مؤشر ”BCI” يهوي بأكثر من 9.3%
هوى مؤشر بلومبرج للسلع BCI هذا الأسبوع بأكثر من 9.3% منذ المستوى القياسى الذى حققه فى مايو الماضى، مع تفاقم التوترات التجارية بين تركيا والصين ضد واشنطن، بعد أن فرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات، ورفع الرسوم الجمركية على الواردات في نزاع بسبب احتجاز قس أمريكي.
وذكرت وكالة بلومبرج أن مؤشر المعادن الأساسية هبط، اليوم، فى بورصة لندن بأكثر من 2% بقيادة النحاس، الذى هوى سعره بحوالى 3% ليتراجع إلى أقل من 5881 دولارًا للطن، مسجلًا أدنى مستوى منذ حوالى عامين، كما هبطت أسعار الذهب إلى 1186 دولارًا مسجلًا أدنى مستوى منذ حوالى 18 شهرًا.
وتراجعت أسعار معظم المعادن، ومنها الألومنيوم، بحوالى 2.4%، لينخفض إلى 2021 دولارًا للطن، والزنك بأكثر من 4.5% إلى 2343 دولارًا للطن، والبلاتين بحوالى 2.3% إلى 783 دولارًا للأوقية، وحتى البترول تراجع بأكثر من 1.3% ليهبط إلى حوالى 66 دولارًا لبرميل البترول الأمريكى.
ويرى نيكولاس سنودون، محلل أسواق المعادن فى ديوتش بنك الألمانى، أن موجات البيع الضخمة بأسواق المعادن العالمية ترجع أساسًا لعوامل أهمها تفاقم المشاكل فى تركيا والصين بسبب التوترات التجارية بينهما وبين واشنطن، وتزايد مخاوف المستثمرين من أنها ستؤدى إلى ضعف نمو الاقتصاد العالمى، ومن ثم ينهار الطلب على المعادن الخام، ولا سيما مع هبوط قيمة الليرة التركية واليوان الصينى.
وتعرضت أسعار السلع لانخفاض واضح خلال الشهرين الماضيين حتى الآن؛ بسبب تفاقم الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية؛ أكبر اقتصادين فى العالم، كما انتقلت عدوى المتاعب الاقتصادية فى تركيا بسبب التهديدات الأمريكية إلى العديد من دول الأسواق الناشئة ومنها إندونيسيا، التى فاجأ بنكها المركزى معظم المحللين عندما رفع سعر الفائدة لاحتواء التقلبات فى الأسعار للحد من هبوط عملتها.
وأدّى انخفاض العملة التركية بأكثر من 40% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام وحتى الآن، إلى إقبال المستثمرين على شراء الذهب باعتباره أفضل ملاذ آمن وقت الأزمات، مما جعل سعره يقفز بأكثر من 50% بالليرة التركية، كما ارتفع حجم تعاملاته فى مارس الماضى من حوالى 17 ألف عملية يوميًّا فى متوسط 90 يومًا إلى أكثر من 40 ألف عملية حاليًّا خلال نفس الفترة، غير أن أسعار الذهب تشهد انخفاضًا واضحًا فى الأسواق العالمية مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوى هذا العام.
وأصدر، اليوم، الرئيس رجب طيب أردوغان قرارًا برفع الرسوم الجمركية بأكثر من 200% على العديد من المنتجات الأمريكية، ومنها سيارات الركوب، لتصل إلى 120%، وعلى المشروبات الكحولية لترتفع إلى 140%، وعلى أوراق التبغ لتزداد إلى 60%، كما زادت الرسوم على سلعٍ، منها مساحيق التجميل والأرز والفحم، وكذلك طالب الشعب التركى بعدم شراء الأجهزة الإلكترونية، ولا سيما موبايلات آيفون التى تنتجها شركة آبل، أكبر منتجة فى العالم للتليفونات المحمولة، ردًّا على التهديدات الأمريكية بموجب مبدأ المعاملة بالمثل.
ويأتي تحرك أنقرة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب احتجاز أنقرة قسًّا أمريكيًّا، فضلًا عن قضايا دبلوماسية أخرى، وهو ما أسهم في هبوط الليرة إلى مستويات قياسية مقابل الدولار، غير أن العملة التركية واصلت ارتفاعها بحوالى 6% بعد إجراءات السيولة التي اتخذها البنك المركزي الذى قلص السيولة بالسوق، مما ساعد على رفع أسعار الفائدة فعليًّا وقدم دعمًا للعملة المحلية.
