شريف عبد الفهيم يكتب .. بطولات الجيش والشرطة في الدراما
من الواضح أن الدراما هذا العام كان جل شغلها هو إظهار الجانب الخفي لشجاعة وبسالة القوات المسلحة المصرية والشرطة في مواجهة الإرهاب والفساد في مصر، فجاءت أغلب المسلسلات هذا العام إما أن يكون البطل ضابط شرطة وهذا ما رأيناه في مسلسلات كلبش ونسر الصعيد وأمر واقع، أو يتحدث المسلسل عن بطولات الشرطة ونزاهة ضباطها مثل مسلسل رحيم الذي يبين دور جهاز الأمن الوطني في التصدي للفساد في أكثر الأوقات صعوبة وهي الفترة التي تزامنت مع ثورة يناير حتى وقتنا هذا.
كما ألقت عدة مسلسلات الضوء على بطولات القوات المسلحة في مواجهة قوى الإرهاب في سيناء ووضح ذلك في مسلسل نسر الصعيد الذي أفرد مساحة كبيرة لبطولات الجيش وتضحيات رجاله في تلك الحرب القذرة التي يشنها علينا طواغيت الإرهاب في كل بقعة من بقاع الأرض.
وفي المقابل كانت الدراما حريصة كل الحرص على إظهار الوجه القبيح لعناصر الإرهاب بكل صوره والذي يضع مصر أمام عينيه فكان المحور الرئيسي لمسلسل كلبش هو التنظيمات الإرهابية التي تحارب مصر بكل طاقاتها لا يهمها سوى المال ولا شيء غيره مستخدمين المنطق الفاسد في تفسير بعض الآيات القرآنية بما يتفق مع أهوائهم، كما عرض مسلسل فوق السحاب صورة قبيحة للذين يتمسحون في رداء الدين مستغلين نفس المنطق الفاسد في التعامل مع كل الأمور الخبيثة وإلباسها ثوب الدين فلا مانع أن تعمل المرأة في نكاح الجهاد باعتباره تنفيساً عن المجاهدين وليس زنى، ولا مانع من إقامة الحد على فتاة صغيرة شربت الخمر في بلاد أوروبا، ولا مانع من قتل أناس أبرياء لمجرد أنهم يعارضونهم في الفكر، ولكن تجارة السلاح والبترول وغيرها من المحرمات بغرض جلب المال الذي يستخدمونه في أفعالهم أشياء مباحة طالما تخدم فكرهم المريض.
نجحت الدراما في أن تجمل وتحسن صورة الشرطة وتظهر جزءا صغيرا من بطولات القوات المسلحة فما يفعله حنودنا في سيناء لا تكفيه بضع دقائق في أحد المسلسلات، كما نجحت في إظهار جزء صغير من قبح وشيطنة الإرهاب في مصر، لكنها في النهاية تشابهت كلها في المضمون.
