شريف عبد الفهيم يكتب : يا تعليم يا

أخيراً بدأ توزيع التابلت على (فئران التجارب في وزارة التربية والتعليم)، طلاب الصف الأول الثانوي سابقاً، بعد أن جربت فيهم الوزارة كل القرارات الممكنة وغير الممكنة، وأخرج كل جهابذة الوزارة عصارة فكرهم وقدحوا زناد عقولهم ليخرجوا بهذا الوليد المشوه المنبوذ المسمى «نظام التعليم الجديد» أو كما يطلقون عليه «البوكليت» كنوع من التدليل والدلع.

وكالطبيب الجراح الذي يدخل غرفة العمليات فيضحى بالمريض كي يثبت صحة نظريته في إجراء الجراحة التي اعترض عليها كل الأطباء كان وزير التعليم عندما ضحى ب700 ألف طالب وربما أكثر وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة لا ينفكون أن يفهموا قواعد اللعبة حتى يفاجئهم الوزير الهمام بقاعدة جديدة تنسف كل القواعد القديمة.

وها هو آخر افتكاسات الوزارة الرشيدة مع فتح باب استلام التابلت، دفع 100 جنيه لكل طالب في أي مكتب بريد لاستلام التابلت وإلا فلن يتسلمه ووجوب الحفاظ على إيصال دفع الـ100 جنيه طوال فترة الثلاث سنوات لأنه يعتبر التأمين الشامل للتابلت في حالة حدوث عطل أو عيب.

وبحسبة بسيطة نكتشف أن الوزارة سوف تجمع من وراء موضوع التابلت هذا حوالي 70 مليون جنيه تحت بند تأمين التابلت.

قد نكون فعلاً في عصر التكنولوجيا والتعليم الرقمي وقد تكون خطوة استخدام الحواسب الآلية ي التعليم قد تأخرت كثيراً عندنا في مصر لكن التعامل مع هذا الأمر بمبدأ الصوباع اللي يتعبني أقطعه وأرتاح منه لا يصلح في التعليم فليس من الصواب أن نتخذ قرارا مصيرياً كهذا القرار في عشية وضحاها لنقوم في الصباح ونعلن أننا سوف نطبق القرار دون أن ندرس أبعاده المستقبلية ونفاجئ أبناءنا كل يوم بتغيير جديد ونقلب لهم عقولهم وحياتهم رأساً على عقب لمجرد أننا نريد أن تكون لنا بصمة في موقعنا.

ونحن لا نمانع في أن يكون لكل مسئول بصمة في موقعه ولكن ما نرفضه أن تكون هذه البصمة على حساب مستقبل 700 ألف طالب مازالوا في بداية حياتهم الدراسية يخططون لمستقبلهم وماذا يريدون أن يكونوا في المستقبل فنضع أمام أعينهم ستارة سوداء ونقول لهم انظروا مستقبلكم.