الأموال
الخميس، 25 أبريل 2024 02:36 صـ
  • hdb
16 شوال 1445
25 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

شريف عبد الفهيم يكتب : الإسراء أقصى.. والأقصى أسير

الأموال

يأتي العام وراء العام وفي تلك الأيام تحتفل أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواقعة الإسراء والمعراج، كمكافأة وتسرية من رب الوجود عز وجل لحبيبه وصفيه ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن تمكن أذى قريش منه عقب وفاة عمه أبي طالب وزوجه السيدة خديجة بنت خويلد، اللذين كانا يعتبران سدا منيعا ضد أذى قريش لرسول الرحمة.

في تلك الليلة بعث رب العزة أمين الوحي جبريل ليدعو رسول الله إلى رحلة قررها الله لحبيبه ورسوله كي يسري عنه، فارتحلا معا في ظلام الليل من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ليؤم الرسول صلى الله عليه وسلم كل الأنبياء في المسجد الأقصى اعترافاً منهم وإقراراً بأن محمداً هو إمامهم جميعا كما كانت رحلة الإسراء برهانا من الله تعالى أن المسجد الأقصى سوف يكون له مكانة كبيرة لدى أمة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون بعد ذلك نقطة الانطلاق إلى رحلة المعراج إلى السموات العلى وسدرة المنتهى كأقصى مكان يمكن أن يصل إليه مخلوق من مخلوقات الله.

والآن وبعد أثر من أربعة عشر قرناً على هذه الحادثة أصبحت الأمة الإسلامية بحالتها المترئة لا تقوى على استرداد بيت المقدس وفك أسر المسجد الأقصى الذي كان محط طمع من الكثير من الدول والإمبراطوريات، تحت مسميات عدة، وبعد أن كان المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صار يرسف تحت نير الاحتلال اليهودي يعاني ويئن ضعف أمة من وقف فيه يوما ليؤم كل أنبياء الله في صلاتهم، وبدلا من أن تكون أمة إمام الأنبيء في مقدمة الصف وطليعة الأمم أصبحت تشكو الوهن وتئن من الضعف لا تقوى على فك أسر المسجد الأقصى بعد أن وقعت هي نفسها أسيرة ملذات حكامها وتكالبهم على السلطة والحكم فأضاعوها عشرات بل ومئات السنين، لا تفعل شيئا غير البكاء على ضياع القدس والشجب والندب واللطم على ما يفعله اليهود بالمسجد الأقصى.

فهل سوف يأتي اليوم الذي نرى فيه أقصانا بين أيدينا أم إن ذلك سيكون في زمن آخر، زمن ينسى الحكام أنفسهم ليخدموا دينهم.

 

مصر للطيران
بنك الاسكان
NBE