الأموال
السبت، 20 أبريل 2024 12:49 مـ
  • hdb
11 شوال 1445
20 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : انتصارات استراتيجية ليبية في المعركة ضد الإرهاب

الأموال

قوات حفتر تتقدم للسيطرة على الجنوب.. وخطوات مهمة لتجفيف منابع تمويل الإرهاب

دور مهم للدعم المصرى فى المعركة الواحدة ضد الإرهاب في البلدين

تشهد ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة تطورات مهمة في الصراع ضد الإرهاب والقوي السياسة الداعمة له، فقد تمكنت القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير حفتر من تحقيق انتصارات متتالية فى معاركها للسيطرة على المناطق الجنوبية للبلاد، وبسطت قوات الجيش الوطنى سيطرتها على مدينة «سبها» أهم مدن الجنوب، بعد انسحاب قوات المجلس الرئاسى التابعة لفايز السراج، والمدعومة من جانب «الإخوان المسلمين» وفصائل الإسلام السياسى الأخرى، فضلا عن فصائل إرهابية مختلفة، وميليشيات قبلية محلية ومعروف أن تركيا تلعب الدور الأساسى في تسليح هذه القوى ودعمها بأفراد عصابات داعش والنصرة الهاربين من سوريا والعراق.

الأمر الذى لا يقل أهمية هو نجاح قوات حفتر في السيطرة على حقل «الشرارة» أكبر حقول (حوض مرزق) المنطقة الغنية بإنتاجها واحتياطياتها من البترول، وتبلغ احتياطياتها 5 مليارات برميل من البترول والمكافآت النفطية.. علمًا بأن إنتاج «الشرارة» كان يبلغ 400 ألف برميل يومياً عام 2011، قبل أن تمتد الاشتباكات المسلحة وأيدى التخريب إلى الجنوب، وينبغى الإشارة إلى أن السيطرة على الحقل قد تمت بدون معارك كان يمكن أن تلحق به أضراراً كبيرة فقد قام العاملون بالحقل بتسليمه إلى الجيش الوطنى بعد فرار قوات السراج والقوات الموالية له أمام قوات حفتر المتفوقة في العدد والعُدة، والتى تواصل فى الوقت الحالي تأمين السيطرة على (حوض مرزق) وغيره من المناطق الجنوبية.

والواقع أن الانتصارات التى تحققها القوات المسلحة الليبية في الجنوب تتسم بأهمية استراتيجية سواء من زاوية بسط سيطرة الجيش الوطنى على منطقة جديدة كبيرة من أرض البلاد، أو من زاوية غنى تلك المنطقة بالبترول، فضلاً عن وجود منابع ما يعرف بـ«النهر العظيم» في المنطقة، وهو مشروع الرى الكبير المعتمد على مخزون المياه الجوفية فى الجنوب، التى تنقلها خطوط أنابيب ضخمة إلى شمال البلاد، وصولاً إلى ساحل البحر المتوسط، وهو مشروع بالغ الأهمية لحياة المناطق الشمالية، كان قد تم إنشاؤه في عهد القذافى.

ومن ناحية ثالثة فإن سيطرة الجيش الوطنى على حقل «الشرارة» والحقول الأخرى الأصغر في منطقة «حوض المرزق» تمثل خطوة مهمة للغاية في اتجاه تجفيف منابع تمويل الإرهاب، من خلال بيع إنتاج حقول المنطقة، سواء عبر خطوط الأنابيب الموصلة إلى ساحل المتوسط، أو من خلال التهريب عبر الحدود..

ومعروف أن قوات حفتر كانت قد استولت بصفة نهائية على منطقة «الهلال النفطى» وسط ليبيا في يوليو 2018، بعد فترة تبادلت خلالها طرابلس وبني غازى السيطرة على تلك المنطقة، وأهم ميناءين للتصدير فيها (رأس الأنوف، والسدرة) بطاقة تصدير قدرها 400 ألف برميل/ى من رأس الأنوف و200 ألف ب/ى من السدرة، وبذلك فقدت طرابلس (ومجلسها الرئاسى بقيادة فايز السراج أهم مصدر للتمويل النفطى، الذى كان السراج يدعِم من خلاله فصائل الإسلام السياسى، وفي مقدمتهم «الإخوان».. وكان هؤلاء بدورهم يدعمون الفصائل الإرهابية والميليشيات القبلية، وكان يتم شراء السلاح من تركيا وغيرها من الأسواق الدولية كتهريب الأسلحة، وكذلك الإنفاق على رواتب وأنشطة الميليشيات القبلية والفصائل الإرهابية، وذلك كله إلى جانب المساعدات التركية والقطرية لتلك المنظمات والميليشيات، وقد انتقلت تلك العائدات الآن إلى المؤسسة الوطنية للنفط (فرع بني غازى/ فى الشرق الليبى).

> > ميزة أخرى، رابعة، بالغة الأهمية تحققها الانتصارات العسكرية الأخيرة لقوات حفتر في المنطقة الجنوبية، هى تضييق الخناق على حركة الإرهابيين ومهربي البشر والبضائع عبر الحدود الليبية إلي بلدان الصحراء الإفريقية الكبرى، وخاصة تشاد والنيجر.. ونتعمد الحديث عن «تضييق الخناق» وليس عن «السيطرة على الحدود» لأن الحدود الجنوبية لليبيا، هي مناطق شاسعة الامتداد، وعرة التضاريس تمثل جزءاً من الصحراء الإفريقية الكبرى، بحيث أن «السيطرة» عليها بصورة كاملة تحتاج إلى أعداد ضخمة من القوات، وإلى إمكانات تكنولوجية ضخمة للمراقبة والرصد والتتبع (طائرات وطائرات بدون طيار، ومراقبة بالأقمار الصناعية.. إلخ) وهو ما يتجاوز إمكانات ليبيا الحالية بكثير، ويحتاج إلى تعاون دولي وإقليمى وثيق وتمويل كبير، لكن المؤكد أن وجود القوات الوطنية الليبية في منطقة الحدود الجنوبية يمثل خطوة بالغة الأهمية للأمام فى التضييق علي حركة الإرهابيين والمهربين وتجار البشر. حتى في ظل القدرات المتاحة حالياً.

وبالإضافة إلى هذه الانتصارات المهمة للقوات المسلحة الليبية فى الجنوب، فإن مطاردة الإرهابيين في المناطق الشرقية تجرى بوتائر عالية، وقد أعلن العميد أحمد المسمارى ــ الناطق بلسان القوات المسلحة الليبية ــ (الخميس 14 فبراير) عن اغتيال أحد أبرز القياديين الإرهابيين في منطقة درنة (الإرهابى حافظ الضبع).. كما أعلن عن اعتقال عدد من القياديين البارزين خلال الأيام الماضية، وكان قد تم اعتقال الإرهابى البارز (هشام عشماوى) الضابط السابق في الجيش المصرى، الهارب إلى ليبيا بعد قيادته لعمليات إرهابية خطيرة في منطقة الواحات بالصحراء الغربية المصرية (تم اعتقاله في أكتوبر 2018).. فضلاً عن تصفية عدد من القيادات الإرهابية شديدة الخطورة في منطقة درنة وما حولها.

وتتحقق هذه الانتصارات المهمة بتعاون وثيق مع القوات المسلحة المصرية التي تقدم إلى القوات الوطنية الليبية كل ما بوسعها من مساعدة، انطلاقاً من إدراك أكيد لأن المعركة ضد الإرهاب في مصر وليبيا هى معركة واحدة، وجزء من المعركة ضد الإرهاب الدولى، وأن المعركة فى مصر وليبيا بالذات تتسم بوحدة عضوية، حيث تمثل كل من الدولتين امتداداً وعمقاً استراتيجياً للأخرى، عبر الحدود المشتركة.

الانتصارات الكبيرة والكبرى ضد الإرهاب في مصر وليبيا تدفع أهم دولتين داعمتين وممولتين للإرهاب في المنطقة لتحركات محمومة، سواء فى نقل الإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا (وعبرها إلى مصر) أو في إمداد العناصر الإرهابية بالأسلحة، وقد تم خلال الأسابيع الماضية ضبط عدة شحنات ضخمة من الأسلحة أثناء نقلها من تركيا إلى ليبيا، وتم الإعلان عن عدد منها، ومع كل تقدم جديد للقوات الوطنية في مصر وليبيا فى السيطرة على الأراضي والحدود والسواحل، يتم إجهاض المزيد من هذه المحاولات الإجرامية لدعم الإرهاب.. على طريق المعركة من أجل دحره وتصفيته نهائيا.

مصر للطيران

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE