شريف عبد الفهيم يكتب: آخر فكرة .. محمود طارق ”الضابط الإنسان”

 

في الأسبوع الماضي وجدت نفسي في موقف لم أعتد عليه مطلقا فلقد انتقلت إلى المسكن الجديد منذ فترة بسيطة ولأن الموقع مازال جديدا فلم يتم تركيب عدادات الكهرباء إلى الآن ويتم التعامل مع الجميع بما يسمى الممارسة وهي دفع مبلغ معين كل شهرين للسماح باستخدام الكهرباء دون عمل محاضر بسرقة التيار، فعندما ذهبت إلى المنزل بعد انتهاء يوم العمل وجدت طلب حضور أمام النقيب محمود طارق رئيس وحدة مباحث الكهرباء بالجيزة.

توجهت في الموعد المحدد لي على طلب الحضور لأفاجأ بأن المحضر لم يأت إلى الإدارة حتى تاريخه ولأن وقتي لم يكن يسمح بأن أعود في يوم آخر طلبت من الموظف أن يجد لي حلا فقال لي "روح كلم محمود بيه وهو هيحل لك المشكلة" ولأن انطباعي عن بعض رجال الشرطة وخاصة الذين يكونون في موقع تقديم الخدمة للمواطنين بأنهم يتعاملون بعنجهية وتكبر مع الناس والدخول لديهم يحتاج إذنا من السيد العسكري الموكل بخدمة البيه الضابط انتابي الضيق لكني قررت الصعود لمقابلة النقيب محمود طارق رئيس الوحدة.

صعدت فوجدت الباب مفتوحا على مصراعيه، الغرفة ملأى بالمواطنين، رئيس الوحدة يجلس خلف مكتبه يستمع إلى سيدة مسنة في اهتمام، يذلل لها كل العقبات كي تخرج من عنده سعيدة، تقوم من مكانها ليستدعي مواطنا آخر يستمع إلى شكواه ويحاول أن يحل له مشكلته ولا يتركه حتى يتم الحل، مواطنة أخرى تشكو من أنها دفعت المبلغ لكنهم يطالبونها بدفعه مرة أخرى، فيهم أحد أمناء الشرطة بالحديث بطريقة فجة فيطلب منه النقيب محمود طارق ألا يتكلم حتى يفهم من السيدة أصل المشكلة.

جلست أتابع كل هذه الأحداث وأدعو الله أن يدخل غيري حتى أستمتع بهذه المواقف الإنسانية لهذا الضابط الذي لم أشاهد على مدار الـ25 سنة فترة عملي بالصحافة مثله ولا طريقة تعامله وعندما جاء الدور عليَّ وجدت أن ما اعتقدت أنه مشكلة أمام النقيب محمود طارق ما هو إلا زوبعة في فنجان استطاع بكلمة واحدة أن ينهيها.

نحن نحتاج مثل هذه النماذج في مواقع التعامل مع الجمهور حتى تعود الثقة بين الشرطة والشعب، فتحية للنقيب محمود طارق من القلب ويكفيه ما يسمعه يوميا من الدعوات له بالنجاح ممن يحل لهم مشاكلهم.