ايمان العوضى  : ليبراليو الغرب يتشدقون بالحرية ويصادرون حريات غيرهم من الشعوب  

نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين ، ندوة لمناقشة كتاب "الفكر الليبرالى فى مصر 1919 الى 1961" للكاتبه الصحفيه بالأهرام ايمان العوضى ، الذى يتناول بالتحليل الفكر الليبرالى والاحزاب والمؤسسات المنتمية لليبرالية  و المسار السياسى  والاقتصادى لمصر خلال الفترة .

 وشارك فى مناقشة الكتاب السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية ورئيس مركز افريقيا بالجامعة البريطانية والدكتورعاطف سعداوى مدير تحرير مجلة الديمقراطية احد اصدارات مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ، والمؤرخ الدكتور عبد المنعم الجميعى ، وإدار الندوة الكاتب الصحفى شريف عارف سكرتير تحرير المصرى اليوم .

 ومن جانبه، قال الدكتور عاطف سعداوى أن الفكر الليبرالى فى مصر اختلف عن اوروبا، وكان فى مصر نتاج حركة اجتماعية وصراع طبقى بين الإقطاع والبرجوازية وبالتدريج ظهرت فى مصر أشكال اقتصادية رأسمالية دخلت فى صراع مع الإقطاعية وبنمو الرأسمالية تكونت أفكار ليبرالية بدأت تخوض صراعاً ضد الأفكار الإقطاعية القديمة.

 

واوضح ان الليبرالية فى مصر لم تكن سوى انعكاس لكل هذه التحولات كما كشف هذ الكتاب عن عدم وجود تجربة ليبرالية متكاملة بمصر ولكن كانت هناك أفكار انتشرت عبر المساهمات الفردية أكثر مما ساهمت به المؤسسات السياسية والحزبية والتى تبنت الفكر الليبرالى.

واضاف سعداوى خلال المناقشه ان الكتاب يبرز أهمية الفكر السياسى فى مصر فى تفسير التطورات الاقتصادية والسياسية فبرغم أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تحدد البيئة التى يعمل فيها البشر فان تفسيرها لهذه الظروف يحدد دائماً أفعالهم.

 

وقال السفير على الحفنى ان التجربة السياسية التى تعيشها مصر ليبرالية وكذلك  الاقتصاد المصرى اقرب الى الديمقراطية الاجتماعية  والانسان ليبرالي اذا انطبقت عليه عدة شروط اولها ان يحترم خيارات الاخرين ولا يتعصب لموقفه الفكري ولا يقول إن من ليس معنا هو ضدنا، فالليبرالي ليس عنصريا، ولا يفرق بين الناس بسبب اللون او الجنس او العقيدة او الاصل الاثني او الاصل الجغرافي او الثروة الشخصية او الوضع الاجتماعي فالاقتصاد الليبرالى ينادي بمبدأ سيادة القانون و ينادي بحرية الفكر وحرية الصحافة وحرية البحث العلمي ويؤكد على ان الافراد مسؤولون 

 

واضاف السفير على خلال المناقشة ان الليبرالية لا تعد بحل كل مشاكل العالم بصورة سحرية، ولكنها تمثل خطوة الي الامام من اجل رفاهية المجتمع البشري، فهي تسمح بحوار مختلف المتناقضات بكل حرية، وتسمح للجميع بالتعبير عن اراءهم حول حلول المشاكل التي تعترض مجتمعاتهم، دون حجر علي احد او إقصاء لأحد علي حساب احد

 

وقال الدكتور عبد المنعم الجميعى  لاحظنا من خلال الكتاب أن الحزب الشعبى الكبير " حزب الوفد " سيطر عليه أصحاب المصالح والقرارات الفردية، ومن هنا بدأتْ الانشقاقات والصراعات السياسية والأطماع الشخصية، ويتضح ذلك من مواقف حكومة الوفد من أزمة كتاب على عبدالرازق " الإسلام وأصول الحكم " إذ بينما كان الليبراليون يُدافعون عن المؤلف وينتقدون موقف رجال الأزهر، نجد سعد زغلول زعيم الوفد رأيه قائلاً " وما قرار هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ على من زمرتهم الا قراراً صحيحاً لا عيب فيه، لان لهم حقوقاً بمقتضى القانون، أن يخرجوا من حظيرتهم من يخرج عن أنظمتهم، فذلك أمر لا علاقة له مطلقاً بحرية الرأى التى تعنيها جريدة السياسة "، وكذلك موقف الحزب وأعضاءه من كتاب طه حسين " فى الشعر الجاهلى "، وخلال الفترة شهد الوفد الانقسامات والانشقاقات وظهرت الأحزاب الأخرى ذات التوجه الليبرالى.

 

وقالت ايمان العوضى خلال المناقشه ان الكتاب يوضح انه رغم وجود الأحزاب ذات التوجه الليبرالى والتى ترفع شعار الليبرالية لم يكن لها دوراً جوهرياً فى التطبيق الفعلى للمبادئ والقيم الليبرالية على ارض الواقع والواقع أن الليبرالية اكتسبت مفاهيم مختلفة مع مرور الزمن فعلى الرغم من تشديد الليبراليين الرأسماليين على أهمية الحرية فإنهم فى الغالب يتصرفون ضد حرية الأفراد والشعوب فى علاقاتهم الدولية لارتباط الظاهرة الرأسمالية بالامبريالية وما يتضمن ذلك من استغلال واستعباد للشعوب الخاضعة للاستعمار، كما أن الليبرالية تهمل مصلحة الجماعة تحت شعار اهتمامها بمصالح الأفراد الاقوياء اقتصاديا إلا أن ذلك كله لا ينفى وجود اتجاهات ديمقراطية ضمن التيار الليبرالى وميل البعض منهم نحو الإصلاح التدريجى.

 

وأوضحت  كذب وافتراء أصحاب الادعاءات بان ثورة يوليو1952م هى السبب فى إجهاض التجربة الليبرالية، وقالت ان الأمانة العلمية تقتضى الاعتراف بأنه لم تكن هناك تجربة ليبرالية مكتملة خلال هذة الفترة ولكنها كانت مجرد أفكار روجت لمبادئ الليبرالية عن طريق أفكار أصحاب فكر تنويرى.