شريف عبدالفهيم يكتب: آخر فكرة .. رأفت الهجان 2

 

لطالما كانت حكايات المخابرات تجذب المؤلفين لتخليدها في أعمال سينمائية أو درامية لتظل تحكي بطولات المصريين، وكانت الأفلام في البداية تصور بطولات رجال المخابرات الذين يحبطون عمليات تجنيد الموساد لبعض الذين باعوا وطنهم مقابل حفنة من الأموال الحرام، ومع ظهور مسلسل دموع في عيون وقحة للمبدع صالح مرسي، بدأت حكايات المخابرات تأخذ شكلا آخر وبدأت ملفات الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم تظهر، وكانت المفاجأة الكبرى والقنبلة التي دوت في وجه إسرائيل عامة والموساد خاصة وهي حكاية رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان وكانت هذه القصة الباب الذي دخل منه المؤلفون ليصولوا ويجولوا في حكايات المصريين من واقع الملفات المصرية.

وفي رمضان الماضي عرض الجزء الأول من مسلسل الزيبق لكريم عبدالعزيز وشريف منير، والذي يحكي قصة شاب يتم تجنيده ليعمل مع المخابرات المصرية لكشف تنظيم جاسوسي يعمل ضد مصر، القصة في إطارها العام مكررة أو بمعنى أصح معادة بتفاصيل مختلفة، وشخصيات مختلفة، لكن ما لاحظته في المسلسل هو اللعب على تيمة رأفت الهجان، الشاب الوسيم ذي الدم الخفيف الذي تقع في حبه كل امرأة يقابلها، من ابنة الرجل المصري الذي يعمل سراً مع المخابرات ويستضيفه في منزله على أنه ابن صديق له كانت له عليه جمايل كثيرة وهو يحاول أن يردها، وتعجب الابنة به وتذهب إليه في غرفته لتقيم معه علاقة يرفضها جملة وتفصيلا، وحتى السيدة التي تدافع عن العرب في العلن وترأس مكتب الاستخبارات الإسرائيلي في السر.

كان يمكن لصناع المسلسل الهروب من المط والتطويل فيه بالبعد عن المتشابهات في مسلسل رأفت الهجان وخاصة أن الأخير كان يعيش في إسرائيل على أنه يهودي وأن تحبه امرأة يهودية فهو أمر عادي أما أن يكون معروفاً أنه مصري مسلم وتقع في حبه كل امرأة يقابلها فهو الأمر الذي لا يدخل الرأس.

أحداث المسلسل ساخنة في فترات منها بطيئة مملة في أغلبها بسبب محاولة إظهار بطل المسلسل كنسخة جديدة من رأفت الهجان ولكن بشكل عصري، وكان يمكنهم عمل مسلسل يقف جنبا إلى جنب الهجان في سجلات تاريخ البطولات المصرية.