شريف عبدالفهيم يكتب : الوقت من ذهب

في كل مناسبة يقف فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي خطيباً للشعب يحثهم دائما على العمل وعدم ضياع  الوقت فيما لا يفيد، واستثمار كل دقيقة في العمل والإنتاج والمصريون يطيعون رئيسهم ويجتهدون في هزيمة الوقت الذي كان في السابق هو العائق أمام الإنتاج والتنمية فصار على يد الرئيس السيسي عجينة طيّعة لينة، وأصبح المشروع الذي يحتاج إلى 3 سنوات ينفذ في سنة واحدة بسواعد الرجال وتوجيهات رئيسهم.

لكن.. ودائما ما تأتي لكن تلك بكارثة خلفها.. أقول لكن هناك مسئولون لا يعطون للوقت أي أهمية ولا يفرق معهم أن تضيع دقيقة أو ساعة أو حتى سنة الهم راحتهم هم.

ومناسبة هذا الكلام عندما كنت في طريقي لألحق ابنتي قبل أن تخرج من المدرسة حتى أذهب بها إلى جلسة العلاج الطبيعي، فإذا بالطريق عند مستشفى هيئة الشرطة وقد أوقف الطريق تماماً، ولمن لا يعرف المنطقة لا يوجد أي فتحات للدوران للخلف في هذه المنطقة إلا فتحة واحدة أمام المستشفى يدخل  ويخرج منها عربات السادة الضباط الأطباء وسيارات الإسعاف، وأنا لا أعترض على أن يتم إيقاف السير لمدة مرور السيارة التي تنتظر أن تعبر أما أن يوقف الطريق في انتظار أن يأتي الباشا حتى ولو كان وزير الداخلية ليدخل إلى المستشفى دون اعتبار المدة التي سوف تتوقف فيها السيارات أو الحالات الحرجة التي في حاجة إلى دقيقة من الزمان لإنقاذها من هلاك محتم فإذا بها تقف  أكثر من 20 دقيقة في انتظار حضور الباشا.

والآن، كم من الوقت ضاع بسبب مسئول يمشي في الشارع فيتم إيقاف الجميع انتظاراً لكي يمر، لا نقول 20 دقيقة فقط بل نقول 20 دقيقة من كل شخص تعطل عن العمل أو عن الذهاب إلى مقر عمله.

وبحسبة بسيطة لو افترضنا أن الـ20 دقيقة جعلت 100 سيارة تتوقف منها أوتوبيسات وميكروباصات وتاكسي وملاكي أي أن العدد لا يقل عن 500 فرد كحد أدنى، مضروباً في العشرين دقيقة يكون الناتج 10 آلاف دقيقة أي حوالي 167 ساعة ضاعت لمجرد أن الباشا سوف يدخل المستشفى.

يا سادة يجب إصلاح الفاسد في مفاصل الدولة المختلفة حتى نصل إلى المبتغى الذي يريده الرئيس لمصر، فالوقت من ذهب.