شريف عبدالفهيم يكتب : الإسراء أقصى (2) المعراج والإسرائيليات

 

 

لا أدعى أنني فقيه ضليع في الفقه الإسلامي أو أنني يمكن أن أفسر كلمة واحدة من القرآن الكريم باجتهادي، فالنصوص والثوابت أقف دائما أمامها لا أحرك ساكنا بل ألتزم بالنص إن كان من النصوص الواضحة في القرآن الكريم ولا تحتاج إلى تأويل أو تفسير وألجأ إلى المفسرين فيما التبس عليَّ أو يحتاج لتفسير فقهي أو حكم شرعي، فأنا درست العلوم الإسلامية لكني في النهاية دارس للقشور.

لكن هناك روايات وأحداث في التاريخ الإسلامي التبست فيها التأويلات والتفسيرات بل هناك أحداث تدخلت فيها الإسرائيليات لكي تحث بلبلة بين صفوف المسلمين لإضعاف العقيدة عند بعض المذبذبين دينياً، ولا أنكر أن علماء التفسير والفقه وقفوا لتلك الإسرائيليات بالمرصاد والنقد والتنقيح، إلا أن ذلك لم يمنع أن تدخل بعض الإسرائيليات إلى بعض العقول المسلمة التي لا تستطيع أن تعمل لتخرج الغث من السمين في تلك الروايات.

ولأن الله أعطاني عقلا يقف ويفند وينقح ما يمر عليه فقد وقفت أمام قصة معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء العليا وما قيل إنه رآه في رحلته هذه، ولقد مرت كل تلك الأحداث على عقلي فقبل البعض ورفض البعض الآخر.

ولنبدأ بأول حدث في رحلة المعراج، وهو صعود الرسول الكريم متنقلاً بين السماوات السبع وكيف أن جبريل عليه السلام يقف عند كل باب ليستأذن في الدخول فيسأله الملائكة من أنت فيرد ويقول جبريل فتقول الملائكة ومن معك فيرد جبريل محمد رسول الله فتقول الملائكة وهل أذن له فيرد جبريل نعم.

وهنا لنا وقفة، وعدة أسئلة، أولها كيف يستأذن جبريل عند كل سماء ليمر فتسأله الملائكة من أنت وهو الملاك الموكل بالوحي الذي يمر من بين السماوات إلى الأرض منذ بدء الخليقة ليبلغ أنبياء الله بما أوحى به الله له فكيف يقف عند باب كل سماء ليستأذن في العبور؟

الامر الثاني كيف لنبي بقامة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أرسل الله له أمين الوحي كي يصعد به إلى السماءدون أن يكون هناك أمر من الله تعالى لكل ملائكته باستقبال سيد الخلق أجمعين والذي خلق الله هذا الكون تكريما له؟، فيسأل الملائكة الأمين جبريل ومن معك وهل أذن له في الصعود.

في الحلقة القادمة نتابع.