شريف عبدالفهيم يكتب: آخر فكرة .. الإبداع اسمه ”أبو العروسة”
عندما علمت أن هناك مسلسلا يتم تصويره اسمه أبو العروسة توقعت أن تكون الأحداث كربونية من قصة فيلم أم العروسة لعبد الحميد جودة السحار، وكان واضحا من الحلقتين الأوليين تأثر المخرج والسيناريست ببعض المشاهد والأحداث في الفيلم وإن لم تكن كبيرة لكن مع مرور الأحداث وتتابع الحلقات وجدت نفسي أمام أحداث جديدة تتطابق في كل تفاصيلها مع الحياة اليومية للمصريين هذه الأيام، لتأخذني بعيدا عن أي محاولة للمقارنة بين الفيلم والمسلسل لأجد نفسي أمام قصة جديدة وأحداث جديدة لا تتشابه مع القصة القديمة إلى في الإطار العام فقط دون التوغل في تفاصيل أخرى.
والفنان سيد رجب منذ أن رأيته في فيلم إبراهيم الأبيض وأنا أضع عيني عليه أنتظر منه المزيد من الإبداع مع كل عمل يشارك فيه، ما بين رجل العصابات والمعلم والرجل الطيب حتى رأيته العام الماضي في مسلسل »رمضان كريم« وهنا أدركت أن حكمي عليه كفنان من الدرجة الأولى كان صحيحاً حتى أبهرني بدوره في مسلسل أبو العروسة بكل التلقائية والحرفية ليجسد المواطن المصري المكافح الذي يسهر على تربية أبنائه دون أن ينجرف إلى حافة الخطأ سواء بالرشوة أو غيرها من الطرق التي تكسب المال الكثير وتجعل الإنسان يخسر نفسه وبيته وأبناءه.
أدى سيد الرجب الدور بطريقة السهل الممتنع، الكوميديا في أنقى ثيابها، دون تكلف أو سخافة الإيفيهات أو الخروج الفج عن الآداب العامة لإخراج الابتسامة من فم المشاهد، لكنه استطاع أن يجعل الأسرة كلها تنتظر موعد المسلسل، لتجلس أمام الشاشة دون حراك أو همس ليتابعوا تلك المباراة الرائعة بين أبطال المسلسل.
أما الرائعة سوسن بدر فلا يمكنني أن أتحدث عنها فلقد اخترقت حدود اللا معقول لتصول وتجول وتبدع في هارموني رائع بينها وبين سيد رجب لتخرج لنا في النهاية سيمفونية رائعة لا يخجل من متابعتها أي إنسان ولا يخشى رب الأسرة أن يشاهده أبناؤه خوفا من أن يحدث ما يحرجه أمامهم.
تحية لكل القائمين والعاملين في هذا المسلسل، وتحية خاصة للنجم مدحت صالح الذي أثبت أنه كالذهب كلما مضى عليه العمر زادت قيمته.
