شريف عبد الفهيم يكتب : النيل يرجع لنا

في فترة من فترات انتشار الفساد في مصر تحول كورنيش النيل في مصر كلها وليس القاهرة فقط إلى مشروعات استثمارية وسياحية بتواطؤ بين مسئولين ومحافظين وبين رجال أعمال أخذوا جانبي النيل بلا مقابل ليدر عليهم أموالا طائلة، واختفى النيل من أعين المصريين تماما ولكي يحظى برؤية النيل عليه أن يدفع مبلغا يرهق ميزانية شهر كامل.

حقا حاول الكثير من المسئولين الشرفاء إعادة النيل إلى المصريين بعمل بعض المماشي على الكورنيش لكنها سرعان ما كان يحتلها بعض الباعة الجائلين الذين يجبرون رواد تلك الأماكن على دفع المعلوم أو الرخامة على الناس حتى لا يكون لهم مفر من دفع المعلوم.

ولكن في الفترة الأخيرة بدأت بعض المحليات في إزالة كل الإشغالات التي حجبت رؤية النيل عن أعين المصريين، ففي الأسبوع الماضي مررت في المسافة بين كوبري إمبابة وكوبري 15 مايو واكتشفت أن محافظة القاهرة أقامت ممشى آدمياً يليق بالمواطن المصري المطحون الذي لا يملك ثمن إجازة يقضيها على سواحل مصر التي أصبحت هي أيضا للأغنياء، وصال للمصريين متنفس على نيلهم يستطيعون أن يقضوا فيه وقتا يخرجهم من الضغوط الحياتية التي تراكمت على أكتافهم في السنوات الأخيرة والتي أكلت منهم وشربت وخاصة الفترة الأخيرة التي ارتفعت فيها الأسعار إلى أرقام خيالية ولم يعد بمقدور أي أب أن يوفي التزامات أبنائه بما يحفظ له كرامته أمامهم.

*****

سيادة محافظ الجيزة منذ عدة سنوات تم افتتاح حديقة الجيزة بأرض مطار إمبابة وكان رسم دخلو الحديقة جنيهين للفرد، واستبشر سكان المنطقة خيرا أنهم قد أصبح لهم متنفس أخضر يقضون فيه بعض الوقت، إلا أنه سرعان ما انقلب الحلم إلى كابوس بعد أن رفعت المحافظة رسم الدخول من جنيهين إلى عشرة جنيهات مرة واحدة أي خمسة أضعاف وبدلا من أن يدفع أب لديه زوجة وثلاثة أبناء عشرة جنيهات للدخول وجد نفسه أما أن يدفع خمسين جنيها مرة واحدة وهو ما أصاب أناسا كثيرين بالعجز عن دخول الحديقة.

نرجو من سيادكم إعادة النظر في هذا القرار حتى يستطيع الغلابة التنزه كباقي خلق الله.