ماجد على يكتب: أولويات الرئيس وطموحات المصريين

سكت الكلام.. السيسي رئيسا لمصر لأربع سنوات مقبلة.. شاء من شاء وأبى من أبى.. لن أخوض في تحليل للمشهد الانتخابي لأهم انتخابات رئاسية جرت في بر مصر وفي المنطقة أجمع، فقد سبقني صحفيون أفاضل وإعلاميون أجلاء وضجت وصخبت الميديا طوال الأسبوع الماضي وأبدعت في وصف هذا المشهد وكيف تعامل الشعب المصري بكافة طوائفه واتجاهاته مع هذا الحدث الأعظم والفارق في تاريخ »المحروسة«.

والسؤال الذى يلوح جليًا في الساحة السياسية والاقتصادية ويفرض نفسه بقوة لمن تكون الأولوية في الأربع سنوات القادمة ـ الولاية الثانية للرئيس ــ هل تسعي الدولة إلي تحقيق وإنجاز الأمن الاقتصادي أم تسعى إلي تحقيق الأمن السياسى ومن ثم الاستقرار السياسى، وما هى خيارات الرئيس السيسي وما المطلوب منه وهل يستجيب السيسى لتطلعات وطموحات المصريين الذين تحملوا بصدق وشرف وصبر ووطنية وأمانة تداعيات الإصلاح الاقتصادى بإجراءات جديدة تنحاز إلي تحقيق السلم الاجتماعى وكبح جماح غول الأسعار خصوصا أن الحكومة والبنك المركزى أعلنا استهداف خفض التضخم إلي أقل من 10% مع بداية العام المقبل (2019).

لاشك أن »المعادلة الاقتصادية« التي يسعى ويجب أن يسعى إليها الرئيس السيسى خلال المرحلة المقبلة معادلة صعبة فمطلوب منه أن يحقق بهذه المعادلة الأمن الاقتصادي والاجتماعى خصوصا للفئات الأولي بالرعاية ولاسيما محدودى الدخل بعد أن تآكلت الطبقة المتوسطة وذابت في طبقة محدودي الدخل من جهة ويحقق الاستقرار السياسى والأمنى من جهة أخرى وأحسب أن الانتهاء من العملية الشاملة (سيناء 2018) للقضاء علي الإرهاب هى أولوية تصب في هذا الاتجاه.

وبانتهاء هذه العملية وتطهير سيناء من الإرهاب.. تبزغ قضية التنمية والتعمير لأرض سيناء التى تحتاج إلى 275 مليار جنيه وكيف توفر هذا التمويل.

في ظنى أن التحديات الاقتصادية وملفات الأمن الاجتماعى والسياسي لا تقل أهمية أو خطورة عن التحديات السياسية ولا يجب أن تسير في اتجاه وتغفل الآخر أو تؤجل الآخر.

أحسب أننا لا نمتلك رفاهية الوقت في التعامل الجذرى مع ملفات لقمة العيش للمصريين والتعامل مع ملف المديونية العامة وعجز الموازنة والإيرادات الضريبية وملفات الدعم والرعاية الاجتماعية وملفات الصحة والتعليم.

الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يلتف إلى شعبيته أن تتراجع أو تتأثر في الولاية الأولي عندما أخذ على عاتقه قرارات وإصلاحات اقتصادية جريئة ومرة بعيدًا عن المسكنات.. لكن الولاية الثانية تتطلب من وجهة نظرى إعادة الحسابات في التعامل مع الملفات السابق ذكرها بشكل يراعى ميزان العدالة الاجتماعية وطموحات ومطالب الشعب المصرى وأخيرًا وليس آخرًا تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر حفظ الله الجيش حفظ الله الوطن..