شريف عبد الفهيم يكتب .. سيد رجب الغول

عندما شاهدت برومو مسلسل "نسر الصعيد" ورأيت أن فيه الفنان العبقري سيد رجب، قررت أن أتابعه لأنني توقعت أن هناك مباراة تمثيلية ستكون بين هذا العبقري وبين النجم محمد رمضان، ورغم أنني أعترف بموهبة محمد رمضان التي كان سيضيعها بالغوص في أعمال البلطجة والمخدرات إلا أنه استطاع أن يلحق نفسه ويعود إلى الطريق السليم، لكني توقعت أن يكون الفائز فيها بلا جدال هو العبقري سيد رجب الذي يثبت من عمل لآخر أنه ممثل من طراز ثقيل، تجده يبدع في كل الأدوار، فهو البلطجي الذي يجيد الضرب بالشومة في »إبراهيم الأبيض« الذي برغم صغر دوره فيه إلا أنه جذب الانتباه، وقبلها المريض نفسيا في »حب البنات« واستطاع أيضا أن يلفت الانتباه إليه، ثم توالت أدواره فيظهر بشخصيات مختلفة في »طرف تالت« و«أولاد رزق«، ليصبح الأب الذي يسعى لسعادة أبنائه في »رمضان كريم« و«أبو العروسة«، وها هو يتألق في »نسر الصعيد« في دور المعلم هتلر تاجر الآثار والسلاح وكل ما هو غير شرعي، لكنه في نفس الوقت الأب الذي يخاف على ابنه من أي شيء ومستعد لأن يقتل كي يحميه.

سيد رجب بمصطلح السينما »غول كاميرا« فهو يستطيع أن يجعل أعين المشاهدين تتجه إليه وتركز عليه حتى لو كان في الكادر عشرة ممثلين، فهو السهل الممتنع الذي يسرق الكادر وعين المشاهد دون أي تكلف بل بكل سلاسة وسهولة.

سيد رجب ظهر في التمثيل ككثير من النجوم الذين ظهروا في سن متأخرة مثل لطفي لبيب ويوسف داوود وبيومي فؤاد، إلا أنه كان له شكل مختلف وبصمة مختلفة، فرغم نجاح بيومي فؤاد في أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية إلا أنه حرق نفسه بظهوره في أعمال كثيرة رمضان الماضي فحرق نفسه مبكراً، أما سيد رجب فكان اكتفاؤه بعمل واحد في الموسم ينم عن ذكاء فني كبير فهو يعلم أن الممثل طاقة لو استهلكت فسوف تنفد سريعا ويحرق نفسه مع الوقت لكنه وصل إلى سر النجومية وهو التركيز في عمل واحد وعدم الإكثار من الظهور في الأعمال حتى يكون من الوجوه غير المحروقة وهو الشيء الذي يفرق بين نجوم الصف الأول الذين لا يقدمون إلا عملا واحدا في الموسم وبين نجوم التشهيلات الذين تجدهم في مية الحنفية.