شريف عبدالفهيم يكتب: آخر فكرة .. الشعر إبداع وليس تجارة
الشعر كان وسيظل إلى نهاية العالم لغة المحبين، تختلف فيه درجة العشق وتنوعه لكن يظل المعبر الصادق عما يجول بخواطر الشعراء وقد يصادف أحاسيس ومشاعر لدى فئة كبيرة من الناس لا يستطيعون التعبير عما يجول في خواطرهم ولا يقدرون على توصيل مشاعرهم لمن يحبون فيلجأون إلى قصائد يرون أنها تعبر عما يجول في نفوسهم كتبها شعراء عاشوا فيها لحظات صدق حقيقية عبروا فيها عما في نفوسهم من مشاعر سواء كانت بالقرب أو بالهجر والصد.
وظل الشعراء على مر العصور لسان حال المحبين ينظمون الكلمات التي تجد صدى لدى البعض، وقد مر الشعر بالكثير من المرال التي غيرت من طبيعة الكلمات بحسب الظروف التي تغيرت هي الأخرى فكانت الرومانسية هي الغالبة في عصر غلبت فيه الرومانسية على الناس ولكن مع ظهور العصر المادي أصبح الشعر عبارة عن تجارة يربح من ورائها البعض مستغلين فئة عمرية بعينها لا تعي معنى الكلمات لكن جرس الكلمة وموسيقاها أصبح هو المتحكم في أهواء القراء الآن واستغل أنصاف الشعراء ذلك ليحتلوا الساحة قافزين على أصحاب المواهب الحقيقية وصار شيئاً عادياً أن تجد أحد المدعين يسرق كلمات وأفكار غيره من الشعراء وينسبها إلى نفسه دون أدنى شعور بالخجل أو حتى الإحساس بفداحة الجرم الذي ارتكبه، والأحداث المشابهة كثيرة جداً ومعروفة في الأوساط الشعرية والقضايا التي رفعها الشعراء الكبار على أنصاف الشعراء نتيجة سرقة إبداعهم ونسبه لأنفسهم كثيرة وتملأ ساحات القضاء، وربما كان أشهرها في وقتنا الحاضر تلك القضية التي أقامها الشاعر الكبير عبد الستار سليم ضد هشام الجخ بعد أن ألقى هشام بعض القصائد التي كتبها سليم بعنوان ديوان الواو في إحدى حفلاته ونسبها لنفسه وظلت القضية تتداول في الإعلام والقضاء حتى حكم فيها لصالح عبدالستار سليم.
الأدهى والأمر الآن تلك الكلمات التي تتداول على ألسنة بعض الذين يسمون أنفسهم مطربين وما أنزل الله بها من سلطان وتنفر منها الأذن وتخالف الذوق العام وكل واحد يدعى أنه هو المبدع الذي لم تلد مصر مثله وهي كلمات لا يسمعها سوى طائفة الحشاشين الذين لا يدرون معنى تلك الكلمات ولكن تجذبهم الموسيقى الصاخبة التي تصاحبها.
الوضع خطير وعلى المجلس الأعلى للثقافة أن يقف ضد هذه الهوجة التي حولت الشعر من إبداع إلى تجارة رخيصة.
