رمضان يوسف طنطاوي يكتب : الانتخابات وشعار التطوير

أيام قليلة تفصلنا عن انتخابات الاتحادات المهنية والنقابات العمالية والتي تحدد لها التقديم وإجراءات الإنتخابات في نهاية الشهر الجاري وتأتي هذا الانتخابات بعد فترة ثبات وأركان تجاوزت الاثني عشر عاما منذ آخر انتخابات أجريت في عام 2006وشائت الأقدار ومرئيات الأحداث السياسية وما تلاها من تحولات الي  التمديد لها حتي اليوم لذلك ليس مستغربا أو مستبعدا هذا العدد الهائل والذي يتزايد يوما بعد يوم لكم المرشحين الذي يتوالى الإعلان عن أنفسهم وتقدمهم لانتخابات عضوية مجالس إدارات الشركات والنقابات العمالية وهي بلا شك حدث ذا قيمة وأهمية كبيره في مجالات العمل والإنتاج حيث أن انتظام العمل النقابي يسفر عن استقرار في منظومة الأداء بتوفير بيئة عمل راضية ومواتيه ومستقرة وتنسيق العلاقة بين الإدارة وجميع العاملين وحتي يشعر كل عامل بأنه مليء اسمع ومحطة أنظار ومتابعة صانعي القرار وواقعي السياسات في المنظمات والشركات المختلفة ولكن المثير للدهشة في هذا الكم افتقار الكثير من المرشحين للمعايير الموضوعية والخلط بين طبيعة الأدوار والمهام المنوط بها عضو مجلس الإدارة وعضو النقابة القيام بها واتفق معظم المتقدمين علي شعار التطوير والمناداة بحقوق العمال غير واضعي في الاعتبار حقيقة وخواص كل من الموقعين ومهامهما وأيضا الأهداف التي يفترض أن تكون نصب أعين العامة والخاصة وهنا يثور سؤال

هل منصب "عضو مجلس الإدارة" ليس أكثر من لقب فخري يمنح لكبار الشخصيات والقادة، أم أنه وظيفة يندرج تحتها الكثير من المسؤوليات، وينتظر منها الكثير من الانجازات؟ أنا على يقين بأنكم الآن تستحضرون في أذهانكم بعض الأسماء اللامعة التي تشغل العديد من المناصب كأعضاء مجالس إدارة. وحتى نكون منصفين لابد من الاعتراف بأن منهم من حقق الكثير من الإنجازات الحافلة فعلاً، وأسهموا في نهضة الشركات التي يشغلون فيها مناصبهم،وحاولوا خسائر البعض الي أرباح حقيقية ملموسة مما نقل مراكز الشركات المالية الي مواضع القوة لكن هناك أيضاً من وجد لإكمال العدد والصورة فقط.

 

إن فكرة وجود مجلس إدارة تندرج تحت مهام التنوع في الخبرات، وخلق التوازن بين الأفكار القيمة من خلال تجارب متعددة تجتمع على طاولة واحدة، لقيادة الدفة نحو النجاح، وبطرق مبتكرة تخالف وجهات النظر التقليدية والمركزية

وسأعرض عليكم بعض المواصفات الواجب توافرها في مجالس الإدارات،

مهارات إدارة الأزمات ومواجهة التحديات: حتى يسهم مجلس الإدارة في قيادة الشركة نحو العالمية، عليه اختيار أعضاء لديهم سجل حافل في إدارة الأزمات ومواجهة تحديات السوق

وهذا يضمن للشركة أن تكون كدولة تتمتع بحماية عمالها الأقوياء، ممن لديهم ما يكفي من المهارات اللازمة للتصدي لأي تحدٍ خارجي. ومثل هذا الفريق القوي يضمن بقاء الشركة واستمرارها في سوق العمل، وخلق القيمة المطلوبة.

 

فن الموزانة بين الضغوط والتحديات داخل وخارج الشركة

 

إدارة التنوع: إن تنوع خلفيات أعضاء مجلس الإدارة يؤدي إلى طرح وجهات نظر مختلفة، تفيد القادة  على تحويل هذا التنوع إلى ميزة حقيقية. وهذا يعد أمراً أساسياً لبقاء الشركات  ونجاحها، حيث يعد التنوع أمراً جوهرياً لدى الشركات الكبيرة؛ حيث يدفع هذا التنوع إلى الوصول لثقافات ومعارف مختلفة ومصادر متنوعة، وبالتالي تمكين تنمية المنافع المتركزة من إدارة التنوع

 

تعميق معنى" القيمة المضافة": إن مجالس الإدارات التي تقدم نصائح تشغيلية نابعة من خبراتهم، ستكون بمثابة ميزة استراتيجية تضاف لهذه الشركات، ومصدر ذي قيمة حقيقية لتحفيز عنصر التنافسية. ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج أعضاؤها إلى تثقيف أنفسهم حول طبيعة مصادر "خلق القيمة" في بيئة العمل ورفع مستواها لتنافس الشركات العالمية.

 

ولا يعني عدم توافر هذه الصفات أو بعضها في أعضاء مجلس الإدارة أن المؤسسة في مرحلة خطر، لكنها مطالبة بإعادة النظر في تطوير مهارات أعضائها من خلال توفير دورات متخصصة، تعمق فهمهم حول الأدوار الموكلة إليهم، وفهم التشريعات والقوانين التي تساعدهم في تطوير مهاراتهم. فإن لم تتنبه الشركة إلى أهمية هذا الأمر، أو لم يدرك أعضاء هذه المجالس ضرورته، فهذا يعد سبباً كافياً لبقاء الشركة في إطار ضيق ومحدود وربما تراجع في المركز المالي والاداري.فمجلس الدارة القوي هوائي يساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية وفق سياسات عامة تكفل للشركة البقاء بقوة في ظل ظروف السوق وعوامل المنافسة التي تؤثر علي حصتها السوقية وكذلك النظر في الموازنات التقديرية والحسابات الختامية وبحث الخطط الاستراتيجية طويلة وقصيرة المدي اما النقابة فهي المهام أيضا التطوعية والتي نظمت عملها في ضوء لوائح وقوانين العمل والتي تعمد بالدرجة الأولي الي العامل وكيفية حمايته وتوفير أقصي سبل ال عامة المجتمعية والمهنية في الصحة والسلامة والمرض والوفاة وتوفير صناديق دعم الحالات الإنسانية وإدارة الأزمات وإشاعة حالات الاستقرار في بيئة المنظمة عمليا ومعنويا كما توفر برامج الرحلات الترفيهية والعلمية للعاملين وذويهم وتفعيل الاحتفاء بالمناسبات العامة والقومية والدينية وتكريم المعاشات والعمال المثليين أن دور النقابة تنبع من الناس وللناس أقصد العمال لذلك يجب علي العاملين تحري الدقة والموضوعية في الاختيار حتي يتحقق لهم النجاح وشركاه التقدم والاستقرار