شريف عبد الفهيم  يكتب : ووصل الفساد إلى الحلقوم

الضربات التي تقوم بها الرقابة المالية في ضبط الاختلاسات والرشاوى والعمولات بدون وجه حق- حتى أن إحدى القضايا وصل فيها مبلغ الاختلاس إلى ملياري دولار- تؤكد أن هناك كمية من الفساد تضرب المصالح والهيئات الحكومية في مقتل ولو كان قد قيل قبل فترة إن الفساد وصل في مصر إلى الركب فإنه في الوقت الحالي قد وصل إلى الحلقوم.

فالأسبوع الماضي ضبطت الرقابة المالية قضيتي رشوة واختلاس بمجموع 8 ملايين جنيه، واحدة في البنك الزراعي فرع مدينة السويس، حيث استطاع بعض الموظفين التلاعب في أموال العملاء واختلاس حوالي ستة ملايين جنيه وهو ما استطاعت الرقابة المالية ضبطه وتحويل المتهمين للنيابة العامة.

والقضية الثانية في وزارة البترول حيث استطاع اثنان من الموظفين أن يحتالا في المناقصات والتوريدات وعمل صيانات وهمية واستخراج شيكات بقيمتها باسم زوجة أحدهما بمبالغ وصلت إلى 2 مليون جنيه.

وكانت الضربة الكبرى في قطاع الكهرباء حين ضبطت الرقابة المالية أكبر قضية فساد في مصر وتم إلقاء القبض على مجموعة من الفاسدين بينهم نجلا كاتب شهير، اختلسوا حوالي 2 مليار دولار تم تهريبها في حسابات خارج مصر.

ما تقوم به الرقابة المالية جهد مشكور تحمد عليه ولكن إذا كانت القاعدة تقول إن ما يتم ضبطه في أي نوع من القضايا لا يزيد على 5% من مجموع المخالفات فإننا بذلك نقف أمام كارثة حقيقية فمعنى هذا أن هناك قضايا فساد كثيرة لم يتم ضبطها ونحن لا نشك في قدرة الرقابة المالية على تتبع الفساد والمفسدين وتقديمهم للمحاكمة بجانب ما يبذله الجهاز المركزي للمحاسبات في ضبط الفاسدين والمخالفات المالية في هيئات الدولة المختلفة ولكن هل يكفي أن تقوم جهتان فقط بتتبع الفساد الذي وصل بحق إلى الحلقوم أم يجب أن تقوم كل هيئة بمتابعة موظفيها بشكل سري وتقديم تقارير عن كل موظف وملاحظة تغير حالته المادية في فترة عمله وهل هي تتناسب مع ما يتقاضاه أم أن هناك بوناً شاسعاً بين ما يدخل له وما يتم صرفه فعلا.

نتمنى أن تستطيع الجهات الرقابية تخليص البلاد من الفساد والفاسدين.