شريف عبد الفهيم يكتب .. حلق حوش

لا أعرف لماذا ربطت بين الحكومة بعد القرارات التي اتخذتها من زيادة الضريبة على كروت شحن التليفون المحمول إلى 30% وزوجة النشال التي تصعد معه للأتوبيس لتحلق على الضحية وتلهيه في أي شيء وتغريه ليتشتت ذهنه فيسرع زوجها لينشل المحفظة ثم ما يلبثان أن ينزلا من الأتوبيس ليقتسما الغنيمة.

الحكومة تفعل معنا ذلك تماماً فهي في سبيلها لإنشاء وإطلاق الشبكة الرابعة للمحمول في مصر وهي ملك خالص لها أو ربما بنسبة كبيرة تمكنها من إدارتها ولأن الشبكة الرابعة الآن مستقبلها مهدد في ظل وجود الشبكات الثلاث على الساحة ورسوخ القاعدة العريضة لكل منها بين مستخدمي المحمول كان لابد من حركة إلهاء للزبائن تتبعها حركة إغراء ثم نشل المحفظة، وأعني هنا بحركة الإلهاء هي زيادة الضريبة على كروت الشحن ليتم خصم 30% من الرصيد، ثم تأتي حركة الإغراء بأن تعلن الشركة الجديدة أن كروت الشحن سوف تظل بنفس قيمتها فترة ستة أشهر كاملة بمناسبة انطلاق الشبكة الجديدة في الفضاء المصري وذلك كي يهرع المواطنون لشراء الخطوط الجديدة ليستفيدوا من الطعم الذي قدمته لهم الحكومة، وهنا تأتي اللعبة الأخيرة وهي أن تمد الحكومة يدها في جيوب الناس لتستولي على أكبر قطعة من التورتة وتحتفظ لنفسها بالفرخة التي تبيض ذهبا بعد أن يتجه أغلب مستخدمي المحمول لاستخدام الشبكة الجديدة للاستفادة من المميزات، وتخسر الشركات الثلاث نسبة كبيرة من عملائها سوف تذهب بالتأكيد إلى الشركة الجديدة التي هي ملك للحكومة ويصبح القرار الذي هللت له الشركات الثلاث هو أول مسمار دق في نعوشها في مصر وبدلا من أن تربح الأموال الطائلة التي منت نفسها بها في الوقت الحاضر تخسر »الجلد والسقط« نتيجة جريها وراء الوهم والإغراءات الكاذبة لتكتشف أنها وقعت ضحية للحكومة مثل المواطن المطحون وأن ما كانت تربحه ولو كان قليلا أصبح في مهب الريح وأخذته الحكومة منها بعد أن باعت لها التروماي.

ربما يعتقد البعض أن هناك أناسا لن يغيروا أرقامهم لأنها معهم منذ سنوات ولكن أظن أن إغراءات الحكومة لجذب العملاء للشبكة الجديدة سوف تكون سببا في اتجاه الكثيرين لتغيير أرقامهم وخاصة بعد أن تصبح الإشارة فيها هي الأقوى بين الشركات كلها.

برافو يا حكومة لعبتيها صح.