شريف حسن يكتب : معانى الصوم
الصوم يهذّب الروح، يُعين النفس علي الاستقامة والصفاء ويُطهر ويُنقى القلب، لأن من شأن الإنسان فى حال صيامه أن يكون أكثر مراقبة لله تعالى، وخشية من عقابه ورغبة في ثوابه، والصوم وقاية صيانة في جوع الجسم، صفاء القلب وإنفاذ البصيرة.. فالشبع يورّث البلادة ويعمى القلب ويحث على الصبر.
> تحمُل الصوم ليس من أجل المنفعة الزائلة أو شهوة عاجلة وإنما من أجل رضا الخالق ـ عز وجل ـ وطاعته، وروى أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال »الصيام جُنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لى وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها«، و»الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال«، و»لكل شىء زكاة، وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصب البر«، و»ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يُفطر والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء«، ويقول الله تعالي في حديثه القدسى »وعزتى وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين«.
> الصوم رياضة تنبيهية تكبت غوائل الكِبر والطغيان وتشعر بحقيقة الآدمية، وتصد عن التعالي والاستكبار إذا ما أحس بالاحتياج.
> الصوم.. يقظة نبه إليها الشهر الكريم.. شهر القرآن.. شهر رمضان.. ووسيلة من وسائل القرآن للمقاومة بأعم المعاني وفي أوسع الدوائر، فانتبهوا بصومكم.. إلي أنفسكم تعتدلوا.. ارحموا يرحمكم الله، والصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات، وسر بين الإنسان وربه، خصوصية أما دون غيره فظاهر ربما يداخله الرياء والتصنع.
> الصوم.. صوم القلب.. صوم السمع والبصر.. صوم اللسان عن تعدي الحدود.. صوم اليد والرِجل عن البطش والسعى إلي المنهى عنه.. تلك السمات التي حثنا الإسلام على فعلها.. الصوم تدريب اجتماعى، نفسى، سنوى للمؤمنين بدين القوة والعزة والسلام، فبعد الصائمين يعوِّدون الأولاد قبل سن التكليف على التجويع دون وعى ولا رشد ويحسبونه هو العبادة، فينتهي جوع هؤلاء الذين لم يُكلفوا بالصوم إلي مضار نفسية، تفسد أخلاقهم مما يجعلهم يكرهونها ويتفننون في الاحتيال والكذب ويراوضهم الغش والنفاق، فلابد أن تعي الأسرة مشقة الصيام علي الصغار ويجب التدريب التدريجى وذلك لإصلاح النفوس وبناء الأجسام.
