الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 03:40 مـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

د. محمد فراج يكتب : العدوان الثلاثي ضربة طائشة.. و70% من صواريخهم تم إسقاطها

الأموال

مقدمات ونتائج الهزيمة الأمريكية في سوريا

مع كل يوم جديد يمر يتضح أكثر فأكثر أن العدوان الثلاثي (الأمريكى ـ البريطانى ـ الفرنسى) الأخطر علي سوريا لم يكن إلاّ حلقة في مسلسل تآمرى جديد يهدف إلي تفجير سوريا الشقيقة بعد أن فشلت سبع سنوات كاملة من حرب التدخل الشرسة بـ»الوكالة« في إسقاط وتمزيق الدولة الوطنية السورية على أيدي عصابات الإرهاب الهمجى.

فمع حلول أواخر العام الماضي وبدايات العام الجارى 2018 كان قد أصبح واضحًا أن »داعش« قد تم إنزال هزيمة ساحقة بها في كل من سوريا والعراق.. وأصبح الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على أكثر من نصف مساحة البلاد،

كما نجح الجيش فى تحرير منطقة الغوطة الشرقية التى كانت تمثل تهديدا أمنيا مستمرا للعاصمة دمشق.

وكان منطقيا أن تنعكس هذه الانتصارات العسكرية الكبيرة على المسار السياسى، فبرز الدور الروسى بصورة أكبر فى قيادة جهود التسوية على حساب الدور الأمريكى.. كما تعززت مكانة الحكومة الشرعية للبلاد تدريجيا طوال العام الماضى، وتراجعت أوزان تشكيلات المعارضة التابعة للقوى الإقليمية والدولية وجماعات المرتزقة القابعة في فنادق الخمس نجوم في مختلف العواصم.. وأصبح واضحا أن عبارة أوباما الشهيرة »ليس للأسد مكان في مستقبل سوريا« هي عبارة تجاوزتها الأحداث وأصبحت مفارقة للوقائع الفعلية وتطور علاقات القوي في الميدان.. وبالتالي فقد دخلت »عملية جنيف« في حالة من الجمود والاستعصاء، بسبب الوزن النسبي الكبير فيها لجماعات المعارضة التابعة للخارج وتشكيلات المرتزقة التي ليس لها وزن ميداني أو جماهيرى وتصلب مواقفها تبعاً لتصلب مواقف مشغليها.

وهكذا ظهر »مسار آستانة« بقيادة روسيا ومشاركة تركيا وإيران (الدول الثلاث الضامنة وهى الأكثر تأثيرا علي المجرى الفعلي للأحداث في ميادين القتال ومسارح السياسة علي السواء) وأصبح إقامة (مناطق خفض التوتر) هو الموضوع الرئيسى لمسار آستانة مع تهميش واضح لـ»مسار جنيف« دون التخلي عنه.. ولأن تمثيل القوي المشاركة فى »آستانة« أكثرواقعية وتعبيرا عن موازين القوي الفعلية، فقد حقق تقدما ملموسا في مجال التهدئة، وأتاح فرصة أكبر لتقدم عملية التسوية السياسية.

وأتاح هذا التقدم بدوره طرح فكرة »مؤتمر سوتشى للحوار الوطنى« بين مختلف القوى السياسية ـ الحاكمة والموالية للنظام السياسى والمعارضة له (انعقد في أواخر يناير 2018).. روسيا وتركيا وإيران ومشاركة مبعوث الأمم المتحدة دى ميستورا.. وممثلين لطيف واسع من القوي الوطنية والاجتماعية، بما فيها عديد من القوي السورية المعارضة في الداخل والخارج.. بينما وجهت إليه الولايات المتحدة انتقادات شديدة.

< < <

خلاصة القول إن جهود التسوية السياسية اتخذت مسارات ابتعدت رويدًا رويدًا عن التأثير الأمريكى، وبرز فيها الدور القيادي الروسى أكثر فأكثر، مع وجود مؤثر لكل من تركيا وإيران، ووزن أكبر للحكومة السورية، ومن جانب آخر فشلت الخطة الأمريكية لدفع كردستان العراق للاستقلال عن الدولة.. وهو ما لا يتسع المجال للدخول في تفاصيله.. وحسبنا أن نقول إن التطورات في سوريا والعراق أصبحت تشير بوضوح إلي فشل المخطط الأمريكى للشرق الأوسط الجديد.

في المقابل لجأت الولايات المتحدة إلي دعم كيان كردي انفصالي في شمال وشمال شرق سوريا عسكريا وماديًا، فى إطار خطة تهدف لتقسيم البلاد.. لكن تركيا لأسباب تاريخية واعتبارات تتصل بأمنها القومى ناصبت الكيان الكردي في سوريا عداءً واضحًا.. وأعلنت عزمها علي مواجهته ــ بغض النظر عن الوجود العسكرى الأمريكى وأكثر من عشرين قاعدة لتمركز القوات الخاصة الأمريكية ــ واستولت القوات التركية علي مدينة ومنطقة عفرين، معلنة عزمها علي التقدم للاستيلاء علي مدينة »منبج« شمال شرقى حلب، وطرد القوات الكردية تماما من منطقة غرب الفرات باعتبارها (قوات إرهابية).

< < <

ومع سيطرة القوات السورية علي الغوطة الشرقية، وجدت الولايات المتحدة أن وضعها في سوريا يتعرض للتهميش المتزايد، الأمر الذى يعني هزيمة استراتيجية للسياسة الأمريكية في المنطقة، لصالح روسيا وحلفائها، وفي مقدمتهم إيران.. ومن هنا بدأ التفكير في استعادة حرارة العلاقات مع تركيا، ولكن دون التضحية بالكيان الكردي، وذلك سعيًا لإضعاف العلاقات الروسية ــ التركية.. كما بدأ التفكير في توجيه ضربات عسكرية لسوريا، بهدف وقف انتصاراتها العسكرية وخلط أوراق التسوية السياسية لاستعادة موقع أمريكى أكثر تأثيرًا في مسارها.. وتضمنت هذه الخطة أيضا تنشيط الأدوار العسكرية لمنظمات إرهابية مثل »جيش الإسلام، والنصرة« وغيرها، ودون استثناء فلول داعش.

وترافق هذا مع ازدياد قوة الجناح الأكثر تشددًا في »الاستابلشمنت« الأمريكية، والذي تمثل فى إقالة وزير الخارجية تيلرسون وإحلال المتطرف »بومبيو« مدير المخابرات المركزية الأمريكية مكانه، وإقالة مستشار الأمن القومى »الجنرال ماكماستر« وإحلال المتطرف »بولتون« مكانه. وكذلك مع بروز تقارب أمريكي ـ فرنسى علي خلفية طموح ماكرون للعب دور أكبر في الشرق الأوسط، والحصول علي نصيب من كعكة إعادة الإعمار وحقول الغاز الغنية المكتشفة حديثا بالقرب من الشواطئ السورية، وكذلك في شرق سوريا.. كما ترافق مع تصاعد توجهات حكومة تيريزا ماى لفتح جبهات مواجهة خارجية للتغطية علي مصاعبها الداخلية المرتبطة بمشكلات الخروج من الاتحاد الأوروبى.. وهى مشكلات تهدد بالإطاحة بالحكومة الضعيفة أصلا.. (قضية تسميم الجاسوس سكريبال وطرد الدبلوماسيين الروس)

من هنا بدأ الحلفاء الغربيون الثلاثة يتحدثون عن احتمالات استخدام الجيش السورى للأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية.. كما بدأ »جيش الإسلام« الإرهابي يتحدث عن معلومات حول استعداد دمشق لاستخدام السلاح الكيماوى ضد الغوطة!! علما بأن من المعروف أن المنظمات الإرهابية السورية تملك أسلحة كيماوية حصلت عليها عن طريق تركيا.. واستخدمتها أكثر من مرة في الغوطة الشرقية وفي إدلب لإلصاق الاتهام بالنظام، الذي لم يكن بحاجة لاستخدامها ــ بفرض ملكيته لها ــ لأن معركة الغوطة كانت تشهد انتصارات كبيرة لصالح الجيش السورى.. وكان واضحًا أنه يجرى ترتيب استفزاز provocation ضد الجيش السورى.. وهو ما حذرت منه كل من موسكو ودمشق بوضوح.

وكانت تصريحات ترامب وماكرون وماى تشير إلى عزم الحلفاء الغربيين علي توجيه ضربة عسكرية كبيرة إلى سوريا.. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن من أهدافها ضرب القصر الرئاسى ووزارة الدفاع والقواعد الجوية الرئيسية.. إلخ.. بل وأيضا قاعدة »حميميم« الجوية الروسية، وقاعدة طرطوس البحرية!! غير أن موسكو حذرت بلهجة صارمة من أن المساس بمنشآتها في سوريا أو بحياة عسكرييها سيترتب عليه رد قاس وضرب مصادر انطلاق الصواريخ المهاجمة.. كما أن العسكريين الأمريكيين أنفسهم حذروا من أن توجيه ضربة بالحجم الجارى الحديث عنه يمكن أن يؤدى إلي نشوب حرب كبيرة في المنطقة تشارك فيها روسيا وإيران.. وأن القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة بمن فيها من قوات ستكون معرضة للضرب، الأمر الذى يمكن أن ينتهى إلي حرب عالمية.

ضربة لحفظ ماء الوجه

صلابة التحذير الروسى، وتحذيرات الجنرالات الأمريكيين كانت سببًا في تبريد الرءوس الحامية لدي كل من ترامب وماكرون وماى، وفي تقليص الضربة (الأمريكية ـ البريطانية ـ الفرنسية) إلي (ضربة لحفظ ماء الوجه).. حينما أطلق »جيش الإسلام« طلقة البداية بالإعلان عن هجوم مزعوم بالسلاح الكيماوى شنه الجيش السورى علي دوما..

> ويجب أن نلاحظ هنا أن وزير الدفاع الأمريكى نفسه حاول قطع الطريق علي الهجوم بقوله إنه ليس هناك دليل قاطع على استخدام السلاح الكيماوى، أو علي مسئولية دمشق عنه إذا كان قد حدث!! غير أن التراجع كان صعبًا بعد الحشد العسكرى والسياسي الكبير الذى قام به ترامب.. علمًا بأن ماكرون قد قد اتصل ببوتين قبل القصف بساعتين لإبلاغه بأن »الضربة محدودة« ولا علاقة لها بأى أهداف روسية.

>> ومعروف أن صواريخ الدفاع الجوى الروسية قد أسقطت 71 صاروخا من أصل 103 تم إطلاقها.. كما أن وسائل التشويش أدت إلي صرف مسار عدد آخر من الصواريخ عن أهدافها.. وبالطبع كان قد تم إخلاء المواقع المستهدفة بمجرد إبلاغ ماكرون لبوتين.. وهكذا كانت الخسائر عبارة عن جرح ثلاثة أشخاص.. وتدمير بعض المباني الخالية..

>> وبعد كل التبجح الذي أبداه ترامب والضجة التى أثارها هو وحليفاه فإن نتائج الضربة الثلاثية تبدو جد هزلية، وهزيمة سياسية وعسكرية للحلفاء الغربيين.. فإسقاط 70% من صواريخ ترامب »الجميلة.. الذكية« ــ كما أسماها ــ هي هزيمة عسكرية لاشك فيها.. خاصة حينما يكون ذلك بواسطة سلاح الدفاع الجوى والصاروخى لدولة مثل سوريا في مواجهة أمريكا وبريطانيا وفرنسا.. فضلا عن الصواريخ التي تم صرفها عن مسارها!! ومن الناحية السياسية والمعنوية فإن خروج عشرات الآلاف من سكان دمشق إلي الشوارع والميادين وقت الفجر وهم يهتفون بحياة سوريا وجيشها ورئيسها، هو انتصار سياسى ومعنوى لاشك فيه للحكومة الشرعية، وصفعة علي وجوه أعدائها..

علي ضوء هذا كله تبدو »الشروط« التي وضعها المندوبان الفرنسي والبريطانى للتسوية في سوريا مضحكة ولا محل لها من الإعراب، لأن موازين القوي السياسية والعسكرية فى سوريا لم تتغير قيد أنملة لصالح المعتدين.. بل تغيرت لصالح الحكومة الشرعية.. فقد استمرت عملية إخلاء دوما من إرهابيى »جيش الإسلام« كما تستمر عملية تحرير القرى والبلدات المحيطة بدمشق والقريبة منها من الإرهابيين.

>> فعلي أى أساس يتوقع المندوبان الفرنسي والبريطاني »وقف إطلاق النار في كل الأراضى السورية« و»حرية وصول المساعدات إلي كل مكان«.. (بما في ذلك إلي الإرهابيين في درعا وإدلب!).. و»تمثيل جميع الأطراف في المحادثات« بما في ذلك الإرهابيين!! فضلا عن حجز مكان للندن وباريس علي مائدة التفاوض!! بعد هدم كل عمليات التسوية الجارية، وما تحقق فيها من نجاحات بالطبع!! فضلا عن حجز نصيب من كعكة إعادة الإعمار والتنقيب عن الغاز طبعا.. علي أى أساس؟!!

>> تبقي نقطة مهمة.. تلك هى تصريحات ترامب بخصوص رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا في أقرب وقت.. ثم عدوله عن هذه الرغبة في حالة دفع دول الخليج (4 مليارات دولار) سنويا هى تكلفة وجود هذه القوات.. ثم عودته إلي تصريحاته الأولى!! والمعروف أن هناك جهودا إقليمية تبذل لتدبير قوات عربية وإسلامية تحل محل القوات الأمريكية!!

وبغض النظر عن الجانب السياسى والقانوني بالغ الأهمية للموضوع، فإننا نعتقد أن القادة العسكريين الأمريكيين سيحاولون بكل السبل إثناء ترامب عن رغبته هذه.. لأنها ستكون إعلانا مدويا عن هزيمة أمريكا في سوريا.. والأرجح أن ترامب يتحدث عن هذا الموضوع من باب ابتزاز دول الخليج.. وتأكيد الحصول على الـ(4 مليارات دولار) سنويا.. أما إذا جاءت القوات المذكورة فإنها ستغرق في أوحال مستنقع مهلك لها..

وخلاصة القول أن العدوان الثلاثي (الأمريكى ـ البريطانى ـ الفرنسى) قد انتهى إلى هزيمة سياسية وعسكرية ومعنوية.. وأن موقف دمشق قد تعزز.. وأن عملية التحرير مستمرة، والتسوية السياسية ماضية في سبيلها، ومن مواقع أقوى لدمشق، وأن سياسة »حافة الهاوية« الأمريكية في سوريا قد فشلت في خلط أوراق التسوية السياسية أو إجبار روسيا علي التراجع.. وأن أمريكا ستضطر للخروج من سوريا إن عاجلا أم آجلا..

 

 

مصر للطيران
العدوان الثلاثي الأمريكى البريطانى الفرنسى سوريا

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE