الأموال
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 07:32 مـ
  • hdb
14 شوال 1445
23 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

 أسامة أيوب يكتب : في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ويوم المرأة المصرية

الأموال

مع الاحتفال بالمرأة مرتين في شهر واحد.. الأولى يوم 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة والذي يوافق يوم الجمعة الماضى، والثانية يوم16 مارس سنويًا بيوم المرأة المصرية والذى يوافق يوم السبت بعد القادم، فإنه جاز لنا أن نصف «مارس» بأنه شهر المرأة، خاصة إذا أضفنا إلي اليومين.. المصري والعالمي عيد الأم الذى يحتفل به المصريون يوم (21 مارس).

وإذا كان المجتمع الدولي قد توافق علي تخصيص يوممارس ليكون اليوم العالمي للمرأة، فإن التوافق المصري علي احتفال خاص بيوم المرأة المصرية في 16 مارس، إنما يعنى خصوصية هذا الاحتفال بالمرأة المصرية.. منفردة، وذلك على خلفية مشاركتها قبل مائة عام في الكفاح الوطنى وثورة 1919 ضد الاحتلال البريطانى والمطالبة بالاستقلال، وإن كانت هذه الخصوصية المصرية لم ولا تمنع مشاركة مصر.. رجالا ونساءً في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.. تضامنًا مع كفاح المرأة للحصول على حقوقها في المساواة وضد التمييز في كل بقاع الأرض.

< < <

تاريخيًا.. فإن فكرة اليوم العالمي للمرأة بدأت أمريكية منذ منتصف القرن التاسع عشر حين تظاهرت آلاف النساء الأمريكيات في مدينة نيويورك.. احتجاجًا على أوضاع العمل غير الإنسانية التي تتعرض لها النساء العاملات، وهي التظاهرات التي واجهتها قوات الشرطة الأمريكية بالقمع والعنف.

ومع تجدُّد الاحتجاجات النسائية الأمريكية في بدايات القرن العشرين وتكرارها عدة مرات للمطالبة بتحسين أوضاع العمل وإلغاء التمييز، والمشاركة في الحقوق السياسية وفي مقدمتها حق الانتخاب والتي بلغت ذروتها يوم 8 مارس 1908، فإن بداية الاحتفال بيوم المرأة الأمريكية تقررت في نفس اليوم من العام التالى 1909.

< < <

نجاح الحركة النسائية الأمريكية في تخصيص يوم 8 مارس كيوم للمرأة في الولايات المتحدة، كان دافعًا لمطالبة الدول الأوروبية بتخصيص هذا اليوم للاحتفال بالمرأة في العالم وحيث اعتمدت أوروبا بالفعل هذا اليوم للاحتفال بالمرأة.

>> >

أما رسميًا ودوليًا، فإن إقرار يوم عالمى للمرأة في كافة الدول بدأ فعليًا مع صدور قرار من الأمم المتحدة عام 1977 يدعو دول العالم لاعتماد أى يوم من أيام السنة ليكون يومًا للمرأة، وقد توافقت الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على تخصيص يوم 8 مارس (نفس اليوم الأمريكى) ليكون يومًا عالميًا للمرأة.. احتفالا وتخليدًا لنضال المرأة من أجل المساواة وتحفيزًا لتحقيق هذه المساواة في الدول التي لم تحقق هذه المساواة.

< < <

ومع احتفال مصر شأنها شأن كل دول العالم باليوم العالمى للمرأة، وباعتبارها عضوًا في الأمم المتحدة فإن النساء المصريات يتشاركن مع نساء العالم في ذلك الاحتفال، غير أنه يبقى للمرأة المصرية احتفالها الخاص يوم 16 مارس.. تخليدًا لنضالها الوطنى بالغ الخصوصية ضد الاحتلال البريطانى منذ مائة عام.

ففي ذلك اليوم من عام 1919 خرجت النساء المصريات على التقاليد والقيود.. تلبية لنداء الوطن في مظاهرة ضمت أكثر من 300 سيدة تقدمتها السيدة هدى شعراوى للمطالبة بالاستقلال والتحرر الوطنى.. رافعات الهلال والصليب.. تأكيدًا للوحدة الوطنية وسلامة وقوة النسيج المصري الواحد.

<< <

في ذلك اليوم وفي تلك التظاهرة النسائية الحاشدة وغير المسبوقة في تاريخ الكفاح الوطنى المصري.. سقطت عدة سيدات شهيدات بقيت أسماؤهن في سجل التاريخ المصري الحديث وكانت أسبقهن السيدة نعيمة خليل.. أول شهيدة في ثورة 1919.

< < <

وإذا كان الاحتفال بيوم المرأة المصرية تخليدًا لنضالها فى الثورة وهو نضال يستحق وحده الاحتفال وإحياء تلك الذكرى الوطنية.. تكريمًا لكل نساء مصر، فإن كفاح وتضحيات المرأة المصرية وطوال قرن من الزمان وحتى الآن يستوجب أيضًا التكريم والاحتفاء.

.. ذلك لأن المرأة المصرية أثبتت قدرتها ونجاحها الفائق على العمل والإنجاز في كافة المجالات.. الاجتماعية والعلمية والثقافية بل السياسية والاقتصادية أيضًا، بقدر ما أكدت كفاءتها وتميُّزها في كل المواقع وفي كل المناصب القيادية بداية من المديرة مرورًا بالنائبة البرلمانية وصولا إلي منصب الوزير والمحافظ حسبما شهدنا وتشهد منذ عقود.

< < <

فى مسيرة المرأة المصرية.. كانت عَالِمة الذرة سميرة موسى وكانت الطبيبة وكانت قائدة الطائرة والنائبة البرلمانية وأستاذة الجامعة وعميدة الكلية وعَالِمة في كافة التخصصات العلمية.

وإضافة إلى ذلك.. كانت ومازالت الزوجة المكافحة إلى جانب زوجها، وكانت ومازالت الأم العطوف وصانعة الرجال، وظل عطاؤها شديد الخصوصية وبالغ التميز دليلا علي عظمتها وتأكيدًا على أنها عمود خيمة الأسرة، ومن ثَمَّ صِمام أمن المجتمع المصرى على مر الأجيال والسنين.

< < <

في الاحتفال باليوم العالمى للمرأة ويوم المرأة المصرية.. يبقي الفارق واضحًا بين أسباب ودلالات الاحتفالين، باعتبار أن اليوم العالمي جاء تخليدًا لكفاح المرأة بداية من المرأة الأمريكية ضد أوضاع العمل السيئة والتمييز، بينما جاء الاحتفال المصري تخليدًا لكفاح المرأة المصرية الوطنى، وهذا الفارق هو الذى يُضفى عليه ظلالا ودلالات وطنية وذلك ما يميّزه على الاحتفال العالمى.

 

 

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE