شريف عبدالفهيم يكتب .. كوبري إمبابة يزدهر

كنت قد كتبت منذ فترة عدة مقالات وضحت فيها الإهمال الذي يعانيه كوبري إمبابة سواء من جهة الصيانة باعتباره أثراً من ضمن الآثار المصرية لمرور أكثر من 130 سنة على إنشائه، كأول كوبري معدني يربط بين ضفتي النيل في مصر، أو من جهة عدم العناية الأمنية به باعتباره الشريان الحيوي الذي يربط الوجهين البحري والقبلي بمرور خط السكة الحديد عليه، فلا يذهب قطار من الإسكندرية متجهاً إلى الصعيد إلا ولابد أن يمر على كوبري إمبابة والعكس، ولهذا فهو له أهمية كبرى في الربط بين شطري الوادي في مصر.

 ومنذ فترة لاحظت بداية أعمال صيانة في كوبري إمبابة من تجليخ حديد الكوبري الذي علاه الصدأ في أماكن كثيرة منه أو دهان الكوبري ونظافته، ثم بعد ذلك انتهت أعمال الصيانة بعد دهان الكوبري باللون الزهري وهو لون لا أظن أنه يتناسب مع منشأة أثرية مثل كوبري إمبابة، وكان يكفي تجليخ الكوبري وإظهار اللون البرونزي الجميل لحديد الكوبري مع دهانه بالورنيش ليحفظه من زحف الصدأ عليه وفي نفس الوقت يكون الكوبري قد احتفظ بلونه الأصلي.

لكن الأهم من كل هذا هو أنه مازال الإهمال الأمنى كما هو على الكوبري بالإضافة إلى عدم سفلتة الطريق المخصص لسير السيارات فيه وهو ما يؤدي إلى سير السيارات على الكوبري ببطء شديد وتكدس السيارات عليه وهو ما يعد خطراً على جسم الكوبري، خاصة إذا ما قرر أحد جهابذة السائقين وخصوصا سائقي التكاتك اختصار المسافة والسير عكس الاتجاه في الكوبري الذي لا يحتمل سوى سير سيارة واحدة فقط في كل اتجاه فتحدث الأزمة الكبرى عليه.

لذلك أطالب إدارة المرور أن تضع على كل اتجاه من اتجاهات الكوبري رجل مرور ينظم السير عليه ولا يترك موقع تحت أي ظرف إلا ويتسلمه زميل له، كما أطالب الجهات الأمنية بتأمين جسد الكبري من العبث به تحت أي مسمى ومن أي جهة حتى لا تحدث الكارثة ثم نبكي على اللبن المسكوب.

كوبري إمبابة من وجهة نظري أهم كوبري يمر فوق صفحة النيل، لأنه الوحيد الذي تمر عليه قضبان السكة الحديد في القاهرة وأي شيء يصيبه سيؤدي إلى شلل في مرفق السكة الحديد كله فرجاء التنبه والاهتمام به أكثر من هذا.