الأموال
السبت، 20 أبريل 2024 12:20 مـ
  • hdb
11 شوال 1445
20 أبريل 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

ON Trend

عمرو خفاجى يكتب: بين فوزين

عمرو خفاجى
عمرو خفاجى

حسنـًا فعلت حملة المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى بتوجيهها الشكر للمرشح المنافس حمدين صباحى، فى رسالة حملت الكثير من التقدير والاحترام، وفى تقديرى إن ذلك بداية أكثر من ممتازة للحفاظ على الفوز الذى حققه السيسى، والذى يجب أن يتبعه برسائل مماثلة لكل الذين قاطعوا الانتخابات والذين أبطلوا أصواتهم والذين منحوا أصواتهم لمنافسه، وهذه مسئوليته ودوره ووظيفته، ولا نحتاج لكثير من الجهد لفهم الفوز الذى بدده محمد مرسى فى انتخابات ٢٠١٢، حيث كان فوزه صعبا من الأساس، فبدأ المشوار بالعراك مع منافسه والذى حصل تقريبا على أصوات تقترب من التى حصل عليها، رغم أن المنافس الفريق أحمد شفيق بادر بتهنئته، فكان رد مرسى وجماعته الإصرار على محاكمته فى جرائم فرعية غير رئيسية أو يقينية، أو تكشف عن فساد فاضح، (حصل على البراءة بعد ذلك فى معظم هذه القضايا) وأنا هنا لست بصدد تقييم للفريق أحمد شفيق، وإنما بصدد تقييم حجم مؤيديه، والذين خسرهم مرسى قبل أن يؤدى اليمين القانونية، فبات ليلته الأولى فائزا ومعاديا لنصف الشعب، ومع صباح اليوم التالى كان قد قرر مواجهة مؤسسة مهمة وكبيرة هى المحكمة الدستورية الذى رفض فى البداية أداء اليمين أمامها، وحتى حينما قبل بذلك رفض أن ينقل التليفزيون أداء اليمين أمامهم، فى إهانة مباشرة لأعضاء أعلى محكمة فى البلاد، وقبل أن يكمل المائة يوم الأولى كان قد ناصب العداء للقوات المسلحة ولقوى الثورة التى صوتت له، فبات محاصرا وسط جماعته، فاقدا لكل التحالفات الممكنة وغير الممكنة، مبددا فوزه الصعب باستهتار عجيب وغريب، لا يمكن تصديقه حتى الآن.

فكرة عقاب غير المؤيدين، فكرة تنم عن جهل سياسى، وعدم وعى بالمسئولية التى تنشأ لكل فائز بانتخابات، وربما يذكر جيلى الجملة التاريخية الشهيرة للرئيس الراحل أنور السادات بعد الاستفتاء عليه فى أكتوبر ١٩٧٠، والتى يؤكد فيها أنه سيبدأ العمل على الفور « من أجل الذين قالوا لا قبل الذين قالوا نعم » وبغض النظر عما فعله السادات بعد ذلك، فإن ما قاله تحديدا هو جوهر مسئولية الرئيس، لا يعمل أو يتعامل فقط مع داعميه ومؤيديه، بل عليه أن يعرف أنه مسئول عن الجميع، وغالبا هذا لم يفهمه مرسى وجماعته، كما أنه لم يفهم معنى التحالف، والذى هو ليس أبدا التآمر، بالرغم من أن تحالفات الجماعة لحظة فوز مرسى كانت واضحة وإجبارية خاصة شباب الثورة وقوى اليسار التقليدية، والذين جمعهم تعبير « عاصرى الليمون »، وأيضا كان الذين كانوا معارضين لما قبل ٢٥ يناير، إلى جانب كل حركات الإسلام السياسى، وهم الذين وقفوا وراء فوزه فعلا، قولا وعملا، على العكس تماما من السيسى، الذى لا يجد سوى معارضين، دون وجود حلفاء منظمين، صحيح أنه لديه ظهير شعبى واسع، لكن كل القوى المنظمة، تقف ضده، أو فى أحسن الأحوال لا تسانده، ويبقى معه فقط، أحزاب وحركات هشة لا نعرف متى ولماذا تكونت، وما هو حجمها، وماذا ترغب من المشاركة فى الحياة السياسية، طبعا باستثناء الحزب الوطنى الذى مازال موقفه ملتبسا حتى الآن.

إن الفوز الذى حققه السيسى، يختلف كلية عن الفوز الذى حققه مرسى، فوز منحاز لغالبية أبناء الشعب، ويحترم مؤسسات الدولة ويعرف قدرها ودورها وأهميتها، ولا يبقى سوى أن يعمل للذين وقفوا ضده وعارضوه، وأكرر هنا، إن هذه مسئوليته ودوره ووظيفته، على الأقل من ناحية المبادرة، وتهيئة الأجواء، وكان ذلك تحديدا من أخطاء فوز مرسى وجماعته، التى كانت تستعجل الصراع مع معارضيها من أجل القضاء عليهم، قبل أن يفكر مرسى أو تفكر الجماعة ولو للحظة فى تأثير ذلك على تأسيس نظام الحكم الوليد، وكان من المذهل حقا أن الفرقة الناجية الوحيدة من غضب الجماعة ورفضها، كانت فرقة رجال الأعمال الذين احتضنهم مرسى منذ رحلته الأولى الخارجية للصين، حيث حملت الطائرة نفس رجال أعمال مبارك، وهو ما يجب أن يفهمه ويفرزه فوز السيسى، فليس بالحديث عن الفقراء ننحاز لهم، وليس بلعن رجال الأعمال، يعنى الوقوف ضد جشعهم وفسادهم، الحكاية أكبر بكثير.. والحلال بيّن والحرام بيّن.

مصر للطيران
حملة المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى المرشح المنافس حمدين صباحى

آخر الأخبار

بنك الاسكان
NBE