الأموال
الخميس، 28 مارس 2024 11:06 صـ
  • hdb
18 رمضان 1445
28 مارس 2024
بنك القاهرة
CIB
الأموال

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرماجد علي

كُتاب الأموال

 أسامة أيوب يكتب :المشهد العربى في وداع 2018 واستقبال 2019

الأموال

في توديع سنة 2018 التي توشك أن تنقضى بعد ساعات، وحيث تترقب الإنسانية كلها فوق كوكب الأرض استقبال السنة الجديدة (2019)، فإن الشعوب العربية تبدو الأشد ترقبًا لحلول السنة الجديدة.. أملا ورجاء في زوال الغُمة عن الأمة، إذ كانت المنطقة العربية طوال السنة المنقضية أكبر مناطق العالم اشتعالا وحروبا ودمارًا وكوارث إنسانية، وعلى النحو الذى خيمت معه أجواء البؤس واليأس على المشهد العربى كله وعلى نحو غير مسبوق في العصر الحديث.

وبين اليأس والرجاء يأتى وداع سنة كانت بحق من أسوأ سنين العرب واستقبال سنة جديدة.. يُرتجى أن تشهد نهاية للحروب والصراعات وعودة ملايين اللاجئين والمشردين لأوطانهم واستعادة الاستقرار والسلام ومن ثم استعادة الدول التي سقطت أو كادت، لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار.

< < <

الحقيقة هى أن ما شهدته وتشهده المنطقة العربية.. في مشرقها ومغربها وجنوبها.. في سوريا وليبيا واليمن علي وجه الخصوص من حروب وصراعات وأزمات ليس وليد السنة المنقضية وحدها فقط ولكن قبلها بسنوات، ولكن الحقيقة أيضًا أنها بلغت ذروتها وازدادت تعقيدًا وتزايد اليأس من إيقافها خلال تلك السنة، حيث اشتدت حدة الاحتراب الأهلي والطائفى والمذهبي والعرقى سواء بين فرقاء الشعب الواحد وسط تدخلات أطراف وقوى دولية وإقليمية، أو في مواجهة مع التنظيمات والجماعات الإرهابية (داعش وأخواتها).

ومع الأمل والرجاء اللذين تتعلق بهما قلوب الشعوب العربية في أن تضع كل تلك الصراعات والحروب أوزارها حتى يستعيد كل شعب من شعوب تلك الدول المنكوبة دولته واستقرارها وأمنها، إلا أنه بمتابعة المشهد المأساوى وبقراءة الخرائط الممزقة والموزعة بين الأنظمة وفصائل المعارضة والتنظيمات الإرهابية، فإن الأمل يبتعد والرجاء يتبدّد لأسباب واعتبارات تتعدّد.

< < <

وسط هذا المشهد العربي المأساوى، فإن الأزمة السورية تبدو الأكثر تعقيدًا بفعل تعدّد اللاعبين والمتورطين على المسرح السياسى والعسكرى.. محليًا وإقليميًا ودوليًا، ثم بحكم الفسيفساء السياسى والمذهبى والطائفى والعرقى (النظام والمعارضة والسُنَّة والشيعة والأكراد) والذى كان من شأنه تعدّد الولاءات وتباين وتعارض المصالح والأهداف وتعقدها وتمدّدها بين أطراف عربية (خليجية سعودية) وإقليمية (إيرانية وتركية) ودولية (روسية وأمريكية وفرنسية).

وفي سياق هذا التعقيد الذي تتسم به الأزمة السورية فإنه يتعين عدم إغفال أحد الأطراف الفاعلة متمثلا في الجماعات والتنظيمات الإرهابية (داعش وغيرها) والتي لاتزال رغم كل الضربات العسكرية.. الأرضية والجوية التي تلقتها حاضرة على الأرض بقوة نسبية لا يُستهان بها حتي الآن ولم يتم القضاء عليها كما يزعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بل إن خطرها مازال قائما.

< < <

لذا فإن الأزمة السورية ورغم كل التحركات والمساعى الأممية والأوروبية والإقليمية لاتزال بل من المرجح أن تظل تراوح مكانها وبمنأى عن حل قريبا مع استمرار تعقدها واستعصائها علي الحل.. عسكريا أو سياسيا، خاصة بعد قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية بزعم انتهاء مهمتها في القضاء علي «داعش»، وهو القرار الذى قوبل باحتجاجات واعتراضات كبيرة من المؤسسة الأمريكية، سواء من الكونجرس أو وزير الدفاع الذى استقال من منصبه، في نفس الوقت الذى قوبل فيه باحتجاج فرنسى شديد اللهجة حسبما جاء علي لسان الرئيس ماكرون.

ومع ملاحظة أن اعتراض الكونجرس ووزير الدفاع ماتيس والنخب السياسية لا يرجع لأسباب تتعلق بالأزمة السورية بقدر ما يرجع إلي أسباب تتعلق بالأمن القومى الأمريكى ذاته المهدد من جانب داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية في حالة استمرار وجودها في الشرق الأوسط.

< <<

واقع الأمر فإن قرار ترامب والذى سوف يحدث فراغًا عسكريًا في جزء من الأراضى السورية وعلي النحو الذى يمثل تخليًا أمريكيًا عن الأكراد، فإنه في نفس الوقت من شأنه تضخيم وتوسيع النفوذ والحضور التركى في سوريا وأيضا وبالضرورة الحضور الروسى وبما يصب في مصلحة النظام السورى، بينما يمكن أن يسهم في تقليل أو تراجع الحضور الإيرانى ولو مؤقتا، خاصة فى ضوء التوجه الإسرائيلي بإخراج إيران من سوريا والذى تعكسه وتؤكده الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أماكن وجود القوات الإيرانية علي الأراضى السورية.

< < <

وفي الجنوب العربى كان عام 2018 المنقضى هو ذروة الكارثة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمنى منذ انقلاب الحوثيين واندلاع الحرب التي تدور منذ ثلاث سنوات بين أطراف إقليمية وعربية علي الأراضى اليمنية.. بين إيران الداعمة للحوثيين والسعودية والإمارات الداعمتين للحكومة الشرعية.

ورغم بوادر انفراجة تلوح في الأفق بعد المفاوضات التي جرت مؤخرا في السويد بين وفدي الحكومة والحوثيين برعاية أممية والتى أسفرت عن اتفاق لهدنة عسكرية في الحديدة وتبادل للأسرى، إلا أن إنهاء الحرب بتداعياتها  الكارثية غير المسبوقة في التاريخ العربي الحديث.. يبدو أمرًا مستبعدًا في المستقبل القريب، خاصة بعد خروقات الهدنة من جانب الحوثيين.

< < <

وفي ليبيا التي تمزقت بين شرق «بنغازى» وغرب «طرابلس» ورغم كل المفاوضات والوساطات التى جرت بين فريقى حفتر وحكومة الوفاق الوطنى برعاية أممية وأوروبية ومصرية، فإن الأزمة لاتزال مشتعلة دون بارقة أمل في حلها قريبًا خاصة مع وجود وتمدد التنظيمات الإرهابية الممولة خارجيًا.

< < <

حتي العراق وبعد سنوات من جلاء قوات الغزو الأمريكى  ـ  البريطانى،  ورغم تعاقب الحكومات.. فإنه لايزال غير مستقر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، ولايزال ممزقًا جغرافيًا وسياسيًا ومذهبيًا وطائفيًا وعرقيًا.. بين ولاءات وطنية وولاءات خارجية شيعية لإيران الحاضرة بقوة علي الأرض وفي عمق الدولة والنظام، مثلما هى حاضرة بقوة أيضًا في المشهد السياسى اللبنانى من خلال حزب الله الذى حاز على 70٪ من مقاعد مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، وهي الأغلبية التي أطمعته في محاولته ــ حتى كتابة هذه السطور ــ فى إصراره على فرض ممثلى السُنة في الحكومة المكلف سعد الحريرى (السنى) بتشكيلها بالمخالفة لنظام المحاصصة وفقًا لقانون الانتخابات، وهو الأمر الذى تسبب فى تعطيل تشكيل الحكومة وفي السيولة السياسية التى يشهدها لبنان وتنعكس علي مجمل الأوضاع والاستقرار.

< < <

ثم إن مطالعة بقية أجزاء الخريطة العربية تشير إلي استمرار وتفاقم الأزمات في غالبية دولها خلال تلك السنة المنقضية.. في السودان والصومال وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، حتى دول الخليج العربية التي يجمعها مجلس التعاون والذى كان يعد أقوى التجمعات الجهوية العربية وأكثرها توافقًا وتماسكًا فقد شهد أزمة عاصفة تهدد بانقسام غير متوقع في البيت الخليجى، في نفس الوقت الذى شهدت السنة المنقضية استمرار تجميد تجمع دول المغرب العربى.

في هذا السياق.. بدا واضحًا ومؤكدًا عجز النظام العربي وفشله مع غيبة فاضحة لجامعة الدول العربية التى باتت خارج المشهد.. عاجزة عن احتواء أو حل الأزمات وإنهاء الحروب والصراعات.. سواء بين الدول أعضائها أو بين الفرقاء والمتصارعين في كل دولة حسبما تبدى في السنوات الأخيرة وبلغ ذروته في السنة المنقضية 2018.

< < <

الأكثر مدعاة للأسى واستشعارًا للعار القومى هو أن كل الأزمات والصراعات والحروب الدائرة في المنطقة العربية جرى ويجرى تدويلها وتداولها خارج المنظومة العربية وبين أطراف وقوى إقليمية ودولية بمعزل عن أى دور عربي أو قدرة على الحل أو حتى الإسهام في الحل! بل ليس سرًا أن بعض الأطراف العربية هى التى تشعل تلك الحروب والصراعات والأزمات أو تزيدها اشتعالا، وتلك هى أم المصائب العربية.

< < <

غير أنه يبقي الأمل والرجاء من رحم اليأس.. استشرافًا لصحوة عربية للخروج من النفق المظلم الذى انزلقت إليه الأمة العربية مع إشراقة العام الجديد.. 2019..

مصر للطيران

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,491 شراء 2,503
عيار 22 بيع 2,284 شراء 2,294
عيار 21 بيع 2,180 شراء 2,190
عيار 18 بيع 1,869 شراء 1,877
الاونصة بيع 77,483 شراء 77,839
الجنيه الذهب بيع 17,440 شراء 17,520
الكيلو بيع 2,491,429 شراء 2,502,857
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

آخر الأخبار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8423 30.9386
يورو 33.0969 33.2126
جنيه إسترلينى 38.4511 38.5835
فرنك سويسرى 34.5146 34.6379
100 ين يابانى 20.9299 20.9967
ريال سعودى 8.2224 8.2485
دينار كويتى 99.8811 100.2254
درهم اماراتى 8.3957 8.4242
اليوان الصينى 4.2372 4.2516
بنك الاسكان
NBE