الأموال
السبت، 20 أبريل 2024 05:47 صـ
  • hdb
11 شوال 1445
20 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

ON Trend

عماد الدين حسين يكتب : خلافات فى الوقت الخطأ

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

أحد مظاهر القلق على المستقبل هو المعارك الفرعية والهامشية واحيانا "التافهة" التى تدور داخل معسكر 30 يونيو وبدأت تستعر وكأنها بين أعداد الداء.

المنطقى أن هناك معركة رئاسية كبرى ينبغى أن تتم فى افضل اجواء ممكنة. والمنطقى أن هناك من يتربص بالجميع، وينتظر اى فرصة كى ينقض عليهم ويلتهمهم جميعا.

قبل أن يحسم معسكر 30 يونيو معاركته مع قوى التطرف والارهاب انشغل بمعركة جمع الغنائم ودخل فى معارك داخلية ليس فقط بين القوى السياسية المكونة له، بل احيانا داخل البيت الواحد.

من الطبيعى والصحى أن تختلف القوى السياسية حول تحليل المشهد الراهن، ومن المنطقى أن تكون هناك رؤى مختلفة ومتباينة داخل البيت الواحد، لكن ليس من الطبيعى أن تتحول الخلافات السياسية إلى خلافات شخصية تسىء إلى كل المشهد العام.

وجود مرشحين للرئاسة ينطلقان من افكار وتوجيهات متقاربة هما المشير عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى جعل القوى السياسية تنقسم بينهما، وهذا طبيعى، بل وجعل معسكر اليسار ينقسم ايضا، فرأينا حزب التجمع يؤيد السيسى والتحالف الشعبى يؤيد حمدين وفى المعسكر الليبرالى رأينا الوفد و«المؤتمر» والمصريين الاحرار مع السيسى والدستور مع صباحى، وهذا طبيعى أيضا، لكن غير الطبيعى أن يدخل الناصريون الذين انقسموا بين المرشحين فى حروب كلامية طاحنة، وأن يختلف الاصدقاء بل والاهل فى البيت الواحد.

والاسوأ أن تتحول حملات المرشحين خصوصا غير الرسمية إلى «وصلات من الشتائم تسىء إلى الجميع».

ليس خافيا أن جزءا من بقايا نظام حسنى مبارك يخوض معركته الاخيرة معتقدا أن تأييده الصارخ للمشير السيسى سيجعل الناس تنسى كل ما حدث.

 

لا أتحدث هنا عن أعضاء الحزب الوطنى العاديين الذين دخلوا الحزب اضطرارا او حتى عن بعض الرموز المحترمة.

ما اقصده هو بعض الرموز الفاسدة التى كانت سببا فى كل ما حدث. هؤلاء انشغلوا بتصفية الحسابات مع ثورة 25 يناير وهم لا يدركون انهم يقدمون افضل خدمة لجماعة الإخوان.

فى مؤسسات أخرى يدور صراع شديد داخلها لأسباب مختلفة سواء حول رؤى العمل وكيفية الادارة او الاستعداد للمرحلة المقبلة، والنتيجة اصابة هذه المؤسسات بالشلل التام، واصابة كل الطامحين فى مستقبل افضل باليأس بفعل المعارك الشخصية التى تدنت إلى مستويات غير مسبوقة، ولنا فيما يحدث فى المؤسسات الرياضية عبرة وعظة، وكذلك الصراع المحموم بين بعض القضاة واخيرا الحملة الشرسة من بعض المؤسسات الاعلامية الخاصة ضد تليفزيون الدولة بحجة الخوف عليه رغم ان الجميع يعلم ان هذه الفضائيات تريد هدم التليفزيون او وراثته.

النتيجة الجوهرية لكل هذه الخلافات الشخصية انها تعزز رؤية بعض انصار جماعة الإخوان بأنها كانت على حق، وتصيب جزءا كبيرا من مؤيدى 30 يونيو بالاحباط.

يمكن تفهم وجود هذه الخلافات فى اجواء العمل الطبيعية وفى حالات الاستقرار المجتمعى، لكن أن تستمر هذه الخلافات الآن والمجتمع يواجه حربا شعواء من العنف والارهاب والتربص الاقليمى والدولى، فهو امر غير مفهوم ويثير الكثير من علامات الشك والريبة والاستفهام. وبالتالى على الرئيس الجديد ان ينتبه لبعض من يقولون انهم اصدقاء فقد يتبين انهم اخطر من الاعداء.

 

مصر للطيران
عماد الدين حسين خلافات فى الوقت الخطأ ثورة 30 يونيو

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE