شريف عبد الفهيم يكتب : ارحل غير مأسوف عليك

ساعات قليلة تفصلنا عن بداية عام جديد ورحيل عام قديم، وكعادة كل عام نتمنى كل خير في العام الجديد وندعو أن يكون خيراً من سلفه، وتبدأ مواقع التواصل في نشر الصور والدعاية بكل ما تحمله من الأمنيات السعيدة للعام الجديد.

وفي كل عام ومع الساعات الأخيرة من العام نبدأ جميعًا في استعراض أحداث العام المنصرم بكل ما فيه من خير أو شر، صدمات وأفراح، وفيات ومواليد، وبمجرد أن يبدأ العام الجديد وكأن ما فات في العام الماضي لم يكن.

نحن لا نتعلم ولا نتعظ من كل ما نمر به من أحداث سواء في العام المنقضي أو الذي قبله أو الذي قبله، فكل الأيام أصبحت متشابهة وكلنا أصبحنا ندور في فلك واحد لا فكاك منه ندور في ساقية مثل الثور المربوط ومغمَّى عيناه كي لا يعرف إلى أين يذهب وهو يعتقد أنه يسير قاطعاً آلاف الأميال وهو في الحقيقة لم يخرج عن الدائرة التي رسمت له، يدور حول نفسه ملايين المرات وعندما تنقشع الغمة عن عينيه يرقد من الإجهاد والتعب لينام فإذا ما أشرقت الشمس تدور الدائرة مرة أخرى ويقطع مئات الكيلومترات وهو في موضع لم يبرحه.

وأتذكر العام الماضي في نفس هذه الأيام كتبت أرجو أن يكون عام 2018 أفضل من 2017، ولكن الحقيقة أنه كان أسوأ عام مر عليَّ منذ أن أيقنت أنني أصبحت أحمل مسئولية بيت وأولاد، فمنذ أول يوم فيه إلى آخر يوم وأنا أخرج من أزمة لأدخل في أخرى أصعب منها وكلما تخطيت عقبة أجد في طريقي عقبة أخرى أكبر وأعلى من سابقتها وإذا منَّ الله عليَّ بأن أعبرها يضعني في امتحان آخر أشد صعوبة وأكثر قسوة، ولكن في كل الأحوال لا أقول إلى ما يرضي الله، الحمد لله على السراء والضراء، وكل ما أتمناه في العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة وما أرجوه في العام الجديد أن تشفى ابنتي مما تعانيه والذي لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى، فهو وحده القادر على شفائها بعد أن عجز الأطباء عن أن يكتشفوا ما بها.

فيارب أنت العفو الشافي.