أبوطالب يكتب : خلاصة زبد الكلام ... فى نقد أعمال مجالس نقابات المحامين الكرام

وابتداءً فإنه إذا كان استهلال المقال ؛ يقتضى ما أعنيه من الأعمال ؛ فسأفسح لنفسى فى شأنها المجال ؛ مبدياً إستغرابى مما نشره وكيل مجلس نقابة محاميّ شمال القاهرة / نادر نورى ؛ فاهتز له كيانى وشعورى ، فلقد أتهم سيادته نقابة محاميّ القاهرة الجديدة وأيما اتهام ؟ ... فلقد أتهمها بتزوير الأختام ، وإذا كان قد حدث فهل يصح نشره على وسائل الإعلام ؟ .

ثم إذ بالنقيب / أشرف ذكى ( نقيب محاميّ القاهرة الجديدة ) ؛ يرد على هذه الاتهامات بلهجة شديدة ، فلقد قدم للنائب العام ؛ بلاغاً ينفى فيه هذا الكلام ؛ ويكيل للأستاذ / نادر نورى اتهاماً تلو اتهام .

وعلى أثر هذه الأمور ؛ تدخل نقيب المحامين / سامح عاشور ؛ فزاد الأمر سخونة بأن حال نادر نورى للتحقيق ؛ من دون بحث أو تدقيق ، وكان أولى به أن يحقق الأمر برمته ؛ ليستوضحه ويستجلى حقيقته ؛ فيكلف من تكون مهمته ؛ تقصى الحقيقة ، ووضع صورة للأمر دقيقة ، بسماع جميع الأقوال ؛ لينظر من بعد ذلك ما يكون إليه المآل .

ثم إذ بنقيب محاميّ شمال القاهرة / هشام زين ؛ يقضى الأمر عنهم قضاء الدين ، وينفى جماع ما تقدم ذكره ؛ فى بيان عن نقابة شمال تم نشره ، يقول أن نادر نورى لم يحال للتحقيق ؛ وأن سامح عاشور لم يبد تعليق ، وأن بلاغ أشرف ذكى لم يبارح مكتب النائب العام ؛ وأن الأمر برمته محض كلام فى كلام ؛ ونبه بعدم الخوض فيه من قبل العوام .

وإنى لأعجب لتلك الأمور جميعها ؛ فكيف ينشر مسئولى النقابة أمام الناس غسيلها ، ويتبادلون الاتهامات على الملأ ؛ وكأن كلً منهم هدهد قد جاء من سبأ ؛ ليملىّ على المحامين نبأ تلو نبأ ، فهذا يتهم بالتزوير ؛ وذاك يرد ببلاغ خطير ؛ وبين هذا وذاك من ينفى الأمر ويبادر المحامين بالتحذير .

كيف يا سادة وأنتم ملاذ المحامى وعزوته ؛ تأخذ كل منكم العزة بنقابته ، لقد علمتمونا أن للتحقيق غرفة تنشر عنها النتائج والقرارات ؛ وما ينتهى إليه التحقيقات ؛ وليست ساحة لتبادل الاتهامات .

وأما فى شأن اللجوء للنائب العام ؛ فأننى أذكر نفسى وإياكم أن لكل مقال مقام ؛ وأنه ما كان لنا أن نلقى إليه بمثل هذا الكلام ، فلكل بيت خصوصيته ؛ ولبيتنا حرمة يجب أن تبقى محمية .

وأنى لا أبرئ نفسى من هذا النقد ؛ فأنى أعلم أخطائى وأعدها عد ، فلقد كنت يوماً عضواً بمجلس النقابة ؛ وكان خلافى مع بعض أعضاؤها خلاف الإبهام والسبابة ، وكنت أنشر هذه الخلافات ؛ على المواقع والصفحات ، ولكنى أقول أن هذا خطأ ما كان لأساتذتى أن يقعوا فيه ؛ فهم أولى أن يفهموا من كلامى ما أقصده وأعنيه ؛ وأن يتبع كلاً منهم ما يقرره عليه ضميره ويمليه .

وأما أن ندخل فى دوامة الصراعات ؛ وأن نتبادل الاتهامات ؛ وأن نسعى إلى فتح مزيد من التحقيقات ؛ وأن نشر كل هذا على الصفحات ؛ فأنى أبشركم بأن كل ما هو سئ آت .

فالأمور تعالج بالحكمة ؛ حتى لا نستجلب النقمة ، لينال المخطئ عقاب ؛ ولنلتمس لرفعة هذه النقابة الأسباب ؛ وهذا مقالى إليكم فإنه لكل أجل كتاب ؛ ولكل غيبة إياب .

عاشت مصر ... عاشت نقابة المحامين حرة آبية بإرادة أبنائها .