الأموال
الجمعة، 26 أبريل 2024 10:06 مـ
  • hdb
17 شوال 1445
26 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

ON Trend

عماد الدين حسين يكتب : ”حزام النار ”

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

هناك حزام نار مشتعل صار يحيط بمصر.

لدينا حدود ملتهبة مع ليبيا، لدينا حدود غير مستقرة مع السودان لأسباب متعددة، ولدينا الحدود الشرقية التى لا تحتاج لمزيد من شرح.. ويكفى وجود العدو الرئيسى وهو الاحتلال الصهيونى فى فلسطين المحتلة، ثم جماعات إرهابية فى سيناء تعتقد زورا أنها تجاهد فى سبيل الله والإسلام، ومعها حركة حماس فى قطاع غزة التى نسيت دورها المقاوم للاحتلال وانشغلت بسقوط جماعتها الأم فى مصر.

إذن الرئيس القادم سيكون مطالبا بالتعامل الفورى مع هذا الملف خصوصا فى الشق الليبى الذى صار يتطور كل لحظة.

من قبيل التكرار القول إن الحدود الليبية صارت تمثل خطرا داهما على مصر، ليس بسبب عناصر «جيش مصر الحر»، كما يقول البعض بحسن أو بسوء نية، ولكن بسبب الانفلات الشامل فى هذا البلد الشقيق.

المشكلة الجوهرية فى ليبيا هى عدم وجود حكومة مركزية أو حتى قوى سياسية واضحة ومحددة الملامح، وانتشار السلاح فى أيدى الجميع وكثرة أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية التى تلعب فى الفناء الخلفى لمصر.

ومن قراءة المشهد الراهن يبدو أن الأوضاع لن تستقر قريبا هناك خصوصا بعد ظهور اللواء المتقاعد خليفة حفتر وتحركاته العسكرية ومطالبته للمجلس الأعلى للقضاء بتشكيل مجلس رئاسى مدنى وحكومة طوارئ لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات نيابية فى 25 يونيو المقبل.

ثم إصدار الجيش الليبى أمر اعتقال لكل الضباط الذين انضموا لحفتر.

إذن الأمور تتجه للتصعيد، وقد نشهد حربا أهلية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بين جماعة حفتر وتحالف الإسلاميين المكون أساسا من الإخوان والسلفيين الجهاديين وعناصر القاعدة، وقد تتطور الأمور للأسف إلى تقسيم حقيقى لليبيا.

السؤال: كيف تتصرف مصر فى هذا المأزق؟

 

الإجابة لا أملكها لأننى لست خبيرا أو مفكرا استراتيجيا، وأتمنى أن تنجح اللجنة التى شكلها رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب قبل يومين لإدارة الأزمة.

على هذه اللجنة أن تجيب عن أسئلة محورية أهمها ما هى حقيقة التدخل الأوروبى الأمريكى وهل يريدان حل الأزمة أم استمرارها، وما هو حقيقة الدور القطرى والتونسى، وهل يغامر الإسلاميون بإشعال حرب أهلية وما حقيقة تسليحهم ثم ما حقيقة دور حفتر ومن هم انصاره.. هل هم مدنيون كارهون للإخوان أم بقايا أنصار القذافى؟

وما هو مصير العمالة المصرية العاملة هناك، ومن يقف وراء إدخال الأسلحة الثقيلة إلى مصر، وهل لإخوان ليبيا دور فى ذلك، وما هى حقيقة «جيش مصر الحر»؟

ما سبق جزء من أسئلة كثيرة ينبغى أن تكون هناك إجابات واضحة لها أمام صانع القرار المصرى وهو يتهيأ لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن كيفية التعامل مع الأزمة، خصوصا حل المعضلة الصعبة المتمثلة فى ضرورة عدم التورط فى النزاع الداخلى وفى نفس الوقت حماية الأمن القومى المصرى من التهديدات المحتملة، وهل هناك أى إمكانية كى نلعب دور الوسيط أو المهدئ بين الأطراف المتصارعة، وهل نحن على معرفة أصلا بالقوى المؤثرة فى المشهد الليبى الحالى أم لا؟

مرة أخرى لا سامح الله القذافى الذى دمر ليبيا أو مبارك الذى دمر مصر لنستيقظ على كابوس خلاصته أننا أمام خيار من اثنين.. إما حكم مستبد فاشل وإما مستبد متطرف بلحية!

مصر للطيران
حزام نار مشتعل صار يحيط بمصر.عماد الدين حسين

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE