السيد عبد السميع يكتب .. العمق.. بالعمق

احتفلنا يوم الجمعة الماضى بذكرى حرب أكتوبر المجيد.. هذه الحرب التى مضى عليها 44  عاماً والحقيقة أنا من المحظوظين الذين خدموا فى القوات المسلحة أثناء نصر أكتوبر.. وكنت مجنداً وقضيت فى الخدمة ما يقرب من ستة أعوام.. أخى القارئ أنا متقدم فى العمر وعشت أياماً سعيدة كثيرة فى حياتى كما عشت أياماً حزينة أيضاً.. وأقسم بالله لا توجد عندى فرحة تضاهى فرحتى بيوم عبور قواتنا المسلحة قناة السويس على مدى عمرى وأن هذا اليوم رغم مرور هذه  السنوات الكثيرة إلا أننى أشعر أنه كان بالأمس.. هذا الحدث لايمكن أن يمحى من الذاكرة مدى الحياة.. بجانب هذا أعتبر أن الرئيس السادات قائد هذه الحرب ورئيس مصر حينها ليس رئيساً فقط ولكن  كنا نشعر أنه أباً لنا جميعاً.. حنوناً يشعر بنا وبآلامنا وأحلامنا وأمنياتنا أيضاً.. تعالى معى أخى القارئ نتذكر  بعض كلمات من خطابه الذى ألقاه بعد العبور العظيم والمعارك دائرة وكان هذا فى مجلس الأمة: (قواتنا العسكرية تتحدى قواتهم العسكرية.. وهاهى فى حرب طويلة ممتدة وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون.. وهاهم عمقهم معرض إذا تصوروا أن فى استطاعتهم تخويفنا بتهديد العمق العربى..  وربما أضيف لكى يسمعوا فى إسرائيل إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون.. إن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز (ظافر) موجودة الآن على قواعدها بإشارة واحدة تنطلق إلى أعماق الأعماق فى إسرائيل.. ولقد كان فى وسعنا منذ الدقيقة الأولى فى المعركة أن  نعطى هذه الإشارة ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما يقدرون على تحمل تباعاته.. لكننا ندرك مسئولية استعمال أنواع معينة من  السلاح ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها وإن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوما ومازلت أقوله (العين بالعين.. والسن بالسن.. والعمق بالعمق) رحمة الله عليك يازعيمنا وأدخلك فسيح جناته.. كنت فخراً لنا ولكل العرب.