الأموال
الثلاثاء، 16 أبريل 2024 04:37 مـ
  • hdb
7 شوال 1445
16 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

أسامة أيوب يكتب : في القمة الإسلامية.. غاب القادة وغابت الأفعال

الأموال

كما توقعت في هذا المكان الأسبوع الماضي بأنه لا أمل يُرتجى في رد فعل قوي من جانب الحكومات العربية والإسلامية علي قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس والاعتراف الأحادى بها عاصمة لإسرائيل.. فقد جاء البيان الختامي للقمة الإسلامية التي عُقدت في استانبول بدعوة من الرئيس التركي أردوغان مثلما جاء بيان مجلس الجامعة العربية.. ضعيفا وهشًا ومخيبًا لطموحات الشعوب وغير مُعبر عن غضبها في مواجهة ذلك الخطر الداهم المحدق بالقدس.

الأسوأ من ذلك البيان الضعيف الذى لم يرق إلي مستوى قمة إسلامية كان غياب غالبية الحكام العرب والمسلمين وخاصة حكام الدول التي من المفترض أن تكون معنية بفلسطين والقدس أكثر من غيرها، إذ كان مستوي التمثيل منخفضا وحيث لم يحضر سوى أحد عشر حاكمًا بينما جاء تمثيل بقية الدول علي مستوى الوزراء ونواب الوزراء.

< < <

وفي هذا السياق فإنه إذا كان من الممكن تفهم الموقف المصرى الرسمى والمشاركة بمستوى تمثيل منخفض بحضور وزير الخارجية بسبب العداء التركي لمصر والتحريض على نظامها السياسى بعد ثورة 30 يونيو، فإنه في نفس الوقت من غير الممكن تفهم أو تبرير ضعف مستوي التمثيل والمشاركة السعودية بوجه خاص ومعها الإمارات وأيضا المغرب التى يرأس ملكها لجنة القدس.

لقد بدا لافتاً غياب السعودية القوى في القمة رغم أنها بلد الحرمين الشريفين وهي بهذه الصفة تستمد وضعية خاصة في العالم الإسلامي فضلا عن وزنها وثقلها العربى، وهى بهذه الصفة وتلك الوضعية وذلك الوزن كان يتعين عليها أن تكون في مقدمة المشاركين بقوة في القمة خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين.

< <<

إن غياب ملك المغرب (رئيس لجنة القدس) وغياب ملك السعودية بوجه خاص عن هذه القمة يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب بقدر ما يثير الأسى لأن تتصدر تركيا الداعية للقمة وإيران بحضور الرئيس روحانى المشهد دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، بل بينما غابت السعودية العربية الإسلامية فقد حضر رئيس فنزويلا اللاتينية غير الإسلامية!

< < <

اللافت أيضًا في هذه القمة مع غيبة غالبية قادة العالمين العربي والإسلامى هو المقارنة التي جرى تداولها بقوة واستياء بين القمة الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض قبل أشهر قليلة والتى حضرها الحكام العرب والمسلمون جميعا الذين هرولوا لتلبية الدعوة والحضور حيث بدا حضورهم احتشادًا للمثول أمام الرئيس الأمريكى ترامب دون أن يكون لحضورهم ضرورة أو رأى أو صوت سوى التصفيق لترامب ومصافحة ملك السعودية!

أما فى القمة الإسلامية وحيث كان الحضور ضروريًا وواجبًا ومهمًا فقد غاب حكام نحو 45 دولة عربية وإسلامية، فكان الغياب هروبًا وتخاذلاً أضاف ضعفا علي ضعف البيان الختامى.

لقد كان المتوقع أن يكون رد فعل قادة العالمين العربي والإسلامى أقوي بكثير من هذا البيان الذى لم يتضمن أى قرارات عملية وحاسمة ضد إدارة الرئيس ترامب في مواجهة قراره الغاشم المخالف للقانون الدولى وقرارات ومرجعيات الشرعية الدولية.

<< <

وليست مبالغة إذا كانت الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة تنتظر من هذه القمة أن تصدر قرارًا بتجميد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة أو بالأحري مع إدارة ترامب لحين رحيله من البيت الأبيض.. آجلا أو عاجلا، بل ليست مبالغة أيضًا أن الشعوب كانت تنتظر أن تقرر القمة سحب اعتراف الدول التي لها علاقات مع إسرائيل اعترافها بإسرائيل مع قطع العلاقات معها فورًا.

< < <

ثم إنه كان من حق هذه القمة أن تقرر اعتبار إسرائيل دولة إرهابية ومن ثم إدراجها ضمن الدول والمنظمات الإرهابية وذلك بسبب ممارساتها القمعية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال وهى الممارسات التي يشهدها العالم يوميا بالصوت والصورة علي شاشات التليفزيون.

الأكثر من ذلك كان علي هذه القمة أن تُقرر إدراج إدارة الرئيس ترامب ضمن الحكومات الراعية للإرهاب بوصفها الداعمة للإرهاب الإسرائيلى في الأراضى المحتلة.

< < <

تلك القرارات ليست مستحيلة ولا صعبة لو كان قادة وحكام الدول العربية والإسلامية جادين في القيام بمسئولياتهم التاريخية والحقيقية والتعبير عن شعوبهم ومن ثم تكون لديهم القوة والقدرة ولا نقول الشجاعة لإصرار تلك القرارات التي ستكون رادعة فى مواجهة ذلك الرئيس الأمريكى الأهوج والأحمق الذي يقود الولايات المتحدة لو ظل في منصبه إلى الهاوية والعزلة الدولية.

ولكن ورغم هذا الضعف والوهن العربى والإسلامى الذى تبدّى جليًا في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت قمة استانبول تحت مظلتها وهى المنظمة التي تأسست في الأساس للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في أعقاب حادث حرق المسجد في أغسطس 1969.. رغم هذا الضعف والوهن الرسمى فإن الرهان يبقي علي قوة الشعوب وعلى غضبتها القوية وانتفاضها.

< <<

وفي نفس الوقت وقبل أن تخبو صحوة الشعوب ويهدأ الغضب بمرور الوقت الذى لم يعد في صالح الحقوق الفلسطينية والقدس بصفة خاصة، فإنه لا مفر من تحرك فلسطينى عاجل لتدويل القضية.. قضية الاحتلال وقضية القدس، خاصة بعد أن تقرر عزل الولايات المتحدة عن عملية التسوية السلمية بعد أن عزلها ترامب ذاته.

تدويل القضية الفلسطينية وقضية القدس العربية يبدأ بالبناء علي الموقف الدولي متمثلا في دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين الرافض لقرار ترامب والرافض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن ثم فإن على الرئيس محمود عباس وكما أشار في كلمته أمام القمة الإسلامية التوجه مباشرة لمجلس الأمن للحصول علي عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق فإن عليه أن يتقدم بشكوى ضد الولايات المتحدة بعد خرقها للقانون الدولي ومرجعيات الشرعية الدولية، وفي هذه الحالة لنيكون من حقها اللجوء إلي استخدام حق »الفيتو« على أى قرار يصدر لصالح فلسطين وذلك وفقا لميثاق المنظمةالدولية وباعتبارها عندئذ خصمًا لا يجوز لها التصويت.

< < <

وفي سياق هذا التدويل للقضية فإنه بات ضروريا استدعاء قرار الأمم المتحدة رقم 181 الصادر عام 1947 بتقسيم فلسطين التاريخية إلي دولتين. يهودية علي مساحة 52% من الأراضي،وعربية علي مساحة 48% رغم أن هذه المساحة تقلصت بفعل الاحتلال الإسرائيلي إلى نحو 20% فقط هى كل ما تبقي للشعب الفلسطينى لإقامة دولته.

وفي سياق التدويل أيضا فإن على الرئيس محمود عباس أن يطلب من الأمم المتحدة حماية دولية عاجلة علي فلسطين المحتلة.. الشعب والأرض بجانبها القدس الشرقية والمسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية أيضاً.

< < <

ولعل أضعف الإيمان يتطلب أن يحظى هذا التحرك الفلسطينى الأممى إن حدث ومن الضرورى أن يحدث بدعم شديد القوة.. عربيا وإسلاميا من جانب الحكومات والأنظمة وذلك لحشد الدول الكبرى وبقية دول العالم للاصطفاف مع الحق الفلسطينى المشروع فى مواجهة الاحتلال والإرهاب الإسرائيلى وفي مواجهة الانحياز السافر لهذا الاحتلال ورعاية إرهابه.

وفي كل الأحوال ورغم الضعف العربى والإسلامى، فسوف يبقى للمسجد الأقصى رب يحميه مثلما كان للمسجد الحرام رب يحميه، ومع ذلك يبقي علي العرب والمسلمين الأخذ بالأسباب.. أسباب القوة.. لنصرة القدس وكل المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية علي حد سواء.

 

 

مصر للطيران
الدولار الجنيه السوق السوداء

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE