طرق خطير.. بين تحقيق مطالب الثورة لإقامة سلطة

مدنية وبين غموض موقف المجلس العسكرى الانتقالى ومماطلته في تسليم السلطة

حتى الآن.

لقد بدا واضحًا أن المجلس العسكرى بامتلاكه للقوة والسلطة قد تولدت لديه

ثقة زائدة شجعته على تغيير خطابه الحميمى المهادن للحراك الشعبى

والمتجاوب مع مطالب المعتصمين وقوى الثورة بالتعهد بالإسراع بتسليم

السلطة وملاحقة واعتقال ومحاكمة كل رموز النظام السابق الفاسدين

والمتورطين فى قمع وقتل وإبادة الآلاف من السودانيين خاصة في دارفور

وجبال النوبة.

حتى بعض القرارات التى اتخذها المجلس العسكرى حتى الآن لتهدئة الثورة

وترضية السودانيين باعتقال بعض رموز النظام، فقد بدت محدودة ورمزية ولا

تستجيب لكل المطالب الشعبية، بل إن ثمة شكوكًا لدي السودانيين في أن

البشير ذاته قد تم اعتقاله بالفعل بقدر الشكوك فى تقديمه للمحاكمة أصلا،

خاصة أنه لم تتم بث مشاهد تليفزيونية تؤكد أنه رهن الاعتقال هو وغيره من

رموز نظامه الذين قيل إنهم رهن الاعتقال.

< < <

ثم إن اللهجة الحادة التي تحدث بها نائب رئيس المجلس العسكرى الفريق

«حمدتى» قبل أيام.. منددًا ومهددًا بأن المجلس لن يسمح باستمرار الفوضى

في إشارة إلى نقاط التفتيش التي يقيمها شباب المعتصمين أمام مقر

الاعتصام.. مطالبًا في نفس الوقت وبذات اللهجة الحادة بفتح الطرقات أمام

حركة المواطنين وهو المطلب الذى يعنى ضمنًا فض الاعتصام.. هذه اللهجة

أثارت غضب المعتصمين والشارع وقوى الحرية والتغيير وزادت من الشكوك في

نيات الجيش والمجلس العسكرى.

< < <

الهاجس الذى يثير قلق الشارع السودانى وقوى الثورة حاليًا هو أن المجلس

العسكرى الذى يضم بين أعضائه ثلاثة قيادات معروفة بالاسم وغير مقبولين من

الشعب والمحسوبين بشدة علي البشير.. بدا استمرارًا للنظام السابق ومن ثم

فإنه ينتوى البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة وأن مماطلته في تسليم

السلطة تنطوى علي محاولة إعادة إنتاج النظام السابق بوجوه جديدة من داخل

الدولة العميقة التى لاتزال تتحكم في مفاصل الدولة.

< < <

المبرر الذى يتعلّل به المجلس العسكرى لتأجيل نقل السلطة إلي حكومة مدنية

تتشكل من كفاءات وطنية غير حزبية «تكنوقراط».. هو أنه يريد توسيع

المشاورات مع كل الأحزاب في الساحة السياسية «عددها مائة حزب!» ومن ثم

توسيع المشاركة في اختيار الحكومة دون إقصاء لأى من القوى السياسية.

عبارة «دون إقصاء» هذه هى التى أشعلت شكوك السودانيين من المعتصمين وقوى

الحرية والتغيير وتجمع المهنيين الذى يقود الحراك الشعبى، باعتبار أنها

تنطوى على توجه المجلس لإشراك الأحزاب التى كانت مشاركة لحزب المؤتمر

بزعامة البشير، وهو الأمر الذى يرفضه السودانيون بشدة إذ إن هذه الأحزاب

شاركت فى الفساد والظلم والقهر ومطلوبون للعدالة، ومن ثم فإن إشراكهم فى

المشاورات وفى المرحلة الانتقالية يعنى إجهاضًا للثورة والتفافًا على

مطالبها للتغيير.

< < <

وبالإشارة إلى التوافق التام بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير

وتجمع المهنيين منذ البداية على عدم إشراك أى من أعضاء حزب المؤتمر «حزب

البشير» والذى يمثل الفصيل الأكبر فيما تُعرف بالحركة الإسلامية

السودانية، فإن عبارة «دون إقصاء» تفتح بابًا خلفيًا يتيح حضورًا لهذا

الحزب، مع ملاحظة أخرى وهى الاتجاه العام لقوى الثورة السودانية هو

استبعاد كل الأحزاب الإسلامية بما فيها حزب المؤتمر الشعبى الفصيل الثانى

فى الحركة الإسلامية والذى أسسه الدكتور حسن الترابى بعد انشقاق البشير

عليه.

< < <

الأمر الآخر الذى كشف التباسًا كبيرًا في المشهد السودانى هو أن مطالب

قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وكل السودانيين لا تقتصر فقط حسبما

هو شائع وحسبما يروّج المجلس العسكرى على تشكيل حكومة مدنية تنفيذية

ومجلس تشريعى خلال المرحلة الانتقالية بل إنها تمتد إلى تخلى المجلس

العسكرى عن السلطة وتسليمها إلى مجلس سيادى مدنى بتمثيل عسكرى محدود يدير

حكم السودان خلال المرحلة الانتقالية.

< < <

هذا المطلب بدا واضحًا أنه ليس ضمن أجندة المجلس العسكرى على خلفية تصريح

رئيسه الفريق عبدالفتاح البرهان بأن هذا المطلب قيد الدراسة! وفي نفس

الوقت فإن الخلاف لايزال قائمًا بين المجلس العسكرى وقوى الحرية والتغيير

بشأن مدة المرحلة الانتقالية التى حددها المجلس بسنتين اثنتين بينما يُصر

الطرف الآخر على ألا تقل عن أربع سنوات باعتبارها المدة الضرورية لتهيئة

الأوضاع ووضع دستور دائم ثم الانتقال إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة.

< < <

وفى نفس الوقت فقد لقى توجه الاتحاد الافريقى الذى لم يتقرر نهائيا ــ

وسيتم حسمه في اجتماع مجلس السلم والأمن المقبل خلال أيام ــ لتمديد مهلة

الـ15 يومًا للمجلس العسكرى إلى ثلاثة أشهر لتسليم السلطة تجنبًا لعقوبة

تجميد عضوية السودان حسبما يقضى بذلك قرار سابق للاتحاد بعدم الاعتراف

بسلطة أى انقلاب عسكرى فى أى دولة من دول الاتحاد.. هذا التوجه لقى رفضًا

شديدًا من جانب قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والشارع السودانى

باعتباره تدخلا فى الشأن الداخلى وافتئاتًا على مطالب الثورة من خلال

خريطة طريق يراد فرضها على مستقبل السودان السياسى خاصة مع حالة التوجس

فى الشارع السودانى من محاولات تدخل إقليمية مرفوضة تسعى لإجهاض التحول

الديمقراطى حسبما عبرت عن ذلك شعارات المعتصمين.

< < <

واقع الأمر فإن الوصف الدقيق لما يجرى حاليًا فى المشهد السودانى هو غيبة

الثقة فى المجلس العسكرى من جانب قوى الثورة التى باتت تتوجس من محاولات

خفية ومساع حثيثة لتبريد الثورة ثم الالتفاف عليها، وهي المحاولات التي

تعتبرها قوى الحرية والتغيير ومجمع المهنيين تزيد ـ وعلى العكس تمامًا ــ

من تأجيج الثورة حسبما اتضح من تزايد أعداد المعتصمين وإصرارهم على تحقيق

مطالب الثورة.

ولعل توافد السودانيين الثائرين من أرجاء السودان ومن مختلف الولايات على

الخرطوم للانضمام إلى الاعتصامات وعلى النحو الذى تجلي فى مشهد وصول قطار

عطبرة حاملا أهالى هذه المدينة التي كانت أول من أشعل شرارة الثورة

الأولى.. لعل ذلك كله ما يؤكد أن الثورة السودانية ماضية قُدمًا فى إصرار

على تحقيق مطالبها كاملة.

< < <

خلاصة القول هى أن الأوضاع المحتقنة فى السودان تتجه نحو تصعيد خطير

يُنذر بعواقب وخيمة، خاصة بعد تعليق قوى الحرية والتغيير للمفاوضات مع

المجلس العسكرى، حيث يبدو السودان وكما أسلفنا فى مفترق طرق بين التحول

الديمقراطى والأمن والاستقرار وبين استمرار الحكم العسكرى لفترة قادمة أو

إعادة إنتاج النظام السابق، وهى أوضاع تنطوى على خطر داهم يُنذر

باحتمالات احتراب أهلي وربما انقلاب عسكرى آخر، مع ملاحظة أن السودانيين

فى الغرب.. فى دارفور وجبال النوبة والذين لديهم ثأر كبير مع نظام البشير

العسكرى.. مازالوا يترقبون تطورات الأحداث.

< < <

هذا الخطر الداهم المحدق وسط الانهيار الاقتصادى لن يقوى السودان على

تحمل تداعياته التى قد تصل إلى انهيار الدولة وسقوطها.

< < <

لكل ما سبق فإن السودان حاليًا فوق بركان.

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE