شريف عبد الفهيم يكتب : يا تعليم يا مغلبنا (1)

لا أعرف إلى أين سوف يصل بنا مركب الدكتور طارق شوقي وزير التعليم والذي يسير بنا فارداً أشرعته على أقصى ما فيها لكنه للأسف ترك الدفة لأن عجلة القيادة كسرت منه فأصبحنا نسير في بحر عاتية رياحه عالية أمواجه بلا دفة.

والخلاصة أن الوزير قرر بكل ما أوتي من قوة أن ينجح النظام الذي اخترعه جهابذة التعليم في مصر والذين خرجوا إلى دول أوروبا وأمريكا ليدرسوا أحدث النظم في التعليم فإذا بهم ينبهرون بما رأوه في الدول المتقدمة فقرروا أن يكون التعليم في مصر مثل التعليم في أمريكا واليابان، وهو شيء جيد وتفكير صائب، لكن التطبيق تماماً كرجل دخل إلى السينما فشاهد البطل يصنع المعجزات بسيارته ويقفز بها من فوق الأسطح فقرر أن يكون مثله فخرج من السينما عازماً أمره أن يفعل هذه الحركات فكان نصيبه «لبس في حيطة».

نعم يا سادة، هذا النظام كمن لبس في الحائط فلا تنظيم ولا يوجد تجربة تمت يمكن أن نقول إنها جديرة بأن تطبق وإنما تم تحويل أبنائنا إلى فئران تجارب لا حول لها ولا قوة. ولكي نعرف لماذا أقول هذا إليكم يا سادة الكارثة والطامة الكبرى.

اليوم يبدأ الامتحان التجريبي الذي قرره وزير التعليم للصف الأول الثانوي لأول مرة على النظام الجديد بعد تسلم الطلبة التابلت السعيد، واعتقدنا أن الأمر تم حله حتى هنا خاصة بعد تأكيد الطلاب أن المدارس توفر بها السبورات الإلكترونية، والإنترنت الذي سوف يتيح للطلبة أن يدخلوا على موقع الوزارة لكي يفتح لكل طالب الامتحان الخاص به، وإلى هنا والأمر عادي.

فوجنا يوم الثلاثاء الماضي بأن المدرسة تطلب من كل طالبة أن تستدعي ولي أمرها لكي تحصل على شريحة خط الإنترنت التي ستوضع في التابلت وبدونها لن يفتح لامتحان للطالب، وسارع أولياء الأمور إلى المدارس وكانت الكارثة، أعداد كبيرة من أولياء الأمور يقفون للحصول على الشريحة، وموظف شركة المصرية للاتصالات ليس معه العدد الكافي من الخطوط بل إن ما معه لا يتخطى واحدا من عشرة من عدد الطلبة في المدرسة، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ حجم الكارثة والمشادات التي حدثت بين اولياء الأمور بعضهم البعض وبينهم وبين الموظفين والمدرسين في المدرسة نتيجة عدم التنظيم.

الكارثة أن حتى كتابة هذه السطور يوم الخميس لم يتم توزيع كل الخطوط على الطلاب الذين من المفروض أنهم يخوضون الآن الامتحان التجريبي.

وللحديث بقية