الأموال
الجمعة، 29 مارس 2024 01:05 مـ
  • hdb
19 رمضان 1445
29 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

 أسامة أيوب يكتب: قرارات وزارية.. وليست مشروعاً قوميًا للنهوض بالتعليم

الأموال

 

إعلان الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم الأسبوع الماضي عن إطلاق ما أسماه «مشروع قومى للنهوض بالتعليم» لا يزيد في الحقيقة علي مجموعة قرارات تنظيمية متناثرة بل مرتجلة.. تُعبّر عن وجهة نظره الشخصية ورؤيته الذاتية لما يراه نهوضاً بالتعليم، ومن ثَمَ لا ينطبق عليها وصف مشروع قومى وفي نفس الوقت فإنها لا تنطوى علي مقومات واضحة وحقيقية لنهضة التعليم.

قد يكون لدي الوزير مشروع بالفعل يرتكز علي محاور وآليات وفلسفة جديدة متطورة لإدارة منظومة التعليم الفاشلة وإصلاحها ولكنه لم يطرحها بعد ولم يُعلن تفاصيلها حتى يُمكن مناقشتها وتقييمها، ولكن أن يعتبر أن تلك القرارات الخاصة بالتدريس والامتحانات والشهادات دون أن يتطرق إلى جوهر المنظومة والمناهج الدراسية وأساليب التدريس الحديثة.. بمثابة مشروع بل مشروع قومى، فإن ذلك يعنى أنه يدور في نفس الدائرة القديمة.

حتى لو كان لدي الوزير ما يمكن أن يُعد مشروعاً للنهوض بالتعليم، فإن ذلك المشروع يكون اجتهادًا شخصياً من جانبه وهو اجتهاد محمود ومقدّر لخبير مثله ومن ثم يبقي مشروعه وحده ولا يجوز أن يُوصف بـ«المشروع القومى».

< < <

إن مشروعاً قومياً حقيقياً للنهوض بالتعليم يتعين أن يُشارك فى إعداده وإٍقراره جميع الخبراء المختصين والمتخصصين في التعليم ومناهج الدراسة وكل المعنيين بالعملية التعليمية من أساتذة التربية ولا أبالغ إذا قُلت والمدرسين بل التلاميذ والطلاب أيضاً وذلك حتى يأتى المشروع بعد دراسات مستفيضة وعميقة ومتأنية دون تسرُع أو ارتجال وحتى يؤسس لنهضة تعليمية حقيقية.. لا بديل لمصر عن تحقيقها.

< < <

ثم إن كنا نُريد فعلاً تحقيق نهضة تعليمية فلا مفر من دراسة تجارب دول أخرى سبقتنا في إحداث النهضة وكيف انتقلت من مرحلة الفشل التعليمى إلي مرحلة النهوض ومن ثمَ التعرف علي التغيير الذي أحدثته في المناهج الدراسية وأساليب التدريس الحديثة المعتمدة علي البحث والفهم والتحليل والاستنباط بدلاً من الحفظ والتلقين.

< < <

ليس في نقل تجارب النجاح في تلك الدول ما يُعيب، ولعلنا نذكر أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس كيندى استشعرت خطرًا داهمًا عندما سبقها الاتحاد السوفيتى بالصعود إلي الفضاء مع إطلاق أول مركبة فضائية بقيادة (جاجارين)، ووقتها قال كيندى قولته الشهيرة «نحن أمة في خطر»، وكان السؤال لماذا سبق الروس الأمريكيين إلي الفضاء، وكانت الإجابة في كلمة واحدة هى التعليم خاصة في مناهج الرياضيات والفيزياء، وبعدها أعادت أمريكا النظر في مناهجها الدراسية وأجرت تغييراً كبيراً وتطويراً جذرياً لمنظومة التعليم لديها.

> > >

قراءة قرارات وزير التربية والتعليم تستدعى التساؤل: هل إلغاء شهادة الابتدائية واعتبار السنة السادسة سنة نقل عادية.. ينتقل بعدها التلميذ مباشرة إلي المرحلة الإعدادية من الركائز التي يرتكز عليها مشروع الوزير للنهوض بالتعليم مع ملاحظة تدني مستوى غالبية تلاميذ هذه المرحلة حتى مع حصولهم علي شهادة الابتدائية بعد امتحانات عامة إلي درجة انتقالهم للمرحلة الإعدادية دون قدرة علي القراءة والكتابة؟!

إن الوزير لم يُقدم تبريراً علمياً تعليمياً تربوياً نهضوياً لإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية، ومن ثَمَ فإن هذا القرار تكرار لما سبق من تجارب وقرارات عشوائية سواء بإلغاء السنة السادسة واعتبار السنة الخامسة نهاية المرحلة الابتدائية ثم العودة إليها مرة أخرى!!

ثم هل إلغاء امتحانات «الميدتيرم» في السنوات الدراسية يصب في منهج ومشروع النهوض بالتعليم، ثم أيضاً هل سوف تنتهى ظاهرة الدروس الخصوصية بمجرد أن يقرر سيادته ذلك وتكون مجموعات التقوية هى البديل؟!

< < <

لقد بدا الوزير في واقع الأمر غائباً عن الواقع المرير والحقيقي للمدارس والتدريس ومنظومة التعليم الفاشلة والمتوارثة، حتى بدا أنه جاء إلي منصبه من كوكب آخر! ومن ثم فإن قراراته الأخيرة والتي اعتبرها «المشروع القومى» للنهوض بالتعليم لا تعكس رؤية حقيقية واضحة المعالم لتحقيق هذا النهوض المرتجى.

< < <

إن مشروع الوزير (غير القومى) أو بالأحرى قراراته الأخيرة ليست سوى استمرار لمنهج التجريب والفك والتركيب في منظومة التعليم المهترئة وعلي نحو عشوائى مستمر منذ أكثر من عشرين سنة قضت بدعوى إصلاح التعليم تارة والنهوض بالتعليم تارة أخرى، ولعلنا نذكر في هذا السياق تجارب وقرارات وزير التعليم الأسبق حسين كامل بهاء الدين سواء بتقسيم شهادة الثانوية العامة إلي سنتين دراسيتين بدلا من سنة احدة وهو الأمر الذى ضاعف من مشكلة الدروس الخصوصية، ثم قراره واختراعه ما أسماه بـ«التحسين» أى السماح بدخول الطالب الناجح الامتحان مرة أخرى لتحسين مجموعه، وهو النظام الشاذ الذي ألغاه الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء وقتها بل بالأحرى أجبر الوزير علي إلغائه إذ كان متصفاً بالعناد والمكايدة مستنداً ومستقوياً بصلته بحرم الرئيس الأسبق.

< < <

إن النهوض بالتعليم في مصر يستوجب بالفعل مشروعاً قومياً حقيقياً لإصلاح منظومة التعليم إصلاحاً شاملاً وجذرياً، ومن ثم لا يحق للوزير أى وزير سواء الحالي أو من سيأتى بعده أن يحتكر إعداده وإقراره وفرضه علي المجتمع كله، إذ إنه سوف يكون مرتبطاً بشخص الوزير وسرعان ما يتغير مع تغير الوزير.

< < <

إن القرارات المتسرعة والرؤى الشخصية والإجراءات العشوائية المرتجلة لن تحقق النهضة التعليمية، بل إن هذه النهضة تتحقق بإصلاح المنظومة كلها إصلاحاً جذرياً في إطار استراتيجية علمية وفلسفة ثابتة ودائمة لا تتغير كلما جاء وزير جديد.. ليبدأ من جديد!

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE