شريف عبدالفهيم يكتب: آخر فكرة .. مهرجان القاهرة السينمائي

 

 

افتتحت منذ أيام قليلة الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في ثوبه الجديد، فبعد أن كنت قد فقدت الأمل في فنانينا الذين هجروا المهرجان الأول في مصر والمنطقة العربية كلها لمهرجانات أخرى تتحدث بالدرهم والدينار عاد الفنانون مرة أخرى إلى المهرجان الذي واجه في السنوات الماضية تحديات كبيرة من الداخل والخارج وكأن الجميع قد اتفق عليه لإسقاطه، فهجره الفنانون وأصبح الحضور يقتصر على نجوم الصف الثاني بل والثالث واتجه نجوم الصف الأول إلى مهرجانات الخليج، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إهمال الدولة للمهرجان ورفع يدها عنه تماما فلم تقم في السنوات الأخيرة بدعوة نجوم بارزين من نجوم هوليوود مثلما كان يفعل الراحل سعد الدين وهبة وبعده النجم حسين فهمي حينما وجها الدعوة لنجوم عالميين مما سلط الأضواء على المهرجان ولكن لأن دعوة النجوم العالميين تحتاج ميزانية كبيرة لم توفرها الدولة للمهرجان وهو ما أعطى الفرصة لمهرجانات ناشئة أن تسحب البساط من المهرجان الأول في الشرق الأوسط في محاولة لسحب الريادة ولفت الأنظار إلى هذه المهرجانات وللأسف انساق فنانونا وممثلونا وراء المادة ونسوا أن مهرجان بلدهم أولى بالدعم من أي مهرجان آخر حتى لو كان المقابل المادي كبيراً.

لكن يبدو أن الفنانين أدركوا أخيرا أن لا كرامة لأحد خارج وطنه وربما ما فعله رجل الأعمال نجيب ساويرس عندما أنشأ مهرجان الجونة السينمائي وجعله وجهة جيدة للكثير من الفنانين ولا أريد أن أقول إنه جعلهم يكتفون بما أخذوه لحضور مهرجان الجونة بدلا من السفر لحضور مهرجانات خارجية جعل نسبة الحضور هذا العام ومنذ فترة ليست بالقصيرة عالية وجيدة، كما كان قرار تقديم موعد المهرجان ليبتعد عن موعد افتتاح مهرجانات أخرى ولا يتعارض معها، سببا آخر من أسباب إقبال بعض نجوم الصف الأول الذين أدمنوا الذهاب إلى هذه المهرجانات وترك مهرجان القاهرة.

من العيب أن يكون أهم مهرجان في مصر بل وفي منطقتنا العربية كلها مهجورا من أبنائه الساعين وراء المال أولا دون النظر إلى هيبة الدولة وهيبة مصر.

من رأيي مثلما عاقبنا شيرين عبدالوهاب لأنها أخطأت في حق مصر خارج مصر فيجب معاقبة أي فنان يتعمد إهانة مصر بعدم حضور مهرجان القاهرة وحضور أي مهرجان آخر خارج مصر.