شريف عبد الفهيم يكتب : الفيس بوك

منذ أيام هاجت الدنيا وقامت ولم تقعد، الجميع يلهث وفي يده الموبايل يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تلقى رسالة مفادها أن اليوم هو آخر يوم يمكن أن تتمتع بالفيس بوك وأمامك حتى الثانية عشرة صباحاً حتى ترسل إلى كل جهات الاتصال التي لديك رسالة موحدة انتشرت في كل أنحاء الفيس.

وأخذت الموبايلات تدق في كل فيمتو ثانية بنغمة الرسائل لتؤكد تلقيه رسالة مسجلة موحدة أرسلها صديق من الأصدقاء لديه.

وتخيل لو أن شخصاً لديه 800 صديق كلهم صدقوا تلك الرسالة فأرسلوها جميعًا لك وبالتالي صدقتها انت أيضاً فأخذت ترسلها إلى الـ800 صديق جميعاً، كم ساعة ضاعت من العمل وكم من الجهد والطاقة ذهب أدراج الرياح بسبب «اشتغالة» قرر شخص أن تكون شغلته في هذا اليوم وربما كان يعاني من الملل والفراغ فقرر أن يسلي نفسه فافتكس تلك الرسالة وأرسلها إلى عدد من أصدقائه كنوع من المداعبة ففوجئ بأنهم صدقوها فأعادوا إرسالها إلى كل أصدقائهم فأعجبته اللعبة وظل يراقبها وهو يبتسم ابتسامة المنتصر يراقب هؤلاء المجانين الذين أدمنوا ذلك الموقع المدعو فيس بوك، وخوفاً من ضياع الحساب لأن مفيش حاجة مضمونة أرسل الرسالة إلى كل قائمة أصدقائه لتدور الدائرة وتنتشر في الموقع كله وهو يرسم على وجهه ابتسامة ساخرة حتى غلبه النوم فذهب إلى سريره وهو يسمع صرير نغمة الرسالة مع كل شخص صدق كذبته.

ليس المهم أن نكتشف من الذي قرر أن يلعب بكل هؤلاء الناس لكن الأخطر هو تلك الحمى التي اجتاحت موقع فيس بوك خوفاً من ضياع الحساب أو غلق الصفحة وكأن نبع الحياة سوف يغلق أو أن الدنيا قاربت على الانتهاء.

الغريب في الأمر أن هناك عدداً كبيراً من رواد الفيس بوك لم يصدقوا تلك الكذبة وتعاملوا معها من منطق الدعابة والكذب فكانت التعليقات التي دائما يبرع فيها المصريون حول أي كارثة تصيبهم.

حقاً أصبحت مواقع التواصل جزءاً مهما في حياة أناس كثيرين وصل في أحيان كثيرة مع أناس كثيرين إلى مرحلة الإدمان فهو لا يرفع عينه عن الموبايل في كل خطواته حتى تحدث الكارثة.