شريف عبدالفهيم يكتب: آخر فكرة .. يرضي مين؟

 

 

كنت في طريقي اليومي للعمل في الجريدة ووجدت لمة من بعض الناس حول رجل ممدد على الأرض وبالسؤال عرفت أن سيارة صدمته وانطلقت مسرعة، والحمد لله أن الأمر كان بسيطاً فلم يؤد إلا إلى بعض الإصابات البسيطة والرضوض الطفيفة، وساعده الكثير من الناس على أن يقف مرة أخرى على قدميه، كل هذه الأحداث تحدث كثيراً في شوارع القاهرة، لكن ما أدهشني حقاً رد فعل أحد رجال الأمن المكلفين بحراسة إحدى المنشآت في المنطقة، يتحدث مع شخص يقف معه وهو يضحك بصوت عالٍ اقتربت منه لأعرف على ماذا يضحك، سمعته يقول لمن يقف معه، »الراجل ضربه وطلع يجري ولا كأنه ضرب.....« وأعتذر عن ذكر الكلمة التي قالها لأنها في هذه الحالة تعتبر قاسية على أي إنسان.

والسؤال هنا: أليس من واجب هذا الرجل الذي يوصف بأنه رجل أمن، وأقسم على حماية الناس يرى مثل هذه الحادثة ولا يرتجف له جفن، أو حتى يحاول أن يلتقط رقم السيارة التي صدمت هذا الرجل، ولو اعتبرنا أن هذا الرجل لم يستطع أن يلتقط رقم السيارة لسرعتها أما كان أولى أن يقوم مسرعاً ليبلغ سيارة الإسعاف حتى تصل مسرعة لينقذ ذلك الرجل.

الموقف فعلا غريب ولا أعرف كيف طاوعه قلبه أن يتعامل مع الموقف بهذا البرود بل زاد الطين بلة أن ظل يضحك بصوت عالٍ متحدثاً إلى من يقف معه- ولا أعرف هل هو زميل له في الخدمة أن شخص يقف معه- هل هانت النفوس على الناس بهذا الشكل وإن كان هذا الأمر مقبولا من أي شخص عادي فلا يمكن أن يكون مقبولاً من رجل أمن المفروض فيه أنه أقسم على الحفاظ على أرواح المواطنين وحمايتهم، حتى ولو كان يقف على حراسة منشأة حيوية.. ولقد تذكرت موقف رقيب الشرطة الذي عرض نفسه للموت عندما شاهد طفلاً سيقع من شرفة منزله فظل يتحرك مع الطفل حتى تلقاه على يديه معرضا حياته للخطر، وقارنت بين الموقفين فقلت إن ما فعله رجل الأمن لا يمكن أن يكون قاعدة بل هو شيء شاذ لا يجب أن يمر مرور الكرام دون محاسبة.