شريف عبدالفهيم يكتب .. سلخ قبل الذبح

كنت قد كتبت منذ عدة أشهر حول المذبحة الإعلامية التي جرت في إحدى القنوات الفضائية بعد استبعاد عدد كبير من العاملين فيها وتشريد كثيرين كانت القناة مصدر رزقهم الوحيد، وقلت وقتها إن ما يحدث في هذه القناة أمر غريب فعلاً، واستمر الوضع لمدة شهرين أو ثلاثة لتبدأ مرحلة جديدة من التشريد باستبعاد أعداد أخرى من العاملين بالقناة، ولم أذكر اسم القناة وقتها تنفيذاً لطلب المصدر الذي أمدني بالمعلومة، لكن منذ أيام فوجئت ببيان يخرج على لسان مذيعي القناة يعلنون توقف بث القناة تماما وتحويلها إلى قناة رياضية بدلاً من كونها إخبارية، وهذه القناة هي أون لايف، التي بدأت قوية كأول قناة إخبارية متخصصة تحصل على تقييم كأفضل قناة إخبارية بعد مضي أقل من عام على إنشائها إلا أن المذبحة التي حدثت فيها بعد ذلك كانت مثار استغراب من الكثيرين فكيف بقناة هي الأولى في مجالها تبدأ مرحلة التقشف الكبيرة تلك بل كيف تصل إلى مرحلة الغلق؟.

ولكن لم تكن أون لايف وحدها التي طالتها يد الإغلاق، ففي نفس اليوم تم غلق قناة اDMC Sportس وهنا كان لابد من التوقف والتأمل، هل من المعقول أن يكون غلق القناتين في نفس اليوم لأسباب مختلفة أم هو نفس سبب الغلق؟

وبنظرة متعمقة نجد أن ارتفاع تكلفة البث وزيادة الرواتب في تلك القنوات خاصة أن بدايتها كانت على يد أحد رجال الأعمال وهو ما أدى إلى ارتفاع الرواتب في القناة بشكل غير طبيعي فما كان من المالك الجديد- بعد أن باعها رجل الأعمال- إلا أن اضطر لخفض العمالة في القناة وهو أمر طبيعي يحدث في أي مؤسسة خاصة مع كل إدارة جديدة تأتي على المكان، لكن لم يحدث أن تم غلق المؤسسة بالكامل لتخفيض النفقات.

الموقف متأزم أمام عدد كبير من المحررين الشباب الذين أخذهم حلم الميديا على جناحيه وصعد بهم ثم ألقى بهم من فوق السحاب ليسقطوا في كابوس الحقيقة المؤلمة وأصبحوا بين ليلة وضحاها في الشارع، لا عمل لهم بعد أن أغلق أمامهم باب الرزق.

ما حدث مع أون لايف يشبه كمن سلخ قبل أن يذبح.