شريف عبدالفهيم يكتب : هل نجح النظام؟
مازال طلاب الصف الأول الثانوي- حتى كتابة هذه السطور- يعيشون وهم النظام الجديد للثانوية العامة، الذي اخترعه جهابذة التعليم في مصر ووضعوا فيه كل عصارة فكرهم، ولأن النظام وضع على نار حامية فكان نضجه غير مكتمل ولذلك حاول الجهابذة أن يصلحوا ما أفسده التعجل في الطبخة.
فعند الإعلان عن النظام الجديد أعلن الوزير أن درجات الثانوية العامة سوف تقسم على السنوات الثلاث، وسوف يكون الامتحان بنظام البوكليت وسوف يوزع على الطلاب تابلت ليكون عليه المناهج ويتم امتحان الطلاب به.. وتأخر تسليم التابلت فكان القرار الثاني، درجات الصف الأول لن تضاف إلى مجموع الثانوية العامة والعام سوف يكون تجريبياً لكن سيطبق فيه النجاح والرسوب.
وظهر التخبط والبلبلة بين الطلاب والثورة بين أولياء الأمور فكان القرار بأن تكون امتحانات نصف العام تجريبية على النظام بدون درجات أو نجاح ورسوب والاكتفاء بامتحانات آخر العام، وجاءن الطامة الكبرى بتسريب الامتحانات وإجاباتها النموذجية لتكون بين يدي الطلاب قبل موعد الامتحان بأيام وإقرار أن تكون الامتحانات بنظام «الأوبن بوك»، أو الكتاب المفتوح وألا يمتحن الطلاب في المواد التي درسوها في الفصل الدراسي الأول في امتحانات آخر العام ليكون كل مجهود الطلاب في المذاكرة والدروس الخصوصية طوال الفصل قد ضاع هباء وهو ما علقت عليه ابنتي عندما قالت لي «يعني أصحى الصبح بدري وألبس وأنزل أتشعبط في المواصلات علشان أروح انقل الكلام اللي أنا نقلته في الكتاب في ورقة الأسئلة وأرجع تاني».
يا سيدي الوزير أبناؤنا ليسوا فئران تجارب ونحن لا نمانع في التطوير إذا كان مبنياً على أسس علمي ودراسات مستفيضة وعقول مستنير وبعد أن يتم دراسة كل النتائج وتداعياتها لا أن تتم الدراسة أثناء العام الدراسي لتخرج علينا كل فترة بقرار جديد يمحو القرار القديم ويلقي به إلى «مفرمة البيبان» حتى لا يكون له أثر مرة أخرى.
ربما يكون النظام جيداً إذا ما تمت دراسته بشكل تام وكامل ومستفيض لا أن نكون مثل فريق الكرة الذي ينزل الملعب دون أن يقول له مدربه ماذا يفعل معتمداً على أنه سوف يضع الخطة أثناء المباراة حسب لعب الفريق المنافس.
ارحمونا يرحمكم الله.
