حسين عثمان يكتب : الكوتشينج
شاركت لتوي في فعاليات ملتقى الخليج الأول للكوتشينج، والذي أقيم على مدار يومين بالعاصمة البحرينية المنامة، الكوتشينج الآن هو ثاني أسرع المهن نمواً في العالم بعد تكنولوجيا المعلومات، وبالرغم من تسليط الضوء مؤخراً على الكوتشينج الشخصي وكوتشينج الأعمال وكأنهما ظاهرتان جديدتان، إلا أن واقع الأمر أنهما لعبا دوراً كبيراً على مدى سنوات طويلة في تطوير الأعمال التجارية، حتى أن صناعة الكوتشينج أصبحت الآن تقدر بمليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، كلنا يعلم أن التدريب أداة مهمة لتطوير قدرات الأفراد والمؤسسات على حد سواء، ولكنها أصبحت الآن أداة قديمة نسبياً، ونستطيع أن نقول ببداية انحسارها، بعد أن صار الكوتشينج هو لغة العصر.
ما هو الكوتشينج؟.. كورلي مارتين، مؤلف كتاب The Life Coaching Handout، أو البيان في تطوير الحياة، وهو أحد أكثر الكتب مبيعاً، يعرف الكوتشينج ببساطة بأنه عملية سد الفجوة بين التفكير والفعل، أما الباحث والكوتش هاني باحويرث، فيرى الكوتشينج حواراً تعاونياً، ومنهجاً يعمل على تسهيل عمليات التغيير والتكيف والتعامل معه، فقد أصبح الكوتشينج الآن، أهم وأبرز الأدوات التي تستخدم عالمياً للنهوض بالمؤسسات في مختلف القطاعات، وكذلك تطوير قدرات الأفراد في التعامل مع الحياة مهنياً وإنسانياً، وهو ما استدعى الآن ضرورة تسليط الأضواء عليه كأداة فعالة في مختلف جوانب الحياة، وفي العمل المؤسسي بدوائره الحكومية والخاصة وحتى التطوعية منها.
من يحتاج الكوتشينج؟.. يحتاجه بمعنى ضرورة الإلمام به، تمهيداً لاستخدامه كأداة فعالة لتطوير قدرات الأفراد والمؤسسات كما أوضحنا، الكوتشينج يحتاجه أصحاب ورواد الأعمال، وشاغلو المواقع القيادية في كافة المؤسسات العامة والخاصة، وفي المقدمة منهم مدراء الموارد البشرية ومدراء التدريب والتطوير، هؤلاء الذين يتقدمون فرق العمل على إدارة التغيير في المؤسسات، يحتاجه أيضاً العاملون في حقل التربية والتعليم، بما يقومون به من دور مهم ومؤثر في اكتشاف وتفعيل وتوجيه قدرات ومواهب الأجيال الجديدة، كما يحتاج الكوتشينج الأفراد الراغبين في التميز الشخصي أو المؤسسي أو كليهما.
ملتقى الخليج الأول للكوتشينج بالمنامة، استعرض على مدار اليومين، تعريف الكوتشينج، الفرق بين الكوتشينج وممارسات التدريب الأخرى، أنواع الكوتشينج وتصنيفاته، أشهر نماذج الكوتشينج على مستوى العالم، السمات والمهارات الواجب توافرها في الكوتش الناجح، أثر الكوتشينج في حياة الفرد، دور المدير ككوتش خلال ساعات العمل، دور الكوتشينج في التغيير المؤسسي، الوعي في استخدام الكوتشينج، وأخيراً مستقبل الكوتشينج في العالم العربي.. جميعنا يحتاج الكوتشينج في حياته الشخصية والمهنية.
